شخصيات يهودية تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية ويطالبون بمعاقبتها

السياسي – نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعده جوزيف غيدون من واشنطن، قال فيه إن قادة ورموزا يهودا حول العالم طالبوا الأمم المتحدة فرض عقوبات ضد إسرائيل.

وفي رسالة مفتوحة حصلت عليها “الغارديان” ووقّعها مسؤولون سابقون وفنانون ومثقفون، وصفوا فيها أفعال إسرائيل “غير المقبولة” في غزة بالإبادة الجماعية.

ووقّع 460 مسؤولا إسرائيليا سابقا وحائزون على جوائز أوسكار ومثقفون على الرسالة التي تطالب بمحاسبة إسرائيل على ممارساتها في غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.

ويأتي نشر الرسالة في الوقت الذي يجتمع فيه قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الخميس، وسط تقارير عن تفكيرهم بتأجيل مقترحات فرض عقوبات على انتهاكات حقوق الإنسان.

وكتب الموقّعون: “لا ننسى أن العديد من القوانين والمواثيق والاتفاقيات التي وضعت لحماية جميع الأرواح البشرية وضعت ردا على الهولوكوست، وقد انتهكت إسرائيل هذه الضمانات بلا هوادة”.

ومن بين الموقّعين على الرسالة: رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق أبراهام بورغ، ومفاوض السلام الإسرائيلي السابق دانيال ليفي، والكاتب البريطاني مايكل روزن، والكاتبة الكندية نعومي كلاين، والمخرج السينمائي الحائز على جائزة الأوسكار جوناثان غليزر، والممثل الأمريكي والاس شون، والحائزتان على جائزة إيمي إيلانا غليزر وحنا أينبيندر، والحائز على جائزة بوليتزر بنيامين موسر.

وحث الموقّعون قادة العالم على احترام أحكام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وتجنب التواطؤ في انتهاكات القانون الدولي من خلال وقف عمليات نقل الأسلحة وفرض عقوبات محددة، وضمان تقديم مساعدات إنسانية كافية إلى غزة، ورفض الادعاءات الكاذبة بمعاداة السامية ضد أولئك الذين يدافعون عن السلام والعدالة.

وجاء في الرسالة: “نُحني رؤوسنا حزنا لا يمكن وصفه مع تراكم الأدلة حول أفعال إسرائيل، وأنه سيحكم عليها بأنها استوفت التعريف القانوني للإبادة الجماعية”.

وتقول الصحيفة إن هذا النداء الواسع من رموز يهودية متعددة الأطياف، يأتي في أعقاب تحول حاد بمواقف الرأي العام تجاه يهود الولايات المتحدة وعامة الناخبين على مدى السنوات القليلة الماضية.

وأظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة “واشنطن بوست” أن نسبة 61% من اليهود الأمريكيين يعتقدون أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة، وأن 39% يرون أنها ترتكب إبادة جماعية. أما بين عامة الشعب الأمريكي، فقد قالت نسبة 45% لمؤسسة بروكينغز بأن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة. فيما أظهر استطلاع جامعة كويننبيالك في آب/ أغسطس أن نصف الناخبين الأمريكيين يشتركون في هذا الموقف منهم 77% من الديمقراطيين.

ومن الموقعين على الرسالة أيضا الموسيقار وقائد الأوركسترا إيلان فولكوف، والكاتب المسرحي (المعروف سابقا باسم إيف إنسلر) والممثل الكوميدي الأمريكي إريك أندريه والروائي الجنوب أفريقي دامون غالغوت، والصحافي الحائز على جائزة الأوسكار ومخرج الأفلام الوثائقية يوفال أبراهام، وتوبي مارلو الحائز على جائزة توني، والفيلسوف الإسرائيلي عومير بوهم.

وكتب الموقّعون: “تضامننا مع الفلسطينيين ليس خيانة لليهودية، بل هو تحقيق لها” و”عندما قال حكماؤنا إن تدمير حياة واحدة هو تدمير للعالم بأسره، لم يستثنوا الفلسطينيين. لن نهدأ حتى يفضي وقف إطلاق النار هذا إلى إنهاء الاحتلال والفصل العنصري”.

وخلص عضوان ديمقراطيان في مجلس الشيوخ الأمريكي، كريس فان هولين وجيف ميركلي، بعد بعثة لتقصي الحقائق إلى المنطقة في أيلول/ سبتمبر، إلى أن إسرائيل تنفذ “خطة ممنهجة لتدمير وتطهير عرقي للفلسطينيين في غزة”، مع تواطؤ الولايات المتحدة في هذه الأعمال. وفصل تقريرهما التدمير شبه الكامل للبنية التحتية المدنية واستخدام الغذاء كسلاح والعراقيل المنظمة أمام إيصال المساعدات الإنسانية.

وعانى وقف إطلاق النار الموقع في 10 تشرين الأول/ أكتوبر من سلسلة انتهاكات، حيث قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن إسرائيل انتهكت الاتفاق 80 مرة على الأقل خلال الأحد عشر يوما الماضية، وقتلت 80 فلسطينيا. فيما تتهم إسرائيل حماس بانتهاك الاتفاق وقتل جنديين إسرائيليين في رفح، جنوب غزة وتأخير تسليم جثث الأسرى.

وتقول الرسالة المفتوحة إن الهدنة لا تشير إلى الضفة الغربية، حيث يستمر عنف المستوطنين، ولا تزال الظروف الكامنة وراء الاحتلال دون معالجة. ووفقا لأحدث تقرير لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أصيب أكثر من 3,200 فلسطيني في هجمات بالضفة الغربية هذا العام، ووثقت الأمم المتحدة 71 اعتداء للمستوطنين خلال أسبوع واحد في تشرين الأول/أكتوبر.

وفي حادثة واحدة هذا الأسبوع، نقلت امرأة تبلغ من العمر 55 عاما إلى المستشفى بعد أن ضربها مستوطن ملثم بالهراوات أثناء قطفها الزيتون، وهو هجوم صور بالفيديو. ووجدت منظمة الحقوق المدنية الإسرائيلية “يش دين” أن 3% فقط من التحقيقات في عنف المستوطنين بين عامي 2005 و2024 أسفرت عن إدانات.

وبعد تولي دونالد ترامب منصبه بفترة وجيزة، رفع العقوبات المحدودة التي فرضها جو بايدن على عشرات المستوطنين العنيفين وجماعات المستوطنين. ومن المتوقع أن تصدر محكمة العدل الدولية حكما جديدا هذا الأسبوع يوضح التزامات إسرائيل في الأراضي المحتلة، وذلك عقب رأيها الاستشاري غير الملزم الصادر في تموز/ يوليو 2024 والذي أعلن فيه أن الاحتلال غير قانوني.

ومع ذلك، أفادت التقارير أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يتراجعون عن فرض العقوبات، على الرغم من النتائج التي توصلت إليها الدائرة الدبلوماسية للاتحاد بوجود “مؤشرات” على أن إسرائيل تنتهك التزاماتها في مجال حقوق الإنسان بموجب اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.