افتتاحية هآرتس: “حتى لو كان الثمن الإفراج عن مروان البرغوثي”

| الخميس 9 أكتوبر

لأول مرة منذ شهور، تجري مفاوضات جادة لإنهاء الحرب في قطاع غزة والتوصل إلى اتفاق شامل. اجتمعت وفود من إسرائيل وحماس ومصر وقطر والولايات المتحدة في شرم الشيخ، في ظل ضغوط دونالد ترامب على جميع الأطراف، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. يبدو أن أياً من الطرفين لا يرغب في التورط مع الرئيس الأمريكي، وهذه بشرى سارة لكل من يأمل في إنهاء الحرب وعودة الأسرى والمحتجزين.

والآن تحديداً، يجب ألا نسمح لمعارضي الصفقة- في الحكومة، وفي الإعلام، وفي الشبكات، وفي الشارع- بعرقلتها. إن من يتوقون إلى “نصر مطلق”، أي احتلال قطاع غزة، وتهجير سكانه، وإقامة المستوطنات، لا يريدون إنهاء الحرب وإعادة الأسرى والمحتجزين، بل يريدون استمرارها مهما كلف الأمر.

يتخذ معارضو الصفقة “خطاً أحمر” جديداً في كل مرة؛ والآن هو مروان البرغوثي.

أرسلت حماس إلى إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم، وتضم 250 اسمًا، ممن يستوفون معياري السن والأقدمية في السجن. وتضم القائمة مروان البرغوثي وأحمد سعدات وحسن سلامة وآخرين. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أمس أن حماس تطالب أيضًا بإعادة جثتي يحيى ومحمد السنوار (وهو ما نفته حماس). وقد عززت القائمة، وخاصة اسم مروان البرغوثي، موقف معارضي الصفقة في محاولة لإفشالها. وقد انتزع إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بالفعل التزامًا من نتنياهو بعدم إطلاق سراح مروان

مروان البرغوثي. وحتى لو برروا معارضتهم بذرائع أمنية، فهي ليست أمنية، بل سياسية: احتمال أن يصبح البرغوثي الزعيم الفلسطيني القادم. لكن هذا ليس مبررًا لإفشال الصفقة. يجب على إسرائيل أن تكون منفتحة على تغيير هيكل القيادة الفلسطينية، لا سيما في ظل المطالبة بإصلاحات في السلطة الفلسطينية، وبعد إقصاء قيادة حماس، والاعتراف الدولي بعدم قدرتها على المشاركة في “اليوم التالي” في قطاع غزة.

حتى إعادة جثمان السنوار، إن كانت حماس قد طالبت به، لا ينبغي أن تعطّل الصفقة. لا قيمة رادعة هنا، بل تشبث أعمى برموز قديمة وانتقام. الصفقة بطبيعتها تتضمن دفع ثمن. من يتخذ من إطلاق سراح مروان البرغوثي أو إعادة جثمان السنوار ذريعةً لنسف الصفقة، إنما يريد في الواقع العودة إلى القتال ومواصلة التخلي عن المخطوفين.

الأمر المهم هو حياة المخطوفين، ووقف القتل والدمار في قطاع غزة، ومستقبل الشعبين. قد يتذكر اليمين المتطرف من أطلق سراح البرغوثي، لكن التاريخ لن ينسى من منع إطلاق سراح الإسرائيليين الأبرياء وضحّى بهم حتى الموت. يجب ألا ندع هؤلاء يُفسدون فرصة إنهاء الحرب.