السياسي – كشف ضابط مشارك في العدوان الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، بأنه يمكن القول بشكل رسمي “إننا فشلنا في الهجوم”.
وقال الضابط في مقابلة مع قناة i24 العبرية: “من لا يفعل لا يخطئ. وأحيانا لا ننجح أيضا. حتى في هجوم الدوحة، كما نستطيع الآن أن نقول رسميا، لم ننجح”.
ووجهت مصادر أمنية إسرائيلية “انتقادات شديدة لقرار تنفيذ الهجوم”، معتبرة أن العملية انطوت على مخاطر استخبارية ودبلوماسية كبيرة حتى في حال نجاحها”.
وأشارت هذه المصادر إلى أن “استهداف المبنى كشف قدرات خاصة لإسرائيل، بينها معرفتها بمواقع تستخدم كبيوت آمنة” لحماس في العاصمة القطرية.
وتتزايد الاعترافات الاسرائيلية، مع مرور الوقت، بأن محاولة الاغتيال الفاشلة لقيادة حماس في الدوحة كانت خطأ استراتيجيا، تكلفته تفوق منافعه بالنسبة لهم.
والأسبوع الماضي، أثارت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريجيف جدلا خلال اجتماع لحكومة الاحتلال الجمعة، بعدما انتقدت جهاز الأمن العام (الشاباك) على خلفية العملية الفاشلة التي استهدفت وفد حركة “حماس” في العاصمة القطرية قبل نحو عشرة أيام، وفقا لهيئة البث العبرية.
وتساءلت ريجيف: “لماذا تولّى الشاباك هذه المهمة بدلاً من الموساد؟”
في المقابل، ردّ القائم بأعمال رئيس الشاباك قائلا إن الجهاز يتعامل مع “حماس” في الخارج، مشيرا إلى نجاحات سابقة مثل اغتيال صالح العاروري في لبنان، لكنه أقرّ بوجود إخفاقات يجري التحقيق فيها.
من جانبه دافع رئيس الموساد ديدي برنياع عن الشاباك قائلاً: “كنا سنحقق النتيجة نفسها لو تولينا العملية”.
في ذات الوقت، ذكر البروفيسور إيلي فودا أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بالجامعة العبرية، وعضو المجلس التنفيذي لمنظمة “ميتافيم” للشئون الإقليمية، أن “محاولة اغتيال قادة حماس في الدوحة مفاجئة رغم فشلها، ولكن حتى لو نجحت، فيبدو من حيث التكلفة والفائدة أن الجانب السلبي يفوق الإيجابي، لأن معظم نتائجها كان يمكن التنبؤ بها مسبقا”.
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، أن “أهم نتائج العملية الخطيرة أن “إسرائيل” دولة لا يمكن الوثوق بها، رغم أنها على مرّ السنين، بَنَت مع العديد من دول الخليج، بما فيها قطر، علاقات ثقة من خلال اتصالات خلف الكواليس، وبذلت شخصيات رئيسية من الموساد ووزارة الخارجية، بمن فيهم رؤساء الموساد ومديرو الوزارة، جهودا كبيرة في تعزيز هذه العلاقات، ولذلك لم يكن مستغربا أن يعارض رئيس الموساد عملية الاغتيال، على الأقل في الوقت الحالي”.