السياسي – قبل أكثر من 25 عاما، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تحقيقا صحفيا كشفت فيه قيام معهد الطب الشرعي الإسرائيلي بممارسة عمليات سرقة أعضاء بشرية داخل مخابئ سرية دون موافقة أسر الضحايا.
حادثة معهد الطب الشرعي لم تكن الأولى من نوعها، لكنها كانت أول إعلان حقيقي عن رواج سوق تجارة الأعضاء داخل إسرائيل حتى باتت تتصدر القائمة في الشرق الأوسط كله.
حرب غزة كانت الذريعة الفضلى لتغذية هذه التجارة بأجساد الفلسطينيين الذين يتم اختطافهم من داخل القطاع وينقطع أثرهم لاحقا قبل أن يعثر عليهم داخل مقابر جماعية أو يتم تسليمهم داخل أكياس حرارية أو يجري دهسهم بدبابات ومدرعات إسرائيلية وغيرها من طرق ليس لها سوى هدف واحد وهو: إخفاء معالم الجريمة.
حتى الأحياء لم يسلموا من هذه الممارسات، حيث تم الإبلاغ في أكثر من مناسبة عن سرقة أعضاء حيوية لأسرى فلسطينيين داخل عيادات السجون التي ذهبوا إليها بألم بسيط لا يحتاج إلى أكثر من مسكن ليعودوا وقد فقدوا كبدا هنا أو قرنية هناك.
جثامين مشوهة منزوعة الأعضاء
عن سرقة أعضاء الأسرى الفلسطينيين، هذه الجريمة النكراء، دار الجزء الأول من حلقة اليوم الأحد، ببرنامج «مدار الغد»، وفيه قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الدكتور خليل الدقران، «إن الاحتلال، حتى هذه اللحظة، قام بتسليم 195 جثمانًا إلى وزارة الصحة في قطاع غزة، هذه الجثامين التي وصلت إلينا جميعها مجهولة، وكان هناك صعوبة في التعرف على أصحابها، فلم يتم التعرف إلا على 57 جثمانًا، خصوصًا أن الجثامين التي وصلت إلينا كانت مشوهة، وكانت مصفَّدة الأيدي، وكانت معصوبة الأعين، مما يدل على أن هذه الجثامين كانت لدى الاحتلال أسرى، وقام الاحتلال بإعدامها وقتلها بدم بارد».
وأضاف أن «بعض الجثامين التي وصلت إلينا كانت مشوهة، وكان هناك صعوبة في التعرف عليها، حصوصًا وأن الاحتلال كان يدهس الجثامين يجنازير الدبابات بعد أن يقوم بإعدام وقتل الشهداء، وهذا يعني أن هناك تجاوزات كبيرة في الاعتداء على هذه الجثامين، وربما تم السطو على بعض أعضاء هذه الجثامين».
وأشار إلى أنه «من بين الجثامين تم دفن 54 جثمانًا في مقبرة جماعية في المحافظة الوسطى».
وأكد الدقران أنه «بالنسبة للجثث التي وصلت إلينا، هناك بعض الجثامين وصلت إلينا بدون أعين، وكانت مشوهة الأوجه، ولم نستطع التعرف عليها»، مجدِّدًا التأكيد على أن «هناك الكثير من بين هذه الجثامين بدون أعين وصلت إلى قطاع غزة، وهذه طريقه لا أخلاقية».







