قيادات فلسطينية: خطة ترامب استسلام وتستهدف الكل الفلسطيني

السياسي – عبر العديد من القيادات الفلسطينية من مختلف التوجهات السياسية، عن رفضهم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ووجهوا لها انتقادات شديدة، واعتبروها “وصفة استسلام ومخطط خنوع”.

وحذرت القياديات الفلسطينية، في تصريحات من خطورة خطة ترامب على القرار والكل الفلسطيني، مؤكدين أنها تهدف لتقويض حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، ودفعه للوصاية الدولية، وهزيمة مقاومته.

وقال عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي حسن، إن خطة ترامب هي وصفة لإدارة الحرب واستمراريتها، وليس لإنهائها.

وأكدّ حسن أن الخطة تضرّب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية؛ ومحاولة بائسة لفصل غزة عن الكيانية والجغرافية السياسية الفلسطينية.

ورأى أن هذه المبادرة انقلاب على هذا الاعتراف الدولي؛ وإشارة إلى اعتباره “اعترافا كلاميا فقط؛ وليس حقيقيا من المنظومة الدولية”.

وعبر عن اعتقاده بأن الخطة تقويض لمبدأ حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني؛ ودفعه للوصاية الدولية التي تعني تكريس استعمار الشعب الفلسطيني بأوجه جديدة.

وأوضح حسن أن الخطة هي لإدارة الحرب وشرعنة استمرارها؛ وإنقاذ دولة الاحتلال التي فشلت على مدار عامين من تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية من وراء الحرب.

وقال : “ترامب منح دولة الاحتلال الوقت الكافي لتحقيق الأهداف دون فائدة؛ والخطة هي تدخل سياسي لتحقيق الأهداف العسكرية للحرب”.

وشدد أن الخطة “تعبير عن مؤامرة تشترك فيها أطراف دولية وعربية أيضا؛ لتقويض حق الشعب الفلسطيني وهزيمة مقاومته.

وقال إن الخطة “تضع شعبنا بين خيارين؛ إما الحرب أو الحرب؛ وفي كلا الخيارين لا شيء سوى أنها تشرعن استمرار الحرب.

ووصف حسن بنود الخطة الـ21 بأنها “ألغام”، ستنفجر واحدة وراء الأخرى كلما بدأت ترجمتها وتنفيذها على الأرض، تبعا لوصفه.

وأكدّ عن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقه في تحقيق مصيره؛ وقراره المستقل.

من جانبه، أكد القيادي في “حزب الشعب” الفلسطيني، وعضو المكتب السياسي، خالد منصور، أن خطة ترامب تمثل “إعادة انتداب ووصاية” على الشعب الفلسطيني.

وقال “منصور” إن خطة ترامب لا تختلف عن الانتداب البريطاني الذي قاد إلى إقامة دولة الاحتلال عام 1948.

ووصف الخطة بـ “الخطيرة جدًا”. معربًا عن أسفه الشديد لموقف الزعماء العرب وموافقتهم على الخطة دون تحفظ أو اعتراض.

وانتقد عضو المكتب السياسي لـ “حزب الشعب”، خالد منصور، استثناء الجانب الفلسطيني؛ سواء منظمة التحرير الفلسطينية أو حركة “حماس”، وغياب الضمانات لتنفيذ الخطة. معتبرًا ذلك “انقلاب على الشرعية الفلسطينية”.

وشدد على أن “مصير الشعب الفلسطيني بأكمله على المحك بهذه الخطة؛ الكل مستهدف سلطة ومعارضة”. داعيًا لضرورة التوحد لمواجهة تلك المخططات. ومؤكدًا أن “الانقسام سيسمح بتنفيذ خطة الانتداب والوصاية الجديدة”.

وطالب القيادي “منصور”، الشعب الفلسطيني بكافة فئاته وتوجهاته، بالوحدة والانخراط في حوار وطني شامل يؤدي إلى وحدة الكل الفلسطيني، وتشكيل حكومة توافق وطني لإنهاء ما وصفها بـ “الشرذمة”.

أما عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أركان بدر، فقال إن خطة الرئيس الأمريكي ترامب، تستهدف اجتثاث الكل الفلسطيني، معتبراً أنها استهدافٌ صارخٌ للكيانية السياسية الفلسطينية بأسرها.

وأكدّ “بدر” أنّ الخطة تستهدف بشكل مباشر منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والقرار الفلسطيني المستقل بضغوط ومطالب إسرائيلية، تحت شعار “الإصلاحات”.

وشدد أن الخطة الأمريكية تستهدف الشعب الفلسطيني “فتح وحماس والجهاد وكل مكونات شعبنا” وتتنكر لوجوده، مستهدفةً كذلك حقوقه الوطنية المشروعة.

ويرى “بدر” أن الخطة مشروع إسرائيلي أمريكي؛ يهدف لانتزاع إنجازات للاحتلال وتحقيق ما عجز عن تحقيقه بقوة الإرهاب وحرب الإبادة، كما يعتقد أنها “إنقاذ للفشل الإسرائيلي؛ في ظل ما يعانيه الاحتلال من عزلة شديدة”.

وقال إنهم “يريدون بقوة الاتفاق تحقيق ما عجزوا عن تنفيذه بقوة الإرهاب”، مبيناً أن الخطة تهدف لفرض إملاءات على حساب مصالح الشعب الفلسطيني الوطنية والتضحية بكل ما قدم من شهداء ودفعه لرفع الراية البيضاء.

ودعا عضو المكتب السياسي إلى عقد اجتماع فوري للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الذي يضم الأمناء العامين للفصائل؛ والاتفاق على استراتيجية وطنية كفاحية شاملة لمواجهة الخطر الوجودي الذي يستهدف الشعب الفلسطيني.

بدوره، قال رئيس شبكة الجاليات الفلسطينية، الناشط رهيف لافي عوض الله، إن الخطة الأمريكية بشأن غزة ليست سوى “وصفة جاهزة لاستدامة الحرب، وترسيخ الاحتلال، وضرب شرعية التمثيل السياسي الفلسطيني”.

وأوضح “عوض الله” أن الخطة تستهدف في جوهرها منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بأسره، عبر محاولة فرض وصاية استعمارية جديدة تتجاهل حقوق الفلسطينيين المشروعة، وتلغي مسيرة نضالهم الممتدة على مدار أكثر من سبعة عقود.

ورأى أن واشنطن، من خلال هذه الخطة، تسعى لـ “شرعنة” استمرار العدوان الإسرائيلي ومنحه غطاءً سياسياً؛ “عبر دعم الأهداف العسكرية للاحتلال في غزة وربطها بترتيبات سياسية مفروضة من الخارج، دون أي تفويض أممي أو قبول شعبي فلسطيني”.

وشدد على أن خطورة هذه الخطة تكمن في محاولة نزع غزة من بعدها الجغرافي والوطني والسياسي الفلسطيني، وتحويلها إلى كيان معزول تحت وصاية دولية أو إقليمية؛ “الأمر الذي يعني عملياً تكريس الانقسام وتصفية القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني”.

وبيّن أن هذه الخطة الأمريكية تعيد إنتاج عقلية القرن الـ 19، عبر العودة إلى صيغ “الوصاية الاستعمارية”، وتجاهل وجود الشعب الفلسطيني كأمة ذات حقوق مشروعة في الحرية والاستقلال.

وأكمل رئيس شبكة الجاليات الفلسطينية: “إنها محاولة لإلغاء شعبنا من معادلة تقرير المصير، وفرض واقع جديد يخدم الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية”.

واستطرد بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل أي خطة تنتقص من حقوقه الوطنية.

ودعا “عوض الله”، الدول العربية والإسلامية، ومعها أحرار العالم، إلى رفض الخطة الأمريكية جملة وتفصيلاً، والتمسك بحق الفلسطينيين في إنهاء الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

من ناحيته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عباس زكي إن الخطة الأميركية المطروحة لوقف الحرب على غزة تمثل “وثيقة استسلام”، مضيفًا أن ما يجري طرحه في الاجتماعات الدولية يُعد قبولًا مشروطًا بشروط تُفرض على الشعب الفلسطيني دون موافقته.

وأكد زكي أن ما عُرض من مقترحات يعكس استسلامًا مكرهًا من بعض من حضروا ووافقوا على بنود تكرّس الإذلال بدلًا من تحقيق حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

وأضاف أن الخطة التي يجري الترويج لها عبر محافل دولية وعربية صيغت بطريقة تُبقي غزة تحت إدارة وتجارب خارجية لا تعبّر عن إرادة شعبها، لافتًا إلى أن التركيز على قضايا مثل الاسرى والتبادل والترتيبات، لا يجوز أن يسبق أولوية اختيار القيادة الفلسطينية الشرعية.

كما اعتبر زكي أن قبول بعض الدول العربية والإسلامية بالخطة يشكل غطاءً مقصودًا لمخطط يعيد رسم الواقع الفلسطيني لصالح الاحتلال، محذرًا من أن الموقف العربي الداعم للخطة أو المروّج لها يرقى إلى مستوى المشاركة في تصفية القضية الفلسطينية.

وشدد على أن أي تسوية تُفرض بوصاية أو إدارة خارجية لن تُنهي الاحتلال، بل ستُشرعن وجوده وتمنح غطاءً للجهات التي تفرض الأمر الواقع على الأرض.

وأكد زكي أن طرح أسماء وإدارات مفروضة من الخارج، كما تداولتها بعض المبادرات الدولية، هو إقصاء صريح للشعب الفلسطيني عن معادلة تقرير المصير.

كما حذر القيادي الفلسطيني، من “خطر إستراتيجي” يهدد القضية الفلسطينية في حال تم تمرير هذه الخطط، موضحًا أن ذلك سيؤدي إلى فصل غزة عن محيطها الجغرافي والوطني والسياسي، ويُسرّع من تفتيت النسيج الداخلي الفلسطيني.

ودعا القيادة الفلسطينية وكافة القوى الوطنية إلى إعادة النظر فورًا في البنية السياسية والاستراتيجية الفلسطينية، لمواجهة ما وصفه بـ”المؤامرة الأميركية الإسرائيلية”.

وفي ختام حديثه، طالب زكي الجماهير الفلسطينية بتوحيد المواقف، ووضع خطة وطنية شاملة لمواجهة مخاطر التفكك والوصاية، مشددًا على أن “الوثيقة المفروضة لا تضمن وقفًا حقيقيًا للقتل، بل تمنح التحكم لقوى خارجية بمصير شعبنا”.

وحثّ الدول والحركات التي قبلت أو ساندت تلك الحلول “الوسطى” على مراجعة مواقفها، والعمل على إنهاء الحرب من خلال حلول تضمن سيادة الفلسطينيين على أرضهم وحقوقهم.

وأكد زكي أن وقف نزيف الدم مطلب إنساني، لكنه لا يكون مقبولًا إذا جاء على حساب تغييب حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، داعيًا المجتمع الدولي والعربي والإسلامي إلى دعم حقوق الشعب الفلسطيني، لا التماهي مع “وثائق استسلام”.