حاكمة نيويورك تعلن دعمها لزهران ممداني

السياسي – أعلنت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوتشيل دعمها لمرشح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، زهران ممداني.

وفي مقال نشرته في صحيفة “نيويورك تايمز”، أوضحت هوتشيل أنها وخلال السنوات الأربع الماضية من توليها منصب الحاكم “كانت إحدى معتقداتي الأساسية أهمية التعاون بين مكتبي وعمدة مدينة نيويورك لتحسين حياة 8.3 مليون نسمة نمثلهم معا”. وأضافت أن مسألة اختيار العمدة المقبل قضية تأخذها بجدية كبيرة وقد كرست لها وقتاً وجهداً كبيراً، معلنة: “أؤيد ترشيح عضو الجمعية الوطنية زهران ممداني”.

وأشارت إلى أن قرارها جاء بعد محادثات صريحة أجرتها معه خلال الأشهر الماضية، مضيفة: “كانت لدينا خلافات، لكنني استمعت إلى قائد يشاركني الالتزام بنيويورك، حيث يمكن للأطفال أن يكبروا بأمان في أحيائهم، وحيث تكون الفرص متاحة لكل أسرة. استمعت أيضاً إلى قائد يسعى لجعل المدينة متاحة للجميع، وهو هدف أدعمه بحماس”.

وكشفت أنها ناقشت معه أولوياتها، ومنها ضرورة حصول الشرطة على الموارد الكافية للحفاظ على أمن الشوارع ومترو الأنفاق، مؤكدة أنها “حثته على ضمان وجود قيادة قوية على رأس شرطة نيويورك، وقد وافق”.

كما تناولت معه مسألة مكافحة تصاعد معاداة السامية “بشكل عاجل وواضح”، وأعربت عن ارتياحها لرؤيته يلتقي قادة يهود في مختلف أنحاء المدينة ويستمع إلى مخاوفهم مباشرة. وقالت إنها تتطلع للعمل معه لضمان شعور جميع سكان نيويورك من مختلف الأديان بالأمان والانتماء.

وأضافت: “أكدت له إيماني بأهمية الحفاظ على الشركات وجذبها، حتى تبقى نيويورك مركزاً للاقتصاد العالمي، ونتمكن من خلق المزيد من الوظائف ذات الأجور المجزية”.

وأوضحت أن القدرة على تحمّل تكاليف المعيشة لطالما كانت على رأس أولوياتها كحاكم، وهي قضية تتشاركها مع ممداني، قائلة: “اتخذت إجراءات لتحقيق هذا الهدف، منها خفض ضرائب دخل الطبقة المتوسطة وتوفير وجبات مدرسية مجانية لجميع الطلاب. لكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل”.

وفي سياق متصل، أكدت أنها أرادت التأكد من أن العمدة القادم لن يخضع “ولو قيد أنملة للرئيس ترامب”، مشيرة إلى أن “السياسات البغيضة والمدمرة التي تصدر يومياً من واشنطن” تفرض ضرورة وجود قيادة صلبة.

وقالت إن المحادثات مع ممداني لم تنته بعد، لكنها على ثقة بامتلاكه “الشجاعة والإلحاح والتفاؤل اللازم لقيادة نيويورك في هذه المرحلة الحرجة”. وأضافت أن تجاربها الشخصية غذّت هذا القرار: “عندما أسير في الشوارع أو أركب المترو أو أحضر الشعائر الدينية، ألتقي بسكان نيويورك الذين يحبون مدينتهم، لكنهم رغم عملهم الشاق يشعرون أنهم غير قادرين على تحمّل تكاليف الحياة هنا”.

واستعادت قصة عائلتها، موضحة أن والديها بدآ حياتهما الزوجية في بيت متنقل قرب بفالو، حيث ربّيا ستة أطفال بميزانية محدودة، وكانت والدتها تشتري الملابس بالتقسيط أو من متاجر السلع المستعملة، بينما اعتمدت العائلة على وجبات بسيطة من الطعام المجمّد. وقالت: “هذه التجارب لن تفارقني أبداً، وأعرف أن العائلات لا تستطيع الانتظار عاماً آخر أو شهراً آخر، بل تحتاج إلى تحرك عاجل الآن”.

وانتقدت سياسات الرئيس ترامب منذ توليه منصبه في كانون الثاني/يناير الماضي، قائلة إنه “قضى على الوظائف، وأثر سلباً على اقتصادنا بزيادات جمركية رفعت تكاليف المعيشة، وهاجم برامج الرعاية الصحية والمساعدات الغذائية وخفّض التمويل الفدرالي الذي تعتمد عليه نيويورك، وهدد بالاستيلاء على المدينة، كل ذلك بينما يسعى لفرض سيطرته على الانتخابات المحلية”.

وأضافت: “لهذا، تحتاج نيويورك إلى قادة يقفون في وجه ترامب ويقاومونه. أنا وممداني سنكون بلا خوف في مواجهة أجندته المتطرفة، وسنخوض هذه المعركة بالإصرار والصلابة التي تميز مدينتنا”.

وأكدت هوتشيل أنها طوال مسيرتها المهنية اعتنقت “روح المحارب السعيد” والإصرار على النجاح رغم التحديات، وهي الروح نفسها التي تراها في ممداني.

وختمت بالقول: “قد يرى البعض أنني وممداني حليفان غير متوقعين: حاكمة من بفالو وعضو مجلس محلي شاب من كوينز، لكن هذا هو جمال هذه اللحظة. ما يحتاجه سكان نيويورك الآن ليس الضغائن، بل العزيمة الصلبة على القتال. لا نتفق على كل شيء، وسأحتفظ دائماً بحق الاختلاف، لكنني واثقة أن نيويورك تكون أقوى عندما نقف متحدين ضد من يحاول تمزيقنا. لهذه الأسباب، أعلن دعمي لزهران ممداني في انتخابات عمدة نيويورك المقبلة، وأتطلع للعمل معه لضمان مستقبل أفضل للمدينة”.