بالرغم من عدم الثقة بترامب ووعوده ومبادراته،
وبالرغم من أن من أهداف مبادرته الأخيرة التغطية على مؤتمر حل الدولتين وخلط الأوراق، وما يكتنف المبادرة من التباس وغياب زمن محدد لوقف الحرب وإعادة انتشار جيش الاحتلال ،وبالرغم من عدم وجود رد علني من حركة حماس على المبادرة ولا نعرف رأي دولة فلسطين منها خصوصاً أن المبادرة لا تعطي دورا للدولة والسلطة الفلسطينية في القطاع بعد وقف الحرب وتتعامل مع القطاع ككيان منفصل وقائم بذاته ،وحتى مع كل التعديلات التي سيطلبها نتنياهو على المبادرة والتي سيوافق عليها ترامب غالباً …
بالرغم من كل ذلك فقد رحب الرئيسان المصري والإماراتي بهذه المبادرة دون أي تحفظات أو طلب تعديلات.
المفارقة ليس هنا بل في أن كثيرين من أهالي غزة وكل من يشعر بمعاناتهم اهتموا بمبادرة ترامب ويتمنون نجاحها لسبب وحيد وهو أنها تتحدث عن أمور عاجلة وهي وقف إطلاق النار وبالتالي وقف الموت اليومي للعشرات ووقف المجاعة ودخول مساعدات بلا قيود وعدم التهجير الإجباري في هذا الوقت على أقل تقدير،بينما مخرجات مؤتمر حل الدولتين وبالرغم من أهميته السياسية والاستراتيجيةالتي سبق أن تحدثنا عنها إلا أنه ومعه ١٥٩ دولة اعترفت بدولة فلسطين يتحدثون عن أمور مؤجلة وتحتاج لوقت حتى يتم تنفيذها، كما لا يملكون قرار وقف الحرب ولا يستطيعون وقف المجاعة أو إدخال ولو شاحنة طعام أو دواء لجوعى ومعذبي غزة.
هذه الحقيقة حتى وإن كانت مؤلمة،نتمنى ألا يكون العاجل معطلاً للمؤجل أو بديلاً له.
