السياسي -متابعات
شهدت العاصمة الفرنسية باريس واحدة من أكثر السرقات جرأة في تاريخها، بعد أن اقتحم مجهولون متحف اللوفر صباح الأحد، وتمكنوا في 7 دقائق من الاستيلاء على ثمانية قطع “لا تُقدّر بثمن” من مجوهرات التاج الفرنسي، قبل أن يفرّوا على متن دراجات نارية، في عملية وصفتها السلطات بـ”الاحترافية الصادمة”.
وكشفت وزارة الثقافة الفرنسية أن القطع المسروقة شملت تاجين وقلادتين وأقراطاً من مقتنيات الملكات ماري أميلي، أوجيني، والإمبراطورة ماري لويز.
إضافة إلى بروشين نادرين، أحدهما يُعرف باسم “البروش الأثري”، فيما تم العثور على قطعة تاسعة محطّمة في موقع الحادث يُعتقد أنها تاج الإمبراطورة أوجيني، زوجة نابوليون الثالث.
من جانبه، تعهّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة “إكس” بأن “تُستعاد الأعمال المسروقة ويُقدَّم مرتكبو هذا العمل الجبان إلى العدالة”، مؤكداً أن “كل الجهود تُبذل لتحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن”.
وأضاف ماكرون في تصريح لاحق: “السرقة التي ارتُكبت في متحف اللوفر هي اعتداء على تراث نعتزّ به، لأنه جزء من تاريخنا، ولن نسمح بأن تُسرق ذاكرتنا الجماعية بهذه الطريقة”.
وقال وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز إن اللصوص تسلّلوا إلى المتحف عبر رافعة بناء منصوبة بجوار ضفة نهر السين، حيث يجري تنفيذ أعمال ترميم في الجناح المطلّ على النهر.
وأضاف: “قاموا بقطع زجاج نافذة باستخدام منشار دائري، ثم توجهوا مباشرة إلى قاعة عرض مجوهرات التاج، وكسروا خزائن العرض واستولوا على الجواهر”.
وأكد الوزير أن العملية لم تسفر عن أي إصابات، وأن الجناة – يُعتقد أنهم ثلاثة أو أربعة – كانوا مجهّزين جيداً وقد خططوا للعملية مسبقاً، مشيراً إلى أنهم غادروا الموقع على دراجات “ياماها TMAX”، وهي من الأنواع السريعة التي تُستخدم عادة في عمليات الهروب.
من جانبها، أوضحت وزيرة الثقافة رشيدة داتي أن كاميرات المراقبة أظهرت اللصوص وهم “يتحركون بهدوء تام، دون عنف، وكأنهم يعرفون المكان بدقة، حيث أنهوا العملية في سبع دقائق فقط وغادروا”، واصفة ما حدث بأنه “عمل احترافي بالكامل”.
وعقب الحادث، أعلن متحف اللوفر إغلاق أبوابه “لأسباب استثنائية”، فيما بدأت الشرطة عمليات تمشيط واسعة وتحليل البصمات والأدلة الجنائية داخل القاعة المعروفة باسم “غاليري أبولّون”، والتي تحتضن أبرز مجوهرات التاج الفرنسي، من بينها الماسات التاريخية مثل “الريجنت” و”الهورتنسيا”.
وقال خبير الفنون الهولندي آرثر براند، الملقب بـ”محقق الأعمال المسروقة”، إن السلطات الفرنسية “تخوض سباقاً مع الزمن” لاستعادة المسروقات قبل أن يتم تفكيكها أو صهرها، مضيفاً: “هذه الجواهر مشهورة عالمياً، لا يمكن بيعها بسهولة، لذا ربما يحاول اللصوص إذابة الذهب وقطع الألماس لإخفاء أثرها”.