قطرات عيون قد تُغني عن نظارات القراءة

السياسي –

توصلت دراسة أرجنتينية إلى قطرات عيون مبتكرة قد توفر بديلاً عملياً وغير جراحي لنظارات القراءة لدى من يعانون من ضعف النظر المرتبط بالتقدم في العمر، أو ما يُعرف بـ«قُصوُّ البصر الشيخوخي».

وأوضح الباحثون في مركز الأبحاث المتقدمة في الشيخوخة البصرية ببوينس آيرس عاصمة الأرجنتين، أن القطرات تمثل خياراً مهماً للمرضى الذين لا تناسبهم الجراحة، أو يرغبون في الاستغناء عن النظارات لأسباب اجتماعية أو وظيفية. وعُرضت النتائج، الاثنين، في المؤتمر السنوي الـ43 للجمعية الأوروبية لجراحة المياه البيضاء وجراحات العيون الانكسارية (ESCRS) بكوبنهاغن.

ويُعد «قُصوُّ البصر الشيخوخي» (Presbyopia) حالة شائعة مرتبطة بالتقدم في العمر، يفقد فيها الشخص تدريجياً القدرة على رؤية الأجسام القريبة بوضوح نتيجة فقدان عدسة العين مرونتها الطبيعية. وتشمل الأعراض غالباً صعوبة في القراءة أو استخدام الهاتف دون إبعاد النصوص عن العين. وعادة ما تتم معالجته باستخدام نظارات قراءة أو عدسات لاصقة، إلا أن الأبحاث الحديثة تسعى لتطوير بدائل دوائية مثل قطرات العين لتحسين الرؤية القريبة وتقليل الاعتماد على الوسائل التقليدية.

وأشارت الدراسة إلى أن الحل قد يكمن ببساطة في استخدام قطرات خاصة مرتين لثلاث مرات يومياً. وتعود فكرة تطوير القطرات إلى الطبيب الأرجنتيني الراحل خورخي بينوتسي، وهي تحتوي على مادتين أساسيتين هما «بيلوكاربين» التي تضيّق حدقة العين وتحفّز العضلة المسؤولة عن تركيز العين على المسافات المختلفة، و«ديكلوفيناك»، وهي دواء مضاد للالتهابات يقلل من التهيّج والانزعاج الناتج عادة عن «بيلوكاربين».

وشملت الدراسة 766 مريضاً، وكشفت النتائج أن الغالبية تمكنوا من تحسين قدرتهم على القراءة بشكل ملحوظ بعد استخدام القطرات بانتظام.

وأظهرت النتائج تحسناً سريعاً بعد ساعة واحدة فقط من الاستخدام؛ إذ تمكن المرضى من قراءة 3.45 سطر إضافي في المتوسط على مخطط «جايغر» الخاص بقياس الرؤية القريبة. كما بيّنت أن 99 في المائة من المرضى الذين استخدموا تركيز 1 في المائة من «بيلوكاربين» وصلوا إلى رؤية قريبة مثالية.

واستمر الأثر الإيجابي لفترة طويلة تصل إلى عامين، كما حافظ نحو 83 في المائة من المرضى على رؤية جيدة بعد عام كامل. أما الأعراض الجانبية المسجلة لدى بعض المشاركين، فشملت رؤية معتمة مؤقتة، وتهيّجاً طفيفاً عند التقطير، وصداعاً، لكن لم يوقف أي من المرضى العلاج بسببها.

وقال الباحثون إن هناك حاجة طبية غير مُلباة لعلاج «قُصوُّ البصر الشيخوخي»؛ فالنظارات قد تسبب إزعاجاً اجتماعياً أو صعوبة عملية، والجراحة ليست خياراً مناسباً للجميع؛ لذلك «سعينا لتوفير حل دوائي غير جراحي آمن وفعّال». وأضافوا أن العلاج لا يغني تماماً عن النظارات في جميع الحالات، لكنه يوفر خياراً عملياً، خصوصاً لمن لا تناسبهم الجراحة.