الوطنية المعاصره معنى ووجود “فلسطينيا”

د.صالح الشقباوي

مدخل :
لابد من تقديم مدخلا سوسيولوجيا
وطنيا للفكر الفلسطيني المعاصر، كحركة فكرية حية قلقة لارتباطها بالمكان والانسان، لانها صوت الضمير الواعي وصرخة في وجه ممارسات العدم الانطولوجي المتعالية عن الزمان والمكان والانسان، ورد فلسفي ع ازمة حركة فتح المعاصرة التي تخلت عن مبادتها واهدافها بصمت ودون ضجيج..لكي لا تثير حفيظة الردكالين الفتحاوين وع راسهم القائد عباس زكي.

الانهيارات الوطنية:

منذ اعتماد فتح حركة الديالكتيك المرحلي، بدات الانهيارات الوطنية
تمس المعنى والوجود الوطني..حيث اضحى تارجح المعنى بين ظلال الوطن ككل جغرافي ، وبين الدولة كجزءا من وطن جغرافي شامل يبنى تناقض
لا يمكن تبريره الا في مساحات التراجع عن وطن جزءا جزءا، من هنا شكل هذا الانهيار تواصل زمني
مع طبيعة المرحلة ومع امكانياتنا فيها..فنحن لم نستطع الانتصار في ساحات الهزيمة المتدحرجة.بل عملنا ع ايجاد فلسفة الفلسطيني الوطني الذي القي في عالم الظلام دون ضمانات،لكنه نجح في اعادة انتاج ذاته واستحضار القدرة ع ان يصنع نفسه من خلال الاختيار والفعل الوطني المسؤول.

ازمنة الازمنة والسياقات التاريخية:

*اكيد ان ازمة الوجودية الوطنية الفلسطينية المعاصرة، لم تولد من فراغ وطني ، بل ولدت كثمرة لمعاناة تاريخية جلل في وطن منشطر ومضطرب، ولدت كاستجابة فلسفية لازمات الانسان الفلسطيني المعاصر، وتطورت في سياقات القرن الواحد والعشرين، ع خلفيات انهيار القيم الوطنية (عدم تعريف الوطن ومن هو عدونا ، وتزعزع الثقة بفتح بوصفها مصدر وحارس للوطن والبقاء والنضال)
_ فقدان اليقين بالثابت الوطني
_ انقسام الوطن
_تشتت سياسي
في هذا الفراغ الوجودي، تحاول الوجودية الوطنية الفلسطينية المعاصرة، نشأت من جديد انطولوجيا البقاء الفلسطينية، كفلسفة كلية تعيد الى الفلسطيني مكانته المركزية بوصفه الكائن الذي يصنع ذاته ويمنح الوطن من جديد معنى وفعالية ، بعد ان يلغي الايمان القلق بحتميات انتصاره.ويقف كالسنديانة شاهقا يختبر وجوده في ابعاده الثلاث( الزمن ، الوطن ، القلق)
خاصة وان وجود الفلسطيني كمشروع منفتح فيه وجوده يسبق ماهيته، ويحول تآمله في الماهيات الى تفكيره في تجاربه النضالية بكل اشكالها حيث يصبح كل قرار مسؤولية عن الذات والوطن والشعب..في ان معا..فالفلسطيني نجح في 7 اكتوبر في استعادة يقينة الوطني ويحرره من عالم اللايقين. بعد ان صنع ذاته وانتصر ع العدم،، وادرك انه وحيد يقف في مواجهة العدم الصهيوني والتصدي لاختياراته..صحيح ان القلق لازم حضوره ونزوحه في كل معاركة، نعم الفلسطيني يدرك ان العدم ليس مفهوما ميتافيزيقيا، بل خبرة انسانية يعيشها وهو يحقق هزيمة كبرى لعدوه الصهيوني الذي اراد له الا يكون..وان يدخل في اللامعقول
فالامعقول يدخل في ماهيات اللاوجود العدمي ويتناقض معه لكي يكون في النهاية جزءا اصيلا منه..ويستمر معه..لذا يتقاطع معنى العبث مع اسس العدم…نعم ان تقاطع معنى العبث مع مقاومة العدم يشكل قاعدة انطولوجية لانتصار الوجود الفلسطيني عبر فجر وطني جديد رافضا الاستسلام لابتسامات العبث العوسجية، بل يواجهه عبر وعيه لذاته وقضيتة والعمل من اجل حريتة .

خاتمة
___
اسقاطنا للفلسفة الوجودية ع السياق الوطني الفلسطيني، يخلق منها رؤية فلسفية شاملة وكلية للوجود الوطني الفلسطيني بوصفها تجربة حرية ومسؤولية في عالم بلا يقين،وهي بحث شاق عن المعنى داخل حدود المحتل الصهيوني..وجعلت من القلق منهج للوعي، وصنعت من العدم حاضرا للكينونة الحرة المستقلة .
ختاما اوصي كباحث فلسفي ونفسي وعلم اجتماع ضرورة التفكير في الفلسطيني لا كمشكلة بل ككائن يبحث عن وطنه المسروق ..وطنه الذي غيرت كل ماهياته واتجاهاته.