ترحيب بموجة الاعتراف بدولة فلسطين وسط غضب إسرائيلي

السياسي – حظي اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بالدولة الفلسطينية، اليوم الأحد، ترحيبًا رسميًا فلسطينيًا واسعًا، وسط إشادة بالقرارات ووصفها بأنها انتصار للقضية والحق الفلسطيني.

ومن المنتظر أن تتخذ البرتغال الخطوة ذاتها في وقت لاحق اليوم، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية البرتغالية .

ورحب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بإعلان رئيس الوزراء البريطاني الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وذات السيادة، وبإعلان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، رسميا الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وذات السيادة.

واعتبر الرئيس أن هذه الخطوة تُشكّل دعمًا مهمًا للحقوق الوطنية الفلسطينية ولجهود إنهاء الاحتلال.

وأكد، أن الأولوية اليوم، هي لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات، والإفراج عن جميع الأسرى، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها كاملة، والذهاب إلى التعافي وإعادة الاعمار، ووقف الاستيطان وإرهاب المستوطنين.

من جهتها، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بقرارات كل من المملكة المتحدة وكندا وأستراليا، القاضية بالاعتراف بدولة فلسطين، ووصفتها بأنها “قرارات شجاعة تنسجم مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”، وتنطلق من حرص هذه الدول على إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وأعربت الوزارة، في بيان صحفي صدر مساء اليوم الأحد، عن شكرها العميق لتلك الدول، مؤكدةً استعداد دولة فلسطين لبناء “أمتن وأصدق العلاقات معها على المستويات كافة”.

وأكدت الخارجية أن هذه الاعترافات تُعدّ دعمًا للحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني، وتُسهم في حماية حل الدولتين من المخاطر الناجمة عن استمرار جرائم الاحتلال، بما فيها الإبادة والتجويع والتهجير والضم. كما اعتبرتها داعمًا للجهود الدولية والإقليمية، خاصة تلك التي تقودها المملكة العربية السعودية وفرنسا، لتطبيق “إعلان نيويورك” وتحقيق وقف فوري للحرب، والذهاب نحو حل سياسي تفاوضي يُعيد الاعتبار للقانون الدولي في مسار السلام.

ودعت الوزارة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، إلى المبادرة بالاعتراف، والانحياز إلى القانون الدولي والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، والوقوف في “الجانب الصحيح من التاريخ”، بما يُسهم في رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير.

وفي السياق ذاته، رحب نائب رئيس دولة فلسطين، ونائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، مساء الأحد، باعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين، واعتبره “انتصاراً للحق الفلسطيني وعدالة قضيته”.

وقال الشيخ، في تغريدة عبر منصة “إكس”، إن الاعتراف يُمثل “انتصاراً دولياً للحق والحقوق والمعاناة والتشرد والقهر، وانتصاراً للإنسانية والعدل والسلام، وحق الشعوب في تقرير مصيرها”.

وأضاف: “شكراً بريطانيا وكندا وأستراليا على الاعتراف بدولة فلسطين، إنه يوم تاريخي في حياة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وثمرة صبره وثباته وصموده وتضحياته”.

-غضب إسرائيلي

وقوبلت موجة الاعترافات -كما كان متوقعا- بردود فعل غاضبة من جانب الأوساط السياسية الإسرائيلية، بما فيها الأحزاب الحاكمة والمعارضة.

ووصف ما يسمى وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطينية بأنه “مكافأة للقتلة ويتطلب إجراءات مضادة فورية”.

وطالب بفرض السيادة فورا على الضفة الغربية “وسحق السلطة الفلسطينية بشكل كامل”.

من ناحيته، قال المتطرف بتسئليل سموتريتش إن “الرد الوحيد على هذه الخطوة المعادية لإسرائيل هو السيادة على وطن الشعب اليهودي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وإزالة فكرة الدولة الفلسطينية السخيفة من جدول الأعمال إلى الأبد”، حسب تعبيره.

وأضاف: “لقد ولت أيام بريطانيا ودول أخرى في تحديد مستقبلنا، وانتهى الانتداب”.

أما وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، فاعتبر أن هذا الاعتراف بفلسطين “لا معنى له وتفوح منه رائحة معاداة السامية وكراهية إسرائيل”، حسب وصفه.

واعتبر أن الرد الوحيد على هذا الإعلان هو فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة.

من جانبه، اعتبر مجلس مستوطنات الضفة الغربية أنه ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية قرارا بإعلان فرض واسع للسيادة على الضفة الغربية، فلا يحق لها الوجود.

أما زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يائير غولان، فاعتبر الاعتراف بدولة فلسطين “خطوة مدمرة لأمن إسرائيل”، ورأى أنها تمثل فشلا سياسيا ذريعا لنتنياهو وسموتريتش.