السياسي -متابعات
صنع نادي ميالبو سولفسبورغ واحدة من أعظم مفاجآت كرة القدم الأوروبية في حكاية تُشبه الأساطير، هذا الموسم بعد تتويجه بلقب الدوري السويدي لأول مرة في تاريخه، قادمًا من قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 1485 نسمة.
القصة المذهلة بدأت من قرية هاليفيك الواقعة على الساحل الجنوبي للسويد، وهي أصغر منطقة جغرافية تمثل فريقًا في دوري أوروبي كبير، لتصبح اليوم موطن بطل السويد الجديد.
MJÄLLBY AIF ÄR SVENSKA MÄSTARE I FOTBOLL 2025! 🏆
📲 Se Allsvenskan på HBO Max pic.twitter.com/bTY2kzcJfP
— Sports on HBO Max 🇸🇪 (@sportshbomaxse) October 20, 2025
ومن قرية صغيرة على البحر إلى قمة كرة القدم السويدية، كتب ميالبو فصلاً أسطورياً جديداً في الرياضة، وأثبت أن الأحلام قد تتحقق حتى في أبعد القرى عندما يمتزج الإيمان بالعمل والولاء.
يلعب ميالبو مبارياته على ملعبه البسيط ستراندفالين الذي يتسع لحوالي سبعة آلاف متفرج فقط، ويقع بجوار موقع للتخييم يُعرف باسم كامبينغفيغن 44، ما يعكس الطابع القروي الذي يحيط بالنادي. ورغم تواضع الإمكانيات والبنية التحتية، فإن هذا النادي الصغير أصبح حديث القارة بعدما تخطى كل الكبار في طريقه نحو القمة.
ولم تكن رحلة ميالبو سهلة، ففي عام 2016 كان النادي يصارع في دوري الدرجة الثالثة، مهددًا بالإفلاس والهبوط إلى الدرجة الرابعة، قبل أن ينجو في الجولة الأخيرة.
وبعد ذلك بعامين فقط بدأ الصعود المذهل، بتحقيق ترقيتين متتاليتين في 2018 و2019 ليعود إلى دوري الأضواء. ما حدث بعد ذلك كان تجسيدًا حقيقيًا للتماسك والإصرار، حيث اعتمد النادي على مبدأ النمو العضوي دون دعم من مستثمرين أو ملاك أثرياء، مستفيدًا من قاعدة “50+1” التي تضمن سيطرة الجماهير على القرارات.
🇸🇪 WHAT A FAIRYTALE! SWEDISH UNDERDOGS MJÄLLBY, WHO COME FROM A FISHING VILLAGE OF 1,485 PEOPLE, HAVE WON THE ALLSVENSKAN!
How have they achieved this feat? What records have they broken along the way? Here are 10 things you need to know about Sweden’s new champions!
THREAD 🧵 pic.twitter.com/vU6uRGot2C
— The Sweeper (@SweeperPod) October 20, 2025
واعتمد ميالبو على سياسة ذكية تقوم على تطوير اللاعبين الشباب وبيعهم لاحقًا لتمويل مسيرته. هذا الموسم بلغ متوسط أعمار لاعبيه 24 عامًا فقط، مع بروز أسماء مثل المهاجم عبدولي مانه، والمدافعين أكسل نورين وعبدالله إقبال، ولاعب الوسط لودفيغ مالاكوفسكي ثوريل، الذين شكلوا العمود الفقري للفريق البطل.
قصة النادي ليست فقط قصة نجاح رياضي، بل حكاية إنسانية أيضًا، حيث إن المدير الرياضي هاسي لارسون، الذي ارتدى قميص النادي لأول مرة عام 1979، نجا من ورم في الدماغ وسرطان البروستاتا، وعمل ثلاث سنوات دون راتب لإنقاذ الفريق من الإفلاس.
أما المدرب أندرس تورستنيسون، وهو مدير مدرسة سابق، فيكافح مرض سرطان الدم المزمن ويقول بابتسامة إنه “يعيش حياته كالمعتاد، مدركًا أن كل يوم إضافي هو مكافأة”.
وإلى جانبه يعمل مساعده النرويجي كارل ماريوس أكسوم، الحاصل على دكتوراه في الإدراك البصري في كرة القدم، والمتخصص في دراسة حركة الرأس لدى اللاعبين لتحسين قدراتهم على اتخاذ القرار. هذا المزيج بين العلم والعزيمة جعل ميالبو فريقًا فريدًا في فكره وأسلوبه.