أهميّة الرمز والقناع في الأدب. الشعر أنموذجاً :

د. عدنان عويّد

الرمز لغةً:

بحسب المعجم الوسيط, هو الإيماء والإشارة والعلامة. والرَّمْزُ (في علم البيان) هو الكناية الخفيَّة، وجمعها رُمُوزٌ.

الرمز في الأدب اصطلاحًا:

هو أسلوب فني يستخدمه الأديب، بحسب تجربته الشّعوريّة أو نظرته الفنيّة، ويساهم في تشكيل المعنى الذي يودّ الأديب إيصاله إلى المتلقي. والرمز قد يكون كلمةً أو عبارةً أو شخصيّةً، أو اسم مكان، وهو يتضمن دلالتين، إحداهما مباشرةٌ وظاهرةٌ ويمثل هذه الدلالة مثلاً (العلم – شخصيّة تاريخيّة أو معاصرة لها حضورها في حياة الأمّة أو الشعب.. الخ)، والأخرى باطنةٌ مرتبطةٌ بالمعنى المُراد تبليغه، مثل استخدام الحمامة رمزًا للسلام، والدماء رمزًا للحرب والقتل، والمطر رمزًا للخير، والميزان رمزًا للعدالة. والرمز هو من المصطلحات التي حظيت باهتمام كبير لتشعب المجالات التي تعمل بها. يضاف إلى ذلك أن  الرمز يظهر في المنطق والرياضيات والمعرفة وعلم الدلالات، فضلاً عن الأدب.  وغالبا ما ارتبط الرمز بالفلسفة. وكان الترميز معروفا لدى الإغريق والرومان عبر الأساطير، والقصص التي تمثل أفعال الآلهة والأرواح المرتبطة بالطقوس التي تنتقل الى الأفراد وتؤثر فيهم . (1).

على العموم نستطيع القول: إن الرمز هو اقتصاد لغوي يكثف مجموعة من الدلالات والعلاقات في بيئة ديناميّة تسمح لها بالتعدد والتناقض … وهو لذلك علاج لنقض المنطق ،وضيق البنى التي ترفض التناقض والاختلاف، كما أنه علاج لجمود المعطيات والمفاهيم الثابتة. فمن خلال الرمز يمكن للأدب تجاوز الثبات للتعبير عن أوجه التناقض، أو الكشف عن الثنائيات المتقابلة التي تشمل الوجود الانساني.

البعد التاريخي للرمز عند الفلاسفة:

اهتم الفلاسفة اليونان القدماء بقضيّة الرمز، ويأتي موقف “أفلاطون” السلبي من الرمز واضحاً في مجال الشعر، كونه يحدث كما يرى اثراً سيئاً في الجمهور لاعتماد معظمه على العمل الرمزي. أما “ارسطو طاليس” فقد تبنى الاشتغال على الرمز من خلال تأكيده على أن (الشفقة والخوف) في العمل المسرحي دلالتان رمزيتان. هذا وقد أصبح تقسيم “أرسطو” للرمز مصدر الدراسات اللاحقة، ذلك التقسيم الذي رُدَّ الرمز فيه الى ثلاثة مستويات رئيسة: الرمزي النظري أو المنطقي الذي يتجه الى المعرفة، والرمز العملي الذي يعني الفعل، والرمز الشعري أو الجمالي الذي يعني حالاًت باطنيّة معقدة من أحوال النفس، وموقفاً عاطفيّاً أو وجدانيّاً. كما تم تناول الرمز وأهميته في التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر, كما هو الحال عند “كانت وليفي شتراوس وهيجل وفرويد وأندريه لالاند” وغيرهم.(2).

نشأة المذهب الرمزي في الأدب:

لقد ظهر المذهب الرمزي للرد على المذهب الواقعي في أوروبا، وهو مذهبٌ فنيٌ وأدبيٌ تمتد أصوله إلى أفلاطون، في المثاليّة الأفلاطونيّة، التي كان يرى من خلالها حقائق العالم الماديّة مجرد رموزًا للحقيقة المثاليّة البعيدة. هذا وتُعد المدرسة الرمزيّة إحدى أهم المذاهب الأدبيّة العالميّة. حيث لعب الرمز فيها دوراً كبيراً في مجال الشعر، وإعطائه دلالات وايماءات خفيّة، يمكن تلمسها وفهمها من خلال قراءة النص الشعري قراءة واعية ..(3).

إنّ المدرسة الرمزيّة في سياقها العام تظل حركة أدبيّة اعتمدت الرمز لغة، والرمزيّة هنا معناها الإيحاء، أي التعبير غير المباشر عن النواحي النفسيّة والخلقيّة والفكريّة المستترة، التي لا تقوى اللُّغة على أدائها في دلالاتها الوضعيّة والمباشرة، مع التأكيد هنا على اعتبار الرمزيّة أقوى من اللغة في التعبير عن النواحي النفسيّة. فالمشاعر تتولد من الآثار النفسيّة، لا عن طريق التصريح المباشر،  هذا  وقد أُعلن عن المدرسة الرمزيّة رسميًا في منتصف القرن التاسع عشر في فرنسا، ومن ثم أصبحت مدرسة في أنحاء العالم كافة، وتأثر بها الأدباء والشعراء العرب المنفتحين على الثقافات الأجنبيّة.

الاتجاه الرمزي في الأدب العربي الحديث:

نظراً لتعقد الظروف الموضوعيّة والذاتيّة التي يعيشها الأديب في وطننا العربي بشكل عام, وما يتخلل هذا العالم من ضياع وخوف وظلم وجوع وتشرد وقمع سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي وفكري, يظل الرمز الوليد الشرعي للتعبير عن هذه الظروف. فالأديب يصعب عليه أن يطلق أفكاره بحريّة تامة وبصورة مباشرة هنا, لذلك غالباً ما يلجأ الى تقنية الرمز لحماية نفسه من الصدام المباشر مع السلطة والعرف والعادة. فضلا عن ذلك يريد الشاعر إبراز قدراته الابداعيّة والجماليّة من خلال توظيف تلك التقنية.

هذا وقد ظهر الاتجاه الرمزي في الأدب العربي في الربع الأول من القرن العشرين، لكنه ازدهر أكثر في منتصف القرن العشرين تزامنًا مع ظهور حركة الشعر الحر، وكان اطلاع العرب على الأدب الأجنبي من أهم عوامل انتشاره بين الأدباء العرب، وقد ساهمت في ذلك حركة الترجمة من اللغات الإنجليزيّة والفرنسيّة وغيرها إلى اللغة العربيّة، مثل ترجمة الأشعار، إضافةً إلى ثقافة الأدباء العرب التي مكنتهم من الاطلاع على الرموز الأجنبيّة بأنواعها، الدينيّة، والأسطوريّة، والتاريخيّة، وغيرها.(4). وكان أول شاعر عربي استخدم الرمزيّة الشاعر اللبناني الشاب “أديب مظهر”، من خلال قصيدته “نشيد السكون”، وقد تأثر بالشاعرين الفرنسيين “شارل بودلير وبول فارلان،”. أما أهم الشعراء العرب المختصين بالشعر الحر، والذين تأثرت أعمالهم بالمدرسة الرمزية هناك فهم “بدر شاكر السيّاب، وعبد الوهاب البياتي، وصلاح عبد الصبور، ومحمود درويش، وأدونيس”.. وغيرهم الكثير حيث اتخذوا من الرمز أداةً مجازيّةً تمويهيّةً.(5).

أبعاد الرمز في الشعر ووظيفته:

إن الرمز في الشعر على وجه الخصوص  يعني حالة باطنيّة معقدة من أحوال النفس، وموقفاّ عاطفيّاّ أو وجدانيّاّ كما بينا في موقع سابق.  وقد اعتمد الشعر الحديث كثيرا على الرمز بوصفه أكثر فاعليّة وقدرة على التعبير بدلالات واسعة ومختلفة. ومثلما أن التشبيه قائم على أساس المقارنة بين المشبه والمشبه به وإبراز وجه الشبه بينهما ، فإن الرمز له وظيفة التعبير عن الحالة التي يعيشها الشاعر، فيحاول الأديب عكس ما يدور في خلده عن طريق الرمز والقناع والأسطورة وغيرها من التقنيات الأخرى الداخلة في الأدب. ولكون الشعر هو أهم الميادين وأكثرها حضورا في إحلال الرمز محل الأشياء والموضوعات، لذلك تزداد قيمة الرمز وأثره محل الأشياء, بكونه تعبيراً لا شعورياً يتجاوز الواقع الى الايحاء به، فهو قد  يبدأ من الواقع, ولكن لا يرسم الواقع، بل يرد الى الذات، وفيها ينهار عالم المادة وعلاقاتها الطبيعيّة لتقوم على انقاضها علاقات جديدة مشروطة بالرؤية الذاتيّة، فالشاعر المبدع بحاجة الى أداة تنتشله من الخضوع لبؤس الواقع المحدود,  فكان الرمز هو الأداة التي تستطيع أن تحتمل الحاجات التي يجب وضعها بطريقة فنيّة إبداعيّة, يقوم بتجسيد مظاهر المحتوى الأدبي والتجربة الشعوريّة وأعماقها.

وظائف الرمز في الأدب:

– تقوم تقنية الرمز بعيداً عن اللغة المعجمية أو اللغة المباشرة، وهو بذلك – أي الرمز- يقوم:

– بفتح آفاقاً جديدةً للنص الشعري من خلال إيحاءات العمل الأدبي وإشاراته المقروءة من قبل المتلقي لتكسب القصيدة الشعريّة دلالة قريبة عما أراده الشاعر.

– إغناء الصورة الأدبيّة، وتوسيع دلالتها المكانيّة والزمانيّة، بخاصة في الرموز التاريخيّة، عن طريق استلهامها وإسقاط دلالات الرمز فيها على الواقع المعاصر.

– يعد الرمز وسيلة, تتيح لنا أن نتأمل شيئا آخر وراء النص, فالرمز قبل كل شيء معنى خفي وايحاء كما جاء في تعريفه.

– إكساب الأعمال الأدبيّة بعداً فنيًّاً وجماليًّاً، يهدف إلى تغذية العمل الأدبي وزيادة قيمته الإبداعيّة، وإثرائه معرفيًّاً.

– الدلالة على المعاني العميقة وتكثيفها.

– توحيد أبعاد الصور الشعريّة. واغنائها.

– التعبير غير المباشر عن الحالة النفسيّة للبشر بواسطة الإيحاء. (6).

أنواع الرمز في الأدب:

من أهم أنواع الرمز في الأدب يأتي:

الرمز الديني: يتمثل في توظيف شخصيات، أو أمكنة، أو أحداث دينيّة، للتعبير عن مواقف محددة، “فإبراهيم عليه السلام” يرمز للكرم والتضحية، و”عمر بن الخطاب يرمز للعدل”، و”أيوب عليه السلام” يرمز للصبر على البلاء والرضا بقضاء الله، و”عيسى عليه السلام” يرمز للبعث ولإحياء الموتى، و”هابيل” يرمز للخير، و”قابيل” يرمز للقتل، هذا وأن القرآن الكريم والكتب السماويّة والكتابات الدينيّة، مليئة بالرمزيّة، مما يدل على أهمية استخدامها.(7).

الرمز التاريخي: ويقصد به اتخاذ أحداثٍ تاريخيّةٍ رموزًا قادرة على الإيحاء بما يريد الأديب التعبير عنه، وهي كثيرة الظهور في الشعر خاصة، من أمثلتها اتخاذ “فرعون” رمزًا للطغيان والظلم، و”صلاح الدين الأيوبي” رمزًا للقوة والشجاعة، و”هارون الرشيد” رمزًا للبذخ.(8).

الرمز الأسطوري: ويقصد به اتخاذ أحداث أو شخصيات مأخوذة من قصص شعبيّة، تروي بعض الأحداث غير الطبيعيّة، أو تتحدث عن أعمال أبطالٍ خياليين، مثل استخدام “السندباد” الذي يرمز للمغامرة والشخص كثير التنقل والسفر، و”شهريار” رمزًا للرجل المتعنّت الرافض للمرأة، و”شهرزاد” رمزًا للمرأة الذكيّة، و” حصان طروادة” رمزًا للخداع والمكر.(9).

الرمز الصوفي: فمن القضايا التي ترتكز عليها العقيدة الصوفيّة هي فكرة وحدة الوجود، أي إن العالم والله ليسا شيئين منفصلين، وقد استخدم الصوفي الرمزيّة في تسمية المسلك الذي يسير فيه للوصول إلى الله”طريقًا”، وسمى نفسه “سالكًا”، وسمى المسافات التي يقطعها ويقف عندها للاستجمام “مقامات”، وسمى الغرض الذي يقصده من سلوكه اتحاد نفسه مع الحقيقة، وبعبارة أخرى اتحاد ذاته مع الله, أي “الفناء في الحق”، وقد رسم الصوفيون وسائل لهذا الطريق، وتعددت وسائلهم بتعدد أنظارهم، وفي كل من المقامات يقف السالك فيشعر بمشاعر نفسيّة خاصة أطلقوا عليها “الأحوال”. (10).

خصائص الرمز في الأدب:

من أهم خصائص الرمز في الأدب ما يأتي:

1- الاكتفاء بالتلميح إلى الأشياء: وذلك بتجنب الأسلوب المباشر والخطاب وأي نوع من الشروح والتفصيلات. أي  التكثيف وشدة الإيجاز, فليس هناك تفصيل أو شرح.

2- الاعتماد على الرمز في التعبير عن الأفكار والعواطف والرؤى: لأنه أقدر على الكشف عن التجارب النفسيّة وعما هو وراء الواقع المحسوس، وذلك بزيادة النشاط الذهني للشخص المتلقي.

3- الغموض والضبابية في التعبير: تعتبر من أهم ميزات الرمزية في الأدب، وهذا الغموض ناتج عن الإيحاءات غير المباشرة.

4-  الإيغال في الخيال: فهو يعتمد على الخيال بشكلٍ كبيرٍ.(11).

 

 

القناع في الأدب:

الفرق بين القناع والرمز:

هناك خيط رفيع يفصل بين الرمز والقناع، فما القناع إلاّ صورة من صور الرمز وآليّة من آليات التعبير، لخلق تكثيف فني يبتعد عن التقريريّة، ويمنح الذهن فرصة استكشاف المعاني غير الظاهرة من خلال المقاربات بين الدلالات الحقيقيّة والمجازيّة للكلمات التي تشكلت من تلاحمها الصورة الفنيّة التي اتخذت القناع وسيلة لها، بغض النظر عن نوعه. كما يشكل القناع حجاباً يقي الكاتب والشاعر الدخول في مواجهات مباشرة مع المجتمع لأسباب سياسيّة أو اجتماعيّة أو دينيّة.

ولعل أهم وظائف القناع هو توفير الحماية لمن يكتب قصة حياته وحياة ذويه وأحبابه، فمن شأن القناع أن يقيم حاجزاً بين الأحداث المرويّة وحياة المؤلف الحقيقية فيضمن له ولمن يحيطون به قدراً من الصيانة تقيه وتقيهم من الافتضاح أو من الشر .

القناع لغة: جاءت مفردة قناع في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي.

قِنَاع: (اسم). وجمعه قِنْعُ. وَقنِعةٌ. ويقال أيضاً أقنعه.

والقِنَاعُ :غشاءُ القلب. ويأتي القِنَاعُ :الشَّيْبُ. والقِنَاعُ :ما يُستَرُ به الوجهُ. أو ما تُغطِّي به المرأَةُ رأْسَها. وقيل :ألقى عن وجهه قِنَاع الحياء: لم يَسْتَحِ.

القناع اصطلاحاً:

هو وسيلة فنيّة لجأ إليها الشعراء للتعبير عن تجاربهم بصورة غير مباشرة، أو تقنية مستحدثة. وفِي الشعر العربي المعاصر شاع استخدامه منذ ستينيات القرن العشرين بتأثير الشعر الغربي وتقنياته المستحدثة، للتخفيف من حدّته الغنائيّة والمباشرة في الشعر، ويأتي توظيف القناع مثلاً عند الحديث عن شخصيّة تراثيّة يراد توظيفها في تجربة معاصرة، بضمير المتكلم. وهكذا يندمج في القصيدة صوتان: صوت الشاعر، وصوت الشخصيّة التاريخيّة التي يعبر الشاعر من خلالها). (12). فهذه التقنية في التوظيف تشكل جزءاً من الرمز، أو يمكن أن يكون وجها من وجوه الترميز. ومن الممكن أن يرتقي كل قناع محكم الى مستوى الرمز وفاعليته، لكن الرمز لا يتحول بالضرورة الى قناع, فكل قناع هو رمز وليس كل رمز يشكل قناعاً على الرغم من الصلة التي تربط الاثنين معا. فتناول شخصية أيوب عن الصبر هو تأكيد على حكم الله وامتحانه لعبده, وأن بعد العسر يسر.

إن القناع مصطلح مسرحي أساساً لم يدخل عالم الشعر إلا في مطلع هذا القرن, ليؤدي وظيفة جديدة تختلف نسبياً عن الوظيفة التي كان يؤديها في مجال المسرح. أما القناع بصيغته الأدبيّة فقد كان على يد الشعراء الإنكليز سيما الشاعر (بن جونسون) الذي كتب أعمالاً مسرحيّة تنتمي إلى ما يطلق عليه (الأقنعة) من خلال مسرحيته (قناع السواد) عام 1605 والتي تقف في مقدمة أعماله في هذا المجال.(13).

وفي الأدب العربي استخدم القناع في الأدب بشكل عام والشعر بشكل خاص, كأسلوب تعبيري ضمن ظروف وعوامل سياسيّة واجتماعيّة في الوطن العربي، الحقت بالإنسان العربي أضراراً فادحة، ماديّة ومعنويّة كما بينا في موقع سابق, جعلت الإنسان العربي، والشاعر العربي خاصة، إزاء مجموعة من التناقضات مما دفعه إلى الخروج عن دائرة المألوف، والتمرد على قيم الثبات والجمود. فكانت القصيدة الشعريّة محطة أولى أمام الشاعر، وميدان إبداعه. وهناك العديد من الشعراء الذين اشتغلوا على توظيف القناع في شعرهم كما هو الحال عند “أدونيس”, إشارة إلى دلالته التي جاءت مكتوبة على غلاف مجموعته الموسومة: (أغاني مهيار الدمشقي) وفي هذه المجموعة لجأ أدونيس إلى طريقة جديدة في التعبير الشعري هي إبداع شخصية (مهيار الدمشقي). وكذلك عند ظهور كتاب (تجربتي الشعرية) للشاعر (عبد الوهاب البياتي) حيث أصبح القناع مصطلحاً أسلوبيّاً يشير إلى الاسم الذي يتحدث من خلاله الشاعر نفسه متجرداً من ذاتيته أي أن الشاعر يعمد إلى خلق وجود مستقل عن ذاته وبذلك يبتعد عن حدود الغنائيّة والرومانسيّة التي تردى أكثر الشعر العربي فيها. ويعتبر السياب أيضاً من رواد القناع وذلك من خلال عدة قصائد له اعتمدت على تقنية القناع مثل قصيدة (المسيح بعد الصلب).(14).

أنواع القناع:

يتجلى القناع في أشكال ووجوه عدّة لا تختلف عن الأنواع التي استخدمت في الرمز. لذلك نجده يتجلى في الشخصيّة الأدبيّة. والشخصيّة الدينيّة وخاصة الشخصيّة الصوفيّة. وكذلك في الشخصيّة الأسطوريّة. كما يتجلى في الشخصيّة الذهنيّة. وفي الطبيعة.(16).

كاتب وباحث وناقد أدبي من سوريا.

d.owaid333d@gmail.com

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

1- (موقع – موضوع – مفهوم الرمز في الأدب – غيداء التميمي.). بتصرف.

2- (الترميز: المفهوم والوظيفة – د.حسن الخاقاني-https://drhassan.ueuo.com/. -) بتصرف.

3- (كتاب جامعة المدينة العالمية، كتاب الأدب المقارن، صفحة 524. بتصرّف.).

4- .(موقع موضوع المرجع السابق )

5- (موقع موضوع – المرجع السابق).

6- (“الدرس اللغوي الرمز”، كيزاكو، اطّلع عليه بتاريخ 11/9/2021. بتصرّف.).

7- (محمد عركون (24/2/2005)، “الرمزية الدينية “، نواة، اطّلع عليه بتاريخ 10/9/2021. بتصرّف.).

8- ( سليمان زيدان، “الرمز”، جامعة فيلاديلفيا، اطّلع عليه بتاريخ 11/9/2021. بتصرّف.

9- (هدى قزع (25/1/2012)، “الرمز الأسطوري في الشعر العربي الحديث”، الحوار، اطّلع عليه بتاريخ 11/9/2021. بتصرّف.

10- (احمد حسن الزيات، كتاب مجلة الرسالة، صفحة 8. بتصرّف.

11 – (عبد الرزاق الأصفر (29/7/2015)، “خصائص المدرسة الرمزية”، الميراج، اطّلع عليه بتاريخ 11/9/2021. بتصرّف.)

12- (القناع وتقنياته في الشعر العربي الحديث – موقع المنال – اشراف الاستاذ الدكتور صدام فهد الاسدي).

13- ( مفهوم القناع -الاستاذ الدكتور صدام فهد الاسدي – جريدة الأضواء الالكترونيّة -). بتصرف.

14- (القناع وتقنياته في الشعر العربي الحديث – موقع المنال – اشراف الاستاذ الدكتور صدام فهد الاسدي). بتصرف.

15- (للتعرف أكثر على دلالات كل وجه من وجوه القناع العودة إلى المرجع السابق : (القناع وتقنياته في الشعر العربي الحديث – موقع المنال – اشراف الاستاذ الدكتور صدام فهد الاسدي).