ترامب ونتنياهو: رجلنا سيدير غزة – لكن من سيدير بلير

السياسي – لدى البيت الأبيض مبادرة بحسبها سيقف رئيس حكومة بريطانيا السابق، توني بلير، على رأس منظومة مؤقتة لإدارة قطاع غزة بدون تدخل السلطة الفلسطينية في المرحلة الأولى – هذا ما قاله لـ “هآرتس” مصدر سياسي إسرائيلي. حسب أحد المنشورات من الأسبوع الماضي في “تايمز إسرائيل”، فإن مصدراً عربياً تحدث مع الصحيفة وأكد تفاصيل هذه الخطة، التي تشمل تعيين سلطة دولية تشرف على إعادة إعمار القطاع وإدارته لعدة سنوات. وكتب في المنشور أيضاً أنه سيتم وضع قوة دولية في غزة في هذا الوقت، للحفاظ على حدود القطاع ومنع حماس من إعادة بناء نفسها. المصدر نفسه أوضح أن الخطة، التي حسب قوله “آخذة في التبلور”، تحظى بدعم كامل من ترامب، وأيضاً في إسرائيل لا يرفضونها.

حسب أقوال المصدر العربي، فإن هذه السلطة الدولية ستحصل على تفويض من مجلس الأمن لممارسة نشاطها، والعمل بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، ولاحقاً تنقل السلطة إليها. مع ذلك، قال المصدر العربي إن خطة بلير ضبابية جداً فيما يتعلق بنقل السلطة لأيدي السلطة الفلسطينية، ولم يحدد فيها جدولاً زمنياً. وأضاف بأن هناك خوفاً من استغلال نتنياهو هذه الضبابية لتعويق إشراك السلطة في الحكم في غزة.

نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، يعارضان سيطرة السلطة الفلسطينية في غزة. وحسب المصدر الإسرائيلي، فإن هناك “حساسية” حول نقل السلطة إليها. “السلطة أمر معقد، وربما يكون هذا بصورة ما، لكني لا أرى أن السلطة الفلسطينية ستتحمل مسؤولية معينة بصورة رسمية”، قال. وأكد المصدر أن هناك تفاصيل دقيقة تتكشف بشأن استمرار وجود حماس في القطاع، لكن إسرائيل لا تستبعد “مشاركة قوة دولية مع بلير”.

في الوقت نفسه، وحسب مصدر رسمي في البيت الأبيض، عرض المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في اللقاء بين ترامب وزعماء دول عربية وإسلامية أول أمس، خطة لليوم التالي في غزة. حسب أقوال المصدر، ستشمل الخطة إجراء حوار بين إسرائيل والفلسطينيين وإعادة جميع الاسرى ووعد بالامتناع عن هجمات أخرى في قطر.

“الرئيس تحدث مع الزعماء العرب عن اليوم التالي وعن تدخلهم، وخرجوا بشعور إيجابي. لا أعرف إذا كان قد عرض عليهم أوراقاً ومر على نقاط، لكنه قال إنه يحتاج إلى شراكتهم في المرحلة القادمة”، قال المصدر. وتحدثت مصادر عربية مع “هآرتس” في الأشهر الأخيرة، ولم تعط إجابات قاطعة على سؤال ما إذا كانت دول مثل مصر أو الإمارات أو الأردن ستكون مستعدة لإرسال جنودها إلى القطاع إذا انسحبت منه إسرائيل. حسب عدة مصادر ومنشورات، فإن مصر تدرب الآن بضعة آلاف من الجنود الفلسطينيين من الضفة استعداداً للسيطرة الأمنية في غزة عندما يحين الوقت، لكن مشكوك فيه أن توافق مصر على إرسال قواتها إلى القطاع لمحاربة حماس أو تقييدها.

حسب المصدر السياسي، “الدول العربية تتحدث عن إخراج حماس. والسؤال: ماذا يعني هذا بالفعل؟ ونحن نسأل ترامب: هل ستلقي حماس سلاحها؟ هل ستخرج من غزة؟”. وأضاف بأن استعداد دول عربية وإسلامية لإرسال قوات تهدئة أو إحلال السلام في غزة غير مجد إذا بقيت حماس مسيطرة على المواقع الرئيسية، وربما “تكون لها سيطرة أفضل من أي قوة سيتم إرسالها”.

من أقوال المصدر، يتضح أن هذه الأسئلة ربما تطرح في اللقاء بين نتنياهو وترامب في واشنطن الإثنين القادم، الذي اعتبره “لقاء مهماً”. هبط نتنياهو مساء أمس في نيويورك، وسيلتقي رئيس الأرجنتين خافيير نيلي، ورئيس بارغواي سانتياغو بنيا بلسيوس، ورئيس صربيا ألكسندر فيتشيش. وثمة لقاءات أخرى ما زالت في طور التنسيق.

قبل ذهابه إلى نيويورك، نشر نتنياهو بياناً أكد فيه أن هناك مفاوضات تجري مع سوريا، لكن انتهاءها مقرون بـ “ضمان مصالح إسرائيل التي تشمل، ضمن أمور أخرى، نزع السلاح في جنوب غرب سوريا، والحفاظ على سلامة وأمن الدروز هناك”. حسب المصدر الذي تحدث مع “هآرتس”، فمن غير المعروف الآن أي اختراقة في هذه الاتصالات. وأكد المصدر أن أحد بنود الاتفاق هو انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها في سوريا بعد سقوط نظام الأسد. “هل ينسحبون ومتى وكيف، هذا يخضع للمفاوضات”، وأكد المصدر وأضاف بأن توقعات الطائفة الدرزية في إسرائيل “عالية جداً”.

مصادر درزية تحدثت مع “هآرتس” في الفترة الأخيرة، قالت إن كثيرين في أوساط الأقلية الدرزية في السويداء يتوقعون بالفعل حكماً ذاتياً برعاية إسرائيل. حسب أقوال المصدر الإسرائيلي، فإن الاتفاق الآخذ في التبلور مع سوريا قد يتضمن تغييرات داخلية في النظام الدرزي، وإقامة ممر إنساني. ليس واضحاً حتى الآن هل سيربط هذا الممر بالفعل بين إسرائيل ومحافظة السويداء ومن سيشرف ويسيطر عليه.

ليزا روزوفسكي

هآرتس 26/9/2025