جدد العاملون الإنسانيون في الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، دعواتهم لإطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة، ووقف إطلاق نار فوري، وزيادة المساعدات لتخفيف معاناة الفلسطينيين، بالتزامن مع استمرار المحادثات حول خطة السلام التي تقودها الولايات المتحدة في مصر.
وقال توم فليتشر، منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، في بيانٍ شاركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مع وسائل الإعلام في جنيف: “إن الألم لا يُوصف”.
وأضاف فليتشر في بيانه: “أجدد دعوتي للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين – وحتى ذلك الحين، يجب معاملتهم بإنسانية. يجب حماية المدنيين في كل مكان”.
وأكد فليتشر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، و”يعاني مئات الآلاف من الجوع والتشرد”.
كما قُتل أكثر من 1250 إسرائيليًا وأجنبيًا في الهجمات، بينما أُخذ أكثر من 250 آخرين كمحتجزين. وقُتل أكثر من 66 ألف فلسطيني في حرب غزة، وفقًا للسلطات الصحية المحلية.
وقف فوري لإطلاق النار
كما جدد منسق الإغاثة في الأمم المتحدة دعواته لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، ولتدفق المساعدات الإنسانية بحرية وبالقدر المطلوب.
وفي معرض تسليطه الضوء على العقبات المستمرة أمام إيصال المساعدات، قال لاركه، من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إنه على مدار العامين الماضيين، من بين أكثر من 8000 طلب لمهام إنسانية داخل غزة تتطلب التنسيق مع السلطات الإسرائيلية، رُفضت أو أُعيقت 45% منها في الطريق.
وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أيضًا إلى أن الفرق في غزة لا تزال تنتظر الضوء الأخضر لجلب حاضنات وأجهزة تنفس صناعي للأطفال الخدج الذين تم إجلاؤهم من شمال القطاع.
قال المتحدث باسم اليونيسف، ريكاردو بيريس: “لقد تمكنا من نقل [الأطفال] إلى منشأة أخرى عندما كان المستشفى الذي كانوا فيه بحاجة إلى الإخلاء، لكننا لم نتمكن من نقل الحاضنات… لقد رُفض ذلك حتى الآن”.
وأوضح بيريس أن الموافقة على “نقل قوافلنا لاستلام تلك الحاضنات لم تُمنح بسبب دوافع أمنية وعمليات عسكرية تجري على الأرض”.
وأكد أن “واحدًا من كل خمسة أطفال يولدون في غزة يولد قبل أوانه دون وجود البنية التحتية اللازمة لاستقبالهم والحفاظ على سلامتهم وحياتهم”. “نحن نتحدث عن أطفال يتشاركون أقنعة الأكسجين للبقاء على قيد الحياة”.
استهداف الأطفال
وأضاف المتحدث باسم اليونيسف أن 61 ألف طفل استشهدوا أو شُوهوا “منذ بدء الحرب على غزة.
وقال: “هذا يعني استشهاد أو تشويه طفل واحد كل 17 دقيقة في المتوسط”، “وهو رقم صادم وغير مقبول”.
وأعرب بيرس عن أسفه لحقيقة أن الأطفال “يعانون أجسادهم وعقولهم لفترة طويلة جدًا”، ويعانون من الصدمات النفسية، ويتعرضون “لأهوال لا ينبغي لأي طفل أن يراها أو يعيشها”.
المجاعة وسوء التغذية
تُعد المجاعة وسوء التغذية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في غزة، وقد أشار المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، إلى أن أكثر من نصف مليون شخص عالقون في المجاعة في غزة، وفقًا لأحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الذي تدعمه الأمم المتحدة في أغسطس/آب.
وقال إن “640 ألف شخص يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي”، وأن منظمة الصحة العالمية تحققت من 400 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية، بما في ذلك 101 طفل.
وقال بيرس، من اليونيسف: “نعلم أن معظم المؤشرات تتفاقم”، محذرًا من أن المجاعة التي أُعلنت في مدينة غزة “تنتقل ببطء إلى الجنوب مع نزوح المزيد من الناس، تاركين ما أصبح الآن منطقة قتال مرة أخرى”.