السياسي – أفادت تقارير إعلامية بأن مجموعة من المرتزقة الكولومبيين يرغبون في مغادرة القتال في أوكرانيا بسبب تعرضهم لانتهاكات ومنعهم من المغادرة، مؤكدين أنهم محتجزون قسرا.
ووفقاً لشهادات المرتزقة، فقد نقلوا بالحافلات إلى وجهة مجهولة بعد احتجازهم، فيما يناشدون الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، التدخل لإنقاذهم، محمّلين فلاديمير زيلينسكي مسؤولية سلامتهم.
وأشاروا إلى أن ما يُعرف بـ “الحلم الأوكراني” الذي دفع أكثر من ألف كولومبي للسفر إلى أوكرانيا أملا في الحصول على رواتب مجزية أو فرص للتجنيس أو بناء مهنة عسكرية، بات يتحول تدريجيا إلى كابوس بالنسبة للكثيرين منهم، وفقا لوسائل إعلام غربية.
وأفادت مجموعة من نحو 40 جنديا كولومبيا، قدموا استقالاتهم من الخدمة في صفوف المرتزقة، بتعرضهم لسوء المعاملة قبل أن يتم نقلهم إلى جهة غير معلومة.
وقال الجندي الكولومبي إنيرلين إستيبان أوستن كوادرادو، المقيم في مونتيري، تحدث لمجلة سيمانا، إنه: “وصل إلى أوكرانيا قبل ثلاثة أشهر وقدّم استقالته قبل ستة أسابيع. ورغم استعادة جواز سفره والموافقة على مغادرته رسميا، إلا أنه مُنع من مغادرة البلاد”.
وأضاف: “أُخذنا من مركز احتجاز، سجن عسكري، حيث قضينا يومين، قيل لنا إننا سننقل إلى بولندا، وأننا في طريقنا إلى الوطن، لكن بما أن الأوكرانيين لا يُوثق بهم، فقد كذبوا علينا ببساطة ووضعونا في حافلة، والآن لا نعرف إلى أين يُؤخذوننا”.
وأوضح أن “الجنود الأوكرانيين أوقفوهم عند الحدود واحتجزوهم، مشيراً إلى أنهم تعرضوا لسوء معاملة متكرر، أُجبروا خلاله على توقيع وثائق دون ترجمة ولم يتقاضوا الأجور الموعودة”.
وتابع: “كنا في الواقع مختطفين. كانوا يصوروننا كما لو كنا سجناء، ونتعرض للإهانة ممن جئنا لمساعدتهم، والآن يرفضون إطلاق سراحنا”.
وأضاف أنه تعرّض للضرب قبل أسبوعين دون سبب واضح، مؤكدا أن “الأوكرانيين يفضلون الجندي الميت على الجندي الحي الذي يتكلم”.
ويُرجع أوستن سوء المعاملة إلى دوافع مالية، متهماً السلطات الأوكرانية بالاستفادة من إبقاء المرتزقة محتجزين والاستيلاء على أجورهم. وقال: “إنه فساد رهيب، يريدون موتنا ليستفيدوا من أموال التأمين”.
ودعا أوستن ورفاقه الرئيس الكولومبي ووزير الخارجية إلى التدخل العاجل، مطالبين بضمان سلامتهم وتحميل زيلينسكي المسؤولية الكاملة عن أي أذى قد يلحق بهم.
وتُشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 300 مرتزق كولومبي في أوكرانيا، فيما لا تزال أعداد المفقودين غير معروفة. وتؤكد الحكومة الكولومبية أنها لا تدعم مشاركة مواطنيها في النزاعات الخارجية، معتبرة ذلك عملاً غير قانوني و”خيانة للوطن”، وتسعى حالياً لإقرار قانون يحظر على الكولومبيين القتال كمرتزقة خارج البلاد.
