السياسي -متابعات
أظهرت دراسة جديدة أن ما يقرب من نصف موظفي الجيل Z يخشون التحدث إلى زملائهم دون مساعدة الذكاء الاصطناعي.
ويقول البريطانيون الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و28 عاما إنهم يشعرون براحة أكبر في التحدث إلى روبوتات الدردشة مقارنةً بزملائهم، ويحتاجون إلى استخدام أنظمة مثل ChatGPT وGoogle Gemini قبل حضور الاجتماعات أو فعاليات التواصل.
وأثارت هذه الأرقام، التي نشرتها شبكة المواهب “نوفا” حصرياً لصحيفة “ديلي ميل”، مخاوف الخبراء الذين يقولون إن “المحادثة الصادقة أصبحت أندر مهارة على الإطلاق” في بيئة العمل الحديثة.
ومن بين 1000 عامل شاب شملهم الاستطلاع في إنجلترا واسكتلندا وويلز، قال حوالي 45% إنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي بانتظام لمساعدتهم على الاستعداد للمحادثات المهنية.
ويعتقد اثنان من كل خمسة مشاركين أن التكنولوجيا تجعلهم يشعرون “بمزيد من الثقة” عند التواصل مع زملائهم، بينما قال ربعهم فقط إنها لا تساعدهم على الإطلاق.
وخلال الاستطلاع، وُجد أن الرجال يستخدمون الذكاء الاصطناعي أكثر من نظرائهم من النساء في مكان العمل – على الرغم من أن 52% من نساء الجيل Z أقرّنَ باستخدام هذه التقنية لإرسال رسائل بريد إلكتروني ورسائل مهنية.
وفي ظلّ ازدهار العمل من المنزل خلال السنوات الأخيرة، يستخدم 40% من الموظفين الشباب هذه البرامج أيضاً كـ”شبكة أمان” عندما لا يجدون ما يقولونه لزميلهم.
وصرح أندريا مارينو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة نوفا، أن جائحة كوفيد-19 والعمل عن بُعد والذكاء الاصطناعي “أعادت صياغة طريقة تواصل المهنيين الشباب تماماً”.
وقال: “نشهد جيلًا أكثر تواصلًا من أي وقت مضى عبر الإنترنت، لكنه أقل ثقة في الواقع، في حين أن التكنولوجيا سهّلت الوصول إلى الناس، إلا أنها جعلت التواصل الحقيقي أصعب بكثير، المفارقة هي أنه في عصر التواصل المستمر، أصبحت المحادثة الحقيقية أندر مهارة على الإطلاق، وأولئك الذين يتقنونه سيحققون تقدماً في مسيرتهم المهنية يفوق أي خوارزمية؟.
وخلص البحث إلى أن أكثر من ثلث موظفي جيل Z سيدخلون الاجتماعات بنكات مُعدّة من قِبل الذكاء الاصطناعي لكسر الجمود لتخفيف حدة التوتر لديهم.
وفي الواقع، قال حوالي 33% إنهم تدربوا على محادثات كاملة مع روبوت المحادثة قبل مقابلة شخص ما في الحياة الواقعية، لمعرفة أي التعليقات قد تُلقى استحساناً أو لا.
ويعتقد الشباب أن البرنامج مفيد لأن 60% منهم يتجنبون بنشاط فعاليات التواصل الاجتماعي الشخصية. كما يقول حوالي 29% إنهم يشعرون بالقلق الاجتماعي عند مواجهة أحاديث جانبية في الحياة الواقعية، وفي حين أن غالبية الشباب لا يزالون يرون أهمية حضور الفعاليات وجهاً لوجه في مكان العمل، قال أكثر من ربع المشاركين إنهم سيشعرون “بالضياع” دون مراجعة الذكاء الاصطناعي قبل القيام بها.
وحثّت سوزي آشفيلد، الكاتبة الأكثر مبيعاً ومدربة الخطابة الرائدة، جيل Z على “التحدث بثقة، والموافقة على الاجتماع، وبدء المحادثة”.
وقالت: “الثقة في التواصل ليست شيئاً يولد به المرء، بل هي شيء يُكتسب بالممارسة، كلما زاد الوقت الذي يقضيه خلف الشاشة، زادت صعوبة التحدث بوضوح وإقناع وجهاً لوجه، نصيحتي للمهنيين الشباب بسيطة: تحدثوا أكثر. فالأشخاص الذين يتواصلون بثقة في الحياة الواقعية هم دائما من يبرزون”.






