السياسي – هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسجن ناشطات منظمة “كود بينك” المناهضة للحروب، بعد أن قاطعن عشاءه الأسبوع الماضي بهتافات مؤيدة لفلسطين، واصفًا سلوكهن بأنه “تخريبي”.
وكانت مجموعة من الناشطات قد اقتحمن، الثلاثاء الماضي، مطعمًا فاخرًا في واشنطن أثناء تناول ترامب العشاء مع كبار أعضاء إدارته، من بينهم نائبه جيه. دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسِث، ورددن هتافات ضد دعمه لإسرائيل في حربها على غزة وحصارها الإنساني الذي تسبب بمجاعة واسعة.
وشملت الهتافات: “إنهم يتلذذون بالطعام بينما غزة تتضور جوعًا”، كما وصفن ترامب بأنه “هتلر عصرنا” لدعمه الحملة العسكرية التي أقرّ جنرال إسرائيلي مؤخرًا بأنها أودت بحياة أو تسببت بإصابة أكثر من 220 ألف شخص.
وفي حديث لاحق، وصف ترامب الناشطات بأنهن “محرّضات مأجورات” و”مدعومات من جهات خارجية”، وأعلن أنه طلب من وزيرة العدل بام بوندي النظر في ملاحقتهن بموجب قانون مكافحة الجريمة المنظمة (RICO)، قائلًا: “يجب أن يسجن، ما يفعلنه بهذا البلد أمر تخريبي للغاية”، وفقا لمنصة “كومن دريمز”.
ويُستخدم هذا القانون عادة لملاحقة العصابات الإجرامية، إلا أن ترامب وإدارته اقترحوا توسيع نطاقه لملاحقة منظمات يسارية بعد مقتل الناشط اليميني تشارلي كيرك. كما هدد ترامب باستخدامه ضد مؤسسات غير ربحية ليبرالية، بينها مؤسسة المجتمع المفتوح ومؤسسة فورد، فيما وصفها نائبه فانس بأنها “شبكات إرهابية”.
في المقابل، نفت المتحدثة باسم “كود بينك”، ميليسا غاريغا، اتهامات ترامب، مؤكدة أن المنظمة تعتمد على متطوعين وتمويل فردي شفاف، وقالت: “لسنا أبواقًا لحكومات أجنبية أو أحزاب سياسية، نحن عمّال وفنانون ونشطاء سلام من مختلف أنحاء البلاد. نلتزم بالوسائل السلمية واللاعنفية في تحركاتنا.”
وأضافت غاريغا: “هذا ليس جديدًا، فقد تعرّضنا مرارًا لتحقيقات وضغوط من مشرّعين، غالبًا جمهوريين، حول مصادر تمويلنا. كلها مزاعم لا أساس لها.”
وكانت المنظمة قد واجهت سابقًا اتهامات من أعضاء في الكونغرس، بينهم السيناتور الجمهوري توم كوتون الذي زعم أنها “ممولة من الصين الشيوعية”، وكذلك رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي التي اتهمت ناشطاتها بخدمة “أجندة بوتين”.
وشددت “كود بينك” على أن جميع سجلاتها المالية شفافة ومدققة، وأنها لم تتلق أي تمويل من حكومات أجنبية.
واعتبرت غاريغا أن تهديدات ترامب جزء من حملة “تخويف لإسكات الأصوات الداعية للسلام والعدالة”، مضيفة: “لن نخاف. نحن نمثل الرأي العام الأمريكي، حيث الأغلبية ضد الحرب وضد الإبادة.”
وأظهر استطلاع لجامعة كوينيبياك في نهاية أغسطس/ آب أن 60% من الناخبين في الولايات المتحدة يعارضون إرسال مزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل، بينما أيّدها 32% فقط. كما أيد نصف المستطلعة آراؤهم توصيف المجتمع الدولي لما يجري في غزة بأنه “إبادة جماعية”.
واختتمت غاريغا بالقول: “إنها لحظة حرجة كي تعلن بقية المنظمات تضامنها الواضح معنا. ما يحدث يذكرنا بعصر المكارثية.”