يبدو ان العالم بات اليوم اكثر من اي وقت مضى ، بحاجة الى قوى موازية وقطب آخر يتصدى للقطب الاميركي الذي يتحكم في العالم، ويسيره وفق مصالحة من دون الالتفات لمصالح ورغبات الاخرين
الواضح ان التحرك، والذي ياتي بالطبع من روسيا والصين، كونهما الدولتان القادرتان على التصدي لتلك الهيمنة ، يعمل بشكل متسارع اليوم وفق ما كشفت وثائق سرّية مسرّبة عن تطور غير مسبوق في العلاقات العسكرية بين موسكو وبكين
التقارير تشير الى نقل معدات متقدمة وتدريبًا ميدانيًا لفرق القوات المحمولة جوًا التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، ما دفع خبراء إلى وصف التعاون بأنه «تحالف شبه رسمي» يثير تساؤلات حول احتمالات التحضيرات لعمليات عسكرية مستقبلية خاصة في سياق التوترات المتزايدة حول تايوان.
وفق موقع تحقيقات فان الملفات — التي نُسب نشرها إلى مجموعة القراصنة المعروفة باسم “Black Moon” — شملت مراسلات وعقودًا ووثائق تقنية تعود إلى الفترة بين 2023 ونهاية 2024، وقد خضعت أجزاء منها لعمليات تدقيق مبدئية من مراكز بحثية غربية بينها مركز إصلاحات الدفاع في كييف ومعهد الخدمات المتحدة (RUSI) في لندن. وتمكّن عدد من وسائل الإعلام والمؤسسات البحثية من التحقق من صحة أجزاء من المحتوى—ما أعطى الوثائق وزناً استخبارياً وسياسياً كبيرًا.
تشمل الترتيبات قائمة مفصّلة بالمعدات الروسية المخصصة لتجهيز وحدة محمولة جوًا صينية بمواصفات متقدمة، من بينها: 37 مركبة هجومية برمائية من طراز BMD-4M، و11 مدفعًا مضادًا للدبابات ذاتي الدفع من طراز Sprut-SDM1، و11 ناقلة جنود BTR-MDM، إضافة إلى برامج تدريب متعمقة لخبراء صينيين في مصانع ومرافـق روسية متخصصة. وتشير التقديرات المالية واللوجستية في الوثائق إلى أن الصفقة تتضمن أيضًا نقل وثائق فنية وأنظمة قيادة مشتركة.
يرى محلّون أن القيمة الحقيقية للاسلحة الروسية ، تكمن في نقل الخبرة الميدانية والتكتيكات المجرّبة—خاصة خبرات القيادة المشتركة ونظم التحكم والاتصالات المصمّمة لإدارة عمليات مركّبة (جوية-بحرية-إلكترونية). كما تُظهِر الوثائق سعيًا روسيًا للاستفادة المالية والسياسية من التعاون، واستعدادًا صينيًا للاستثمار لردم فجوات في خبرات الإنزال السريع المعقّد.
ضج العالم الثالث على وجه الخصوص من الهيمنة الاميركية التي امتدت لعقود، اججت خلالها الحروب وعمليات القتل والانقلابات والثورات ضد الحكومات، ودمرت اقتصاد دول وشردت شعوب، وانشأت تنظيمات ارهابية ادعت محاربتها، وذلك من منطلق مصالحها الذاتية، لتقدم نفسها فيما بعد على انها ساعية للسلام ورائدة في مبادرات التسوية والبناء والاعمار.