وفق تقارير اعلامية غربية وعبرية مطلعة فقد تم احباط مخططات رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي من ادخال بعض الالغام على خطة الرئيس الاميركي دونالد ترمب بهدف العودة الى الحرب في اي لحظة تريدها اسرائيل
وفي التفاصيل فقد تم منع نتنياهو من ادخال تعديل على الخطة يسمح باستئناف الحرب ثانية إذا قررت إسرائيل أن حماس خرقت بندًا ما من الاتفاق.
التقارير كشفت ان فريق فني قطري كان متواجدا في البيت الأبيض لحظة تواجد نتنياهو فيه للقاء ترمب وهو ما قيد من قدرة رئيس الوزراء الاسرائيلي على تغيير أكثر من بضع كلمات هنا وهناك في الخطة.
كان أمام حماس ثلاثة خيارات — أن تستسلم، أو تنبذ الإرهاب، أو تموت. أما الآن، فقد أصبح لديها خيار رابع — أن تتفاوض. وطالما تتفاوض، فإن إسرائيل أمام إشارة حمراء”.
كيف حاصر ترامب نتنياهو ليوافق على خطة السلام؟
فايننشال تايمز البريطانية
قبل أسبوعين من سفره إلى الولايات المتحدة للتفاوض على خطة لإنهاء الحرب في غزة، وقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام أنصاره اليمينيين المتطرفين في مستوطنة إسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة وأدلى بيمين وقال لهم: “لن تكون هناك دولة فلسطينية. هذا المكان لنا”.
▪️ والآن، كان ينظر أثناء جلوسه في غرفة فندق في نيويورك مع أقرب مستشاريه والوسطاء الأميركيين، إلى مسودة وثيقة لخطة سلام مدعومة من دونالد ترامب انتهت بنتيجة عكسية تمامًا: «مسارٌ موثوق»، وإن كان غامضًا، نحو دولة فلسطينية مستقبلية.
▪️ يقول شخص اطلع على الاجتماع: “الصدمة جاءت في الخاتمة”، ويضيف “شعرت وكأنها الخيانة الأخيرة”.
▪️ ولم تكن تلك الصدمة الوحيدة. فقد كانت مسودة ترامب ثمرة جولة محمومة من الضغط الدبلوماسي قادتها قطر والسعودية ودول عربية وإسلامية نافذة أخرى، استغلت من خلالها غضب الرئيس من الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مفاوضي حماس السياسيين في الدوحة في التاسع من سبتمبر.
▪️ وساعد الدفع الدبلوماسي أيضًا في تجدد نفوذ صهر ترامب والمبعوث السابق للشرق الأوسط، جاريد كوشنر.
▪️ وقال مشاركون في العملية إن هدفهم كان تحقيق طموحين للرئيس الأميركي: طموح سياسي وطموح شخصي معًا، إذ أراد ترامب أن يؤمّن الإفراج عن 48 رهينة إسرائيليًا تحتجزهم حماس، وأن ينهِي الحرب في غزة، كما أراد أن يبقي حلمه حياً بوساطة تقارب كبرى بين إسرائيل والسعودية.
▪️ كما لم يكن التوقيت اعتباطيًا، كما قال مسؤولان إسرائيليان مشاركان في المحادثات، فقد أوضح ترامب أنه يريد أن تنتهي الحرب بحلول الذكرى الثانية لهجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل، الذي أشعل النزاع، كما ستُعلن هذا الشهر أيضًا جائزة نوبل للسلام، التي يطمع فيها ترامب.
▪️ وقال دبلوماسي إسرائيلي سابق تواصل مع واشنطن نيابة عن عائلات الأسرى: “أدرك ترامب منذ وقت مبكر جدًا أن الرهائن هم المفاتيح التي تفتح كل الأبواب في الشرق الأوسط”.
▪️ وكان ترامب قد التقى برهائن أُفرج عنهم، وعرف بعضهم بالأسماء، وتابع تعافيهم بعد شهور في الأسر وهي علاقة شخصية تفوق علاقة نتنياهو معهم بكثير، كما يتواصل مبعوث ترامب، ستيڤ ويتكوف، بانتظام عبر الرسائل النصية مع العائلات المنتظرة لأحبائها.
▪️ لقد احتاج ترامب إلى تنازلات من نتنياهو وخطة لما بعد الحرب لكي يخرج جميع الرهائن دفعة واحدة ويُطلق خطته الكبرى للشرق الأوسط، ولم تكن هذه الحاجة موجهة لإقناع حماس فقط حيث يشكل الرهائن مصدر نفوذها الحقيقي الوحيد، بل أيضًا لاسترضاء حلفاء واشنطن في الخليج، الذين أبعدهم نتنياهو بسياسته العدائية في أنحاء الشرق الأوسط.
كانت قطر، التي تستضيف مكتب حماس السياسي ولعبت دورًا مركزيًا في سنتين من جهود الوساطة، من بين الأطراف الأكثر تأثيرًا بحسب مشاركين في المفاوضات حيث أغضب هجوم إسرائيل على الدولة الحليفة للولايات المتحدة، ترامب خاصة أنه وقع بينما كانت حماس تدرس اقتراح تهدئة من ويتكوف.
▪️ وعندما وصل نتنياهو أخيرًا إلى البيت الأبيض في 29 سبتمبر، بعد أيام من تقديم ترامب خطته للزعماء العرب سَلَّمَهُ الرئيس سماعة هاتف واستمع اليه بينما اعتذر نتنياهو بتواضع لرئيس وزراء قطر.
▪️ وقال مسؤول أميركي سابق لا يزال على اتصال مع قادة في الشرق الأوسط: “إن الضربة على قطر فتحت بالفعل الباب لكل هذا”، وكانت الضربة مهينة لترامب، لكنها “سمحت له أن يقول: أنتم أخطأتم، وأنا أُنقِذكم هنا، وانتهى الأمر” بحسب المسؤول الذي علق ساخرًا، مُصوِّرًا اعتذار نتنياهو اللاحق في المكتب البيضاوي لقطر كأنه “فيديو رهائن”.
وبينما حاول نتنياهو وفريقه تخفيف بعض عناصر ما أصبح خطة ترامب ذات العشرين نقطة، لا سيما الإشارة إلى دولة فلسطينية، كان هناك في البيت الأبيض فريق فني قطري يجلس ليس بعيدًا من الرجلين، حسبما قال شخص مطلع على الأحداث.
▪️ وقال شخص ثانٍ قرأ مسودات الخطة: “كان من المستحيل تغيير أكثر من بضع كلمات هنا وهناك”.
▪️ فعلى سبيل المثال، سعى نتنياهو ومفاوضوه للحصول على تنازل كبير واحد، وهو فرصة للعودة إلى القتال إذا قررت إسرائيل أن حماس خرقت بندًا ما من الاتفاق.
▪️ وقد قيل للفريق، بعبارات لا تحتمل اللبس، “توقفوا عن البحث عن الثغرات”، وقد ضمنت هذه المسألة بنفسه ترامب للعرب أن إسرائيل لن تبدأ الحرب من جديد، بحسب ما أفاد شخص ثانٍ مطلع على المحادثات بين البيت الأبيض والمسؤولين العرب.
▪️ وهكذا، بين لغة الخطة القانونية الجافة، تضمن المستند مقترحات كانت ستثير سخط الأحزاب اليمينية المتطرفة والمسيحية التبشيرية التي تدعم ائتلاف نتنياهو، والَّتي تعهّدت بطرد الفلسطينيين من غزة وإعادة توطين القطاع باليهود.
▪️ والآن، استبعدت الوثيقة التهجير القسري وقالت إن أهل غزة سيكونون أحرارًا في مغادرة القطاع المحاصر والعودة متى شاؤوا، كما يمكن أن يتم منح عفو لمقاتلي حماس إذا تخلّوا عن أسلحتهم ووافقوا على “التعايش السلمي”، بدلاً من أن يُطاردوا حتى الموت.
▪️ ولن يُسمح لإسرائيل، بموجب الخطة، لا باحتلال غزة ولا بضمّها، كما لن يُسمح لها ببناء مستوطنات هناك، وسيسمح بعودة الأمم المتحدة — التي طالما هاجمها نتنياهو — لتقديم المساعدات الغذائية للفلسطينيين الذين جاعوا بسبب الحصار الإسرائيلي.
▪️ ومع ذلك، احتوت الوثيقة على ما يكفي من البنود التي تتيح لنتنياهو حفظ ماء وجهه، إذ حُظِر على حماس المشاركة في أي شكل من أشكال الحكم الفلسطيني، وسيُجرَّد مقاتلوها من السلاح، وستُجرَّد غزة من السلاح بالكامل، وستتولى إدارة القطاع لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين وهيئة إشراف دولية يرأسها ترامب شخصيًا، وذلك بشكل مؤقت، بدلًا من السلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، أما الأمن فستتولاه قوة دولية.
لكن الأهم من ذلك، كما قال مسؤولان إسرائيليان، هو اللغة التي استخدمها ترامب عند إعلان الخطة؛ إذ قال إنه إذا رفضت حماس الاتفاق، فستحظى إسرائيل “بدعمه الكامل لإنهاء مهمة تدمير خطر حماس”.
▪️ كان نتنياهو يقف إلى جواره، لكنه بدا خافتًا، فقد واجه سابقًا ثلاثة رؤساء أمريكيين وتغلب عليهم سياسيًا — بيل كلينتون، وباراك أوباما، وجو بايدن — أما الآن فكان تحت ضغط هائل من الرئيس الذي وصفه بثقة بأنه “أعظم صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض”.
▪️ وعلى الرغم من أن نهج ترامب القائم على الصفقات وقراراته المتقلبة أقلق حلفاء الولايات المتحدة لسنوات، فإن نتنياهو ظلّ يرى في الرئيس الأمريكي وقاعدته المؤيدة لإسرائيل دعمًا مضمونًا، غير أن ترامب فاجأه في وقت سابق من هذا العام بإعلانه أن الولايات المتحدة تجري محادثات غير مباشرة مع إيران، ثم أحرجه عندما ذكّره بأن إسرائيل تعتمد على مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية.
وقال مايكل أورين، السفير الإسرائيلي الأسبق لدى واشنطن: “القاعدة الذهبية هي أن مصالح دونالد ترامب تأتي أولًا”، وأضاف: “قبل ترامب، وسّع نتنياهو المستوطنات رغم اعتراض أوباما، وأبطأ مفاوضات السلام في عهد كلينتون. ومع بايدن الذي قال مرارًا “لا تفعل، لا تفعل، لا تفعل” — فعلت إسرائيل. لكن مع ترامب، حين يقول لا، فحينها لا تفعل. وهذه أصبحت القاعدة الآن، حتى بالنسبة لإسرائيل”.
▪️ وأشار أورين إلى التوبيخ العلني المليء بالألفاظ القاسية الذي وجهه ترامب لإسرائيل عندما قصفت شرق إيران بعد أن أعلن الرئيس وقفًا لإطلاق النار أنهى حربًا استمرت 12 يومًا بين الخصمين الإقليميين في يونيو الماضي.
▪️ وبعد أيام من زيارة نتنياهو للبيت الأبيض، التي وقف خلالها إلى جانب ترامب معلنًا تأييده للخطة، انقلب المزاج مجددًا ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي.
▪️ فقد روّج نتنياهو للمبادرة في الداخل بوصفها انتصارًا لإسرائيل — “عرض خذه أو اتركه”، بالنسبة لحماس، مع حصول إسرائيل على ضوء أخضر أمريكي لسحق الحركة إذا رفضت الخطة.
▪️ لكن يوم الجمعة، عندما انتقت حماس البند الذي يهم ترامب أكثر من غيره — وهو الإفراج خلال 72 ساعة عن جميع الأسرى الباقين، أحياءً وأمواتًا — متجاهلة البنود الخلافية الأخرى، وجد نتنياهو نفسه في مأزق.
▪️ وقال أورين: “فجأة حدث تحول جوهري في الوضع. سابقًا، كان أمام حماس ثلاثة خيارات — أن تستسلم، أو تنبذ الإرهاب، أو تموت. أما الآن، فقد أصبح لديها خيار رابع — أن تتفاوض. وطالما تتفاوض، فإن إسرائيل أمام إشارة حمراء”.
وأصدر ترامب بعد وقت قصير من بيان حماس، أمرًا لإسرائيل بوقف العمليات العسكرية في غزة «”فورًا” ريثما تستمر المحادثات.
▪️ وحاول نتنياهو في مكالمة هاتفية مع ترامب، أوردها موقع اكسيوس وأكدها مسؤول إسرائيلي، إقناع الرئيس بأن قبول حماس المشروط ليس سوى مناورة لكسب الوقت، لكن ترامب ردّ بغضب: “لماذا أنت سلبي إلى هذا الحد اللعين؟”، وفقًا للتقرير.
▪️ وبعد أيام، كرر ترامب موقفه علنًا، قائلًا لمراسل إسرائيلي إنه لم يكن صعبًا إقناع نتنياهو بقبول الواقع، وأضاف ترامب لقناة إسرائيل 12: “لقد كان موافقًا. عليه أن يكون موافقًا. ليس أمامه خيار. ومعي، عليك أن تكون موافقًا”.