نائب إسرائيلي: خطاب ترامب بالكنيست كان مسرحي ونقترب من إبادة بالضفة

السياسي – وصف النائب الإسرائيلي عوفير كسيف حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الكنيست بأنه كان “عرضا مسرحيا”، وناشد المجتمع الدولي عدم الانتظار حتى بدء إبادة جماعية إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.

وقال اليساري كسيف: “أناشد المجتمع الدولي، انتظرتم طويلا قبل أن تتدخلوا ضد الإبادة الجماعية في (قطاع) غزة، فلا تنتظروا سيناريو مماثلا في الضفة الغربية لأننا نقترب منه”.

وأضاف كسيف، وهو نائب عن الحزب اليهودي العربي “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة: “لا تنتظروا حربا أهلية داخل إسرائيل لأننا نقترب منها”.

وتابع: “افعلوا كل ما في وسعكم لوقف هذين الخطرين، فهي مخاطر على الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة والعالم”.

في 20 أكتوبر الجاري طرد أمن الكنيست النائبين كسيف وأيمن عودة من قاعة البرلمان، لمطالبتهما بالاعتراف بدولة فلسطين أثناء كلمة ألقاها ترامب.

وقال كسيف، الحاصل على شهادة الدكتوراه بالفلسفة والسياسة: “لم يكن هناك خطابا، بل كان عرضا مسرحيا لثلاثة من المهووسين بعظمة الذات، خاصة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وترامب وإلى حد ما رئيس الكنيست (أمير أوحانا) أيضا”.

وأضاف: “كان عرضا للمداهنة. كان مقززا جدا. لم يكن له أي محتوى حقيقي سوى التباهي ببعضهم البعض”.

كسيف تابع: “لم تكن هناك أي صلة على الإطلاق بالضحية الرئيسية في العامين الماضيين”، في إشارة إلى حرب الإبادة بغزة.

وأردف: “بالإضافة إلى الأسرى والجنود الإسرائيليين الذين ضحت بهم الحكومة، فإن عشرات آلاف الفلسطينيين ذُبحوا في غزة، بمَن فيهم آلاف الأطفال والنساء ولم يشر أحد إليهم”.

وعن طرده هو وعودة لرفعهما ورقة مكتوب عليها “الاعتراف بفلسطين”، قال كسيف: “يجب أن يفهم الجميع أن الحل الوحيد للصرع ولوقف سفك الدماء والتدمير ومعاناة الفلسطينيين والإسرائيليين هو الاعتراف بفلسطين”.

وشدد على أنه يجب “إقامة دولة فلسطينية مستقلة حقيقية ذات سيادة إلى جانب إسرائيل، وهذه كانت رسالتنا”.

وتعترف بدولة فلسطين ما لا يقل عن 160 دولة من أصل أعضاء الأمم المتحدة الـ193.

كسيف أكد أن ترامب نفسه كان متورطا في التضحية بالأسرى الإسرائيليين ومجزرة الفلسطينيين، فلقد دعم حكومة إسرائيل في مارس/ آذار الماضي عندما انتهكت الاتفاق مع حركة “حماس” واستأنفت الإبادة.

وأضاف أن الاتفاق “الذي كان مطروحا على الطاولة كان يمكن أن ينقذ آلاف الأرواح من الفلسطينيين والأسرى والجنود. ترامب جزء من المشكلة، وليس المنقذ”.

“أيمن عودة وأنا حملنا لافتة كُتب عليها: الاعتراف بفلسطين. هذا كل شيء. لم نصرخ. لم نتحدث. لم نقل شيئا، فقط تلك اللافتة. كان الأمر ضروريا”، كما تابع كسيف.

وبشأن الدورة الشتوية للكنيست التي بدأت في 20 أكتوبر ويتوقع أن تكون الأخيرة للبرلمان الحالي، قال كسيف: “لا شك أن هناك أمرين رئيسيين ترغب الحكومة في إنجازهما في الأشهر القليلة المقبلة سواء أُجريت الانتخابات كما هو مخطط لها في أكتوبر المقبل أو في وقت أبكر، مثل يونيو/ حزيران أو حتى قبل ذلك”.

وتابع: “أولا يريدون (أعضاء الحكومة) مواصلة الانقلاب، عبر ما يُسمى بالإصلاح القضائي (سنّ وتعديل قوانين)، وهو ليس إصلاحا ولا قضائيا، هذا انقلاب فاشيّ”.

واستطرد: “هذا انقلاب ديكتاتوري يهدف أولا إلى القضاء التام على استقلال النظام القضائي والإعلام، وأنا أنتقد القضاء والإعلام بشدة، والحكومة تريد تدميرهما”.

و”ثانيا، تريد الحكومة القضاء تماما على الحقوق المدنية القليلة المتبقية، سواء النظام القضائي أو النائب العام أو الإعلام أو المجتمع المدني والمواطنين الأفراد، إنهم يريدون استكمال الانقلاب الفاشي”، بحسب كسيف.

وبخصوص مصير الضفة الغربية المحتلة، قال: “شهدنا في الأيام القليلة الماضية مستوى مروعا من العنف في الضفة الغربية المحتلة، وخاصة ضد الفلسطينيين والناشطين الذين يقطفون الزيتون”.

وتابع: “طردتهم قوات الاحتلال من أراضيهم لإتاحة الفرصة للمستوطنين الإرهابيين، ليس فقط لضرب الفلسطينيين والاعتداء عليهم، بل أيضا لسرقة الطعام والسيطرة على الأرض الفلسطينية”.

وحذر من أن “هذا جزء من خطة الضم. إنها ليست مجرد حشد فاشي يعمل ضد حكومة إسرائيل وسياساتها، هذا جزء من السياسة”.

وبالنسبة للمعارضة في إسرائيل، قال كسيف: “هي معارضة اسمية وليست حقيقية، فالغالبية العظمى ممَّن يُسمون معارضة يتحالفون مع الحكومة والائتلاف (الحاكم)”.

وتابع: “إنهم لا يطرحون بديلا سياسيا بل بديلا شخصيا، ويبدو أن الصراع بين ما تُسمى معارضة والائتلاف هو على مَن سيكون نتنياهو القادم”.

كسيف أضاف: “هذا أمر يجب ألا نقبله أبدا. سنخوض نضالنا كما فعلنا من قبل. سنواصل النضال ضد الإبادة الجماعية في غزة، كما سنواصله فيما يتعلق بالضفة الغربية والانقلاب الفاشي”.

وعن التغيير في إسرائيل خلال السنوات الماضية، قال كسيف: “هو سلبي 100 بالمئة، إنه يدمر المجتمع على حساب الإسرائيليين والفلسطينيين، وحوّل إسرائيل إلى نظام فاشي”.

وأضاف: “في ظل الإبادة الجماعية (في غزة)، وهي جريمة بحد ذاتها، والتطهير العرقي في الضفة الغربية وفظائع أخرى، فمن الواضح أن التغيير سلبي”.

واستدرك: لكن “يبدو التغيير (على المدى البعيد) إيجابيا أيضا، إذا سهّل تأسيس دولة فلسطين، وإنهاء الاحتلال، وحتى دمقرطة إسرائيل”.

وتابع: “في المستقبل القريب الأمر سلبي تماما، لكن في المستقبل البعيد سنرى نتائج إيجابية. الاحتلال سينتهي خلال بضع سنوات، (ستٌقام) دولة فلسطينية مستقلة، وهذا يعني تحرير الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي”.

“هناك أمل، يجب أن نكون متفائلين، لكن يجب أن نناضل ونكافح، ونحن بحاجة إلى المجتمع الدولي إلى جانبنا، يجب أن يكون هناك مزيجا بين نضالنا الداخلي والنضال الدولي”، كما استطرد كسيف.

وختم بالقول: “كما تعلمون، في الولايات المتحدة، عندما فاز جو بايدن على ترامب في 2021. رأينا ما حدث هناك (عنف أنصار ترامب). أخشى أننا سنشهد شيئا مشابها جدا وقد يكون أسوأ”.