السياسي -متابعات
توفي طفل بريطاني يبلغ من العمر 12 عاماً بعد مشاركته في تحدٍ خطير انتشر عبر تطبيق “تيك توك” يُعرف باسم “الكرومينغ” (Chroming)، يعتمد على استنشاق بخاخات مزيلة للعرق أو مواد كيميائية للحصول على شعور مؤقت بالنشوة.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام بريطانية، عُثر على الطفل أوليفر غورمان جثة هامدة داخل غرفته في منزل عائلته بمدينة هايد في مانشستر الكبرى، مساء الخامس من مايو (أيار) الماضي، بعد عودته من عطلة قصيرة في ويلز.
وأظهرت التحقيقات أن وفاته نجمت عن استنشاق غاز البيوتان الموجود في عبوات مزيل العرق.
وأوضحت والدة الطفل، كلير غيليسبي، خلال جلسة التحقيق التي عقدت أمس في محكمة جنوب مانشستر، أن ابنها كان “ودوداً ومحباً لعائلته”، مرجحة أن يكون قد حاول تجربة التحدي المنتشر عبر الإنترنت دون أن يدرك خطورته، مؤكدة أنه لم يقصد إيذاء نفسه.
وأضافت الأم أن أوليفر كان يواجه صعوبات في التأقلم بعد انتقاله من المدرسة الابتدائية إلى الثانوية، وأنها لاحظت تغيراً في سلوكه مؤخراً، مع وجود مخاوف من تعرضه للتنمر.
من جانبه، أكد ضابط شرطة التحقيق أن عدة عبوات فارغة من مزيلات العرق عُثر عليها في غرفة الطفل، مشيراً إلى أن هذه أول حالة وفاة لطفل يشاهدها خلال خدمته الممتدة لأكثر من 20 عاماً بسبب استنشاق مزيل العرق.
ويُعرف التحدي الذي أودى بحياة الطفل باسم “الكرومينغ” (Chroming)، وهو ممارسة خطيرة تنتشر بين المراهقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تقوم على استنشاق الغاز المضغوط داخل عبوات البخاخات مثل مزيلات العرق أو معطرات الجو أو مثبتات الشعر، وليس مجرد استنشاق الرائحة.
ويحتوي هذا الغاز على مواد مثل البيوتان والبروبان التي تُحدث شعوراً مؤقتاً بالنشوة، لكنها في الواقع مواد سامة تؤدي إلى اختناق واضطرابات حادة في ضربات القلب، وقد تتسبّب في وفاة فورية حتى بعد أول تجربة نتيجة ما يُعرف طبياً بـ”متلازمة الموت المفاجئ بالاستنشاق”.
من جانبه، أبدى القاضي أندرو بريدغمان، مساعد الطبيب الشرعي، قلقه الشديد من انتشار مثل هذه التحديات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، متهماً منصة “تيك توك” بتسهيل الوصول إلى محتويات خطرة تستهدف الأطفال والمراهقين.
ودعا إلى فرض قيود عمرية على شراء مزيلات العرق ذات الرش الهوائي، مع وضع تحذيرات واضحة على عبواتها.
وسجّل بريدغمان سبب الوفاة على أنه “حادث ناتج عن سوء تقدير”، موضحاً أنه لا يوجد ما يشير إلى نية انتحار.
وبعد الحادث، أطلقت عائلة الطفل حملة توعوية باسم “وعي أوليفر” (Oliver’s Awareness)، تهدف إلى التحذير من مخاطر التنمر، والاستخدام غير الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي، والتحديات الخطيرة المنتشرة بين المراهقين.







