هل تؤدي خطة ترامب إلى قيام دولة فلسطينية؟

تقدّم خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجديدة لإنهاء الحرب في غزة مساراً محتملاً لإقامة دولة فلسطينية، لكنها مشروطة بشكل صارم باستيفاء معايير قانونية ومؤسسية محددة.

ولن تعتبر إقامة الدولة، تعويضاً عن المظالم التاريخية، بل نتيجة لالتزام حقيقي بالمبادئ الدولية، وفق تقرير لمرصد “منتدى الشرق الأوسط”.

والخطة، المكونة من 21 نقطة، تشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والإفراج عن 48 رهينة إسرائيلياً خلال 72 ساعة، ونزع سلاح غزة، وإنشاء سلطة حاكمة مؤقتة، إضافة إلى إصلاح جذري للسلطة الفلسطينية لتعزيز حكمها.

كوسوفو وتيمور الشرقية
وإذا نجح الفلسطينيون في تلبية هذه الشروط، فإن الخطة تمهّد الطريق للاستقلال؛ ما يجعلها خطوة محتملة نحو دولة فلسطينية، لكن ليس ضماناً تلقائياً، إذ تعتمد جدوى هذه الخطة على نماذج تاريخية ناجحة لإقامة الدول، مثل تيمور الشرقية في 2002 وكوسوفو في 2008، حيث كانت النجاحات مبنية على استيفاء معايير قانونية دولية.

وفي حالة تيمور الشرقية، جاء الاستقلال بعد احتلال إندونيسي وحملة حرب عصابات عقب انسحاب البرتغال في 1975؛ إذ أشرفت الأمم المتحدة على استفتاء عام 1999، حيث صوت السكان للاستقلال، تلتها تدخلات قوات حفظ السلام الدولية لإيقاف العنف.

وساعدت إدارة انتقالية أممية في إعادة بناء المؤسسات، وتدريب الخدمة المدنية، وتنظيم الانتخابات؛ ما أدى إلى اعتراف دولي واسع في 2002 بعد تطوير القدرات المؤسسية.

أما كوسوفو، فقد أعلنت استقلالها عن صربيا في 2008 عقب سنوات من العنف وتدخل حلف الناتو، مع فترة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة؛ إذ اعترفت أكثر من 100 دولة بها، وأكدت محكمة العدل الدولية شرعيتها في 2010. ولم يأت الاعتراف إلا بعد التزام الحكومة بالمعايير الديمقراطية، بناء مؤسسات فعالة، والتعاون مع القوات الدولية.

في كلتا الحالتين، استوفت الدولتان معايير اتفاقية مونتيفيديو لعام 1933، التي تشمل، سكانا دائمين، وأراضي محددة، وحكومة عاملة، وقدرة على علاقات دولية، كما أثبتتا التزامهما بميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك كونهما “محبتين للسلام” وعدم تهديد استقلال الدول الأخرى.

قصور فلسطيني
لكن تقرير مرصد منتدى الشرق الأوسط يرى “قصوراً في الوضع الفلسطيني” يعيق الوصول إلى دولة مستقلة؛ إذ يفتقر الفلسطينيون إلى حكومة موحّدة فعالة، حيث تقاسم السلطة في الضفة وحماس في غزة أراضي “الدولة”، مع غياب جهاز أمني مركزي موثوق.

كما يفتقر الفلسطينيون إلى استراتيجية دبلوماسية موحدة؛ ما يجعل قيام الدولة الفلسطينية “وهماً سياسياً” إلا إذا تم معالجتها، كما يرى تقرير مرصد منتدى الشرق الأوسط، أن دور شخصيات مثل توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، الذي ساهم في أزمتي تيمور وكوسوفو مهم.

تقدم خطة ترامب إطاراً منظماً، لكنه مشروط بنزع سلاح الفصائل، والسيطرة على الأراضي، والتعايش السلمي، وهو ما يستوجب على الفلسطينيين، بحسب التقرير التخلي عن “هوية الضحية” كأساس سياسي؛ إذ إن الدولة “ليست تعويضاً، بل نتيجة بناء مؤسسات وقانون”.

المصدر : إرم نيوز