السياسي – كشف استطلاع للرأي العام الأمريكي تصاعدا مستمرا في تأييد الحق الفلسطيني في الشارع الأميركي، وأن نصف الأمريكيين يؤيدون قيام دولة فلسطينية.
وأظهر الاستطلاع الذي نشر اليوم الجمعة لمجلس شيكاغو لعام 2025 وأجري في الفترة من 18 إلى 30 يوليو/ تموز 2025، أن أغلبية الأمريكيين، بمن فيهم الذين يصفون أنفسهم بالديمقراطيين والمستقلين، باتوا يؤيدون قيام دولة فلسطينية.
وتؤيد أغلبية الديمقراطيين (63%) والمستقلين (53%) إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بينما تواصل أغلبية الجمهوريين معارضتها (58%).
وحسب الاستطلاع ذاته، تصاعدت أعداد من يعتقدون أن الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل الكثير من الدعم والمساعدات العسكرية “في حربها ضد حماس”.
وتشير الأرقام إلى ان الجمهوريين أكثر رضا عن اتجاه العلاقات الأمريكية الإسرائيلية الآن بعد أن عاد ترامب إلى منصبه، على حساب انخفاض نسبة من يعتقدون أن الولايات المتحدة لا تقدم ما يكفي لإسرائيل، مقارنة باستطلاع العام الماضي إبان رئاسة جو بايدن.
ومقارنة باستطلاع مجلس شيكاغو لعام 2024، يقول المزيد من الأمريكيين الآن إن الولايات المتحدة تدعم “إسرائيل” أكثر من اللازم في الحرب على غزة (37%، مرتفعًا من 30%).
وسبب ذلك أن المزيد من الديمقراطيين الآن يرون الولايات المتحدة تدعم “إسرائيل” أكثر من اللازم (53%، مرتفعًا من 40%)، وكذلك المزيد من المستقلين (42%، مرتفعًا من 34%).
في المقابل، يقول المزيد من الجمهوريين الآن إن الولايات المتحدة تحقق التوازن الصحيح في دعمها (47%، مرتفعًا من 23%).
ويعتقد أربعة من كل عشرة ديمقراطيين (45%) ومستقلين (41%) أن الولايات المتحدة ترسل لإسرائيل الكثير من المساعدات العسكرية، وفي المقابل، يعتقد (46%) من الجمهوريين أن الولايات المتحدة تقدم المقدار المناسب.
ويميل الديمقراطيون (60%) والمستقلون (43%) إلى القول بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، فيما يقول الجمهوريون إن الولايات المتحدة قدمت مقدارًا مناسبًا من المساعدات للفلسطينيين (34%).
ويظهر الاستطلاع بشكل عام ميل المستقلين إلى التشابه مع الديمقراطيين أكثر من الجمهوريين في تفضيلاتهم للسياسة الأمريكية تجاه “إسرائيل” وفلسطين.
وأصبح الديمقراطيون والمستقلون أكثر اقتناعًا، خلال العام الماضي، بأن الولايات المتحدة تدعم “إسرائيل” أكثر من اللازم (من 40% إلى 53% بين الديمقراطيين ومن 34% إلى 42% بين المستقلين).
في غضون ذلك، أصبح الجمهوريون الآن أكثر ميلاً للقول إن واشنطن تحقق التوازن الصحيح في دعمها لإسرائيل (47%، مرتفعًا من 23%)، وهو تحول كبير عن عام 2024 حين تم الاستطلاع إبان رئاسة بايدن.
وتشير مواقف الجمهوريين إلى تأييد لزيادة إدارة ترامب مبيعات الأسلحة والدعم الدبلوماسي لإسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية، ومع ذلك، لا تزال نسبة ضئيلة من الجمهوريين تعتبر الدعم الأمريكي غير كافٍ (14%).
وبات الرأي العام الأمريكي هذا العام أكثر ميلا نحو الرأي القائل إن الدعم الأمريكي لإسرائيل أكثر من اللازم (37%، مرتفعًا من 30% في عام 2024 – مدفوعًا بزيادات في مواقف الديمقراطيين والمستقلين).
ومع ذلك، يعتبر ربع الاميركيين فقط أن الولايات المتحدة تحقق التوازن الصحيح (26%، مدفوعًا بزيادة في مواقف الجمهوريين)، ويعتقد 10 في المئة أنها لا تدعم “إسرائيل” بما يكفي (منخفضًا من 20%).
ومن اللافت ان أغلبية الأمريكيين تريد تقليل المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل حيث تعتقد أغلبية الجمهور الأمريكي أن الولايات المتحدة ترسل الكثير من المساعدات العسكرية إلى “إسرائيل” (37%).
ويعتبر ثلاثة من كل عشرة أن المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل هي المقدار المناسب (30%)، ويقول عدد أقل الآن إن الولايات المتحدة لا ترسل ما يكفي من المساعدات العسكرية لإسرائيل (10%، منخفضًا من 17% في 2024).
ويظهر انخفاض في نسبة من يقولون إن المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل ليست كافية بوضوح بين الجمهوريين (12%، منخفضًا من 34%)، الذين أصبحوا الآن أكثر ميلاً للقول إن الولايات المتحدة ترسل المقدار المناسب (46%، مرتفعًا من 29%).
وعلى غرار العام الماضي، تعتقد أغلبية الديمقراطيين والمستقلين أن الولايات المتحدة تقدم الكثير من المساعدات العسكرية لإسرائيل (45% و 41% على التوالي).
ويرى الأمريكيون حاجة أكبر للمساعدات الإنسانية في غزة، حيث يعتقد المزيد من الأمريكيين الآن أن الولايات المتحدة لا تقدم للمدنيين الفلسطينيين ما يكفي من المساعدات الإنسانية (40%، مرتفعًا من 30% في 2024).
وأصبح الديمقراطيون (60%، مرتفعًا من 44%) والمستقلون (43%، مرتفعًا من 31%) الآن أكثر ميلاً من قبل عام للاعتقاد بأن المساعدات الإنسانية الأمريكية لغزة غير كافية.
بينما أصبح المزيد من الجمهوريين مقتنعون بأن الولايات المتحدة ترسل المقدار المناسب (34% مقابل 31% في 2024) أكثر من القليل جدًا (11%، منخفضًا من 15%)، فإن أولئك غير المتأكدين زادوا أيضًا (37%، مرتفعًا من 26%).
ويتواصل صعود الدعم الأمريكي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة لتصل النسبة الآن إلى (51%)، بينما يعارضها أربعة من كل عشرة (41%)، وتؤيد أغلبية الديمقراطيين (63%) والمستقلين (53%) الدولة الفلسطينية، بينما تعارضها أغلبية الجمهوريين (58%).
وما يلفت الانتباه أن المزيد من الجمهوريين يميلون إلى تأييد دولة فلسطينية مستقلة الآن، مقارنة بعام 2024 (35%، مرتفعًا من 27%).
ووفق الاستطلاع، فإن ما يقرب من نصف الأمريكيين (48%؛ بما في ذلك 53% من الجمهوريين، و 46% من المستقلين، و 45% من الديمقراطيين) لم يسمعوا معطيات كافية عن المستوطنات الإسرائيلية ليقولوا ما إذا كانت مقبولة أم لا.
ومع ذلك، بين أولئك الذين يقدمون رأيًا، يعتبر المزيد المستوطنات غير مقبولة (35%) وأكثر من المقبولة (16%)، ويعتبر الديمقراطيون والمستقلون ممن يقدمون رأيًا أن المستوطنات غير مقبولة (47% و 40% على التوالي) مقارنة بـ 15 في المئة فقط من الجمهوريين، الذين يميلون إلى القول إنها مقبولة (30%).
ورأى خبراء أن بيانات استطلاع مجلس شيكاغو لعام 2025 تكشف عن حقيقة معلنة؛ وهي تعمق الانقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
لكن التصاعد في أرقام المستقلين لصالح فلسطين ونسبتهم نحو نصف الأميركيين، تشير إلى أن تأييد الدولة الفلسطينية والحق الفلسطيني في صعود إيجابي، وهذا رغم أن إدارة ترامب ضاعفت إجراءاتها لضرب النشاط المؤيد للفلسطينيين.