تقرير: جيش الاحتلال يعمل محو تاريخ غزة من الوجود

أفادت مجلة (+972) الإسرائيلية الإلكترونية في تقرير إخباري بأن الجيش الإسرائيلي يعمل على محو ما تبقى من آخر الأحياء في شمال القطاع، بكل ما يضمه من مآثر تشهد على التاريخ العريق لمدينة غزة.

وأشار الصحفي بكر زعبي في تقريره إلى أن مئات الآلاف من السكان فروا من المدينة في الأيام الأخيرة وسط تصاعد الهجوم الإسرائيلي، واضطر كثير منهم لدفع ما يصل إلى 5 آلاف دولار أميركي من أجل الخروج.

وقال إن البعض اضطر للبقاء في أماكنهم، لأنهم “إما غير قادرين أو لا يرغبون في النزوح إلى مناطق يعلمون أنها لن توفّر لهم أمنا ولا كرامة، مفضلين الموت في بيوتهم على الموت في مخيمات خيام مكتظة في الجنوب”.

وأضاف أن عملية محو مدينة غزة بشكل منهجي التي ينفذها الجيش الإسرائيلي عبر تسوية حي بعد آخر بالأرض، كما فعل سابقا في رفح وجباليا وبيت حانون وبيت لاهيا وأجزاء واسعة من خان يونس، “تمحو آلاف السنين من التراث الفلسطيني والعربي، في جريمة تمسّ التاريخ نفسه”.

ويستدل الكاتب زعبي بشواهد من التاريخ للتأكيد على هوية غزة الفلسطينية، موضحا أن المدينة التي ورد ذكرها في سفر التكوين في التوراة كموطن للكنعانيين، كانت عبر العصور مركزا حيويا للتجارة والمقاومة والهوية الوطنية الفلسطينية، وتعرضت للغزو من قِبل حضارات كبرى كالآشوريين والبابليين والرومان والعثمانيين.

واقتبس عبارة المؤرخ الفلسطيني ورئيس بلدية القدس الشرقية الأسبق عارف العارف، التي وردت في كتابه الصادر عام 1943 بعنوان “تاريخ غزة”، أن مدينة غزة “لم تُبنَ في قرن معين، ولا هي نتاج فترة بعينها، بل هي ثمرة كل الأجيال التي مرّت منذ اليوم الذي كُتبت فيه الصفحات الأولى من التاريخ وحتى يومنا هذا”.

وقبل نكبة 1948 كانت غزة المركز الإداري لمنطقة أوسع شملت المجدل وعسقلان وأسدود، التي أقيمت على أنقاضها مدن إسرائيلية حديثة، بحسب تقرير المجلة الإسرائيلية.

وواصلت المجلة الاستشهاد بالتاريخ، وأفادت بأنه ومنذ خمسينيات القرن الماضي كانت المدينة مهدا لحركات المقاومة الفلسطينية ومقرا مبكرا لمؤسسات السلطة الوطنية بعد اتفاق أوسلو ، فضلا عن مؤسسات ثقافية وأكاديمية طالتها نيران الحرب خلال العامين الماضيين.

المصدر:  صدى نيوز