السياسي – تناغمت عناوين الصحف العبرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، مع واقع الداخل الإسرائيلي المحتقن إزاء سياسات حكومة تل أبيب.
وتحت عنوان “حزب الليكود حركة صهيونية مجيدة”، قالت صحيفة “معاريف”، إنه رغم الليبرالية الصهيونية التي يتمتع بها الحزب الحاكم في السابق، لكنه يُعبر في الوقت الراهن عن حركة ظلامية، تتبع أهواء الحريديم (المتشددين دينيًا) الانفصاليين والمتطرفين، الذين يسعون إلى خلق حالة من الشقاق في المجتمع الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى “حقيقة اتجاه إسرائيل نحو الدمار، ليس بسبب حماس، ولا ميليشيا “حزب الله” أو حتى إيران، بل بسبب الغباء والكراهية”، وفق تعبيرها، مضيفة: “يدافع خيرة أبنائنا عن أمن ومستقبل إسرائيل، ويدفعون ثمنًا غاليًا إزاء ذلك؛ بينما تدعم حكومة الليكود فئة أخرى تجلس على مقاعد المتفرجين، ولا تكترث بخطر وجودي يطرق أبواب إسرائيل بين فينة وأخرى”.
وخلصت الصحيفة إلى أن قادة إسرائيل الراحلين: زئيف جابوتنسكي، ومناحيم بيغن، وإسحاق شامير، يسمعون اليوم وزراء وأعضاء الكنيست من حزب الليكود، يدعون إلى التظاهر مع جمهور الحريديم ضد فرض التجنيد الإجباري على طلاب المدارس الدينية.
واستعرضت صحيفة “هآرتس” قائمة إخفاقات نتنياهو، مشيرة إلى أنها بدأت بمسؤوليته عن يوم “7 أكتوبر”، مرورًا بفشله في هزيمة حماس خلال حرب استمرت عامين؛ لكن أخطر هذه الإخفاقات، بمنظور الكاتبة نحميا شترسلر، هو تحول نتنياهو إلى أداة تنفيذ في أيدي إدارة ترامب، وبالتالي تحول إسرائيل قاطبة إلى محمية أمريكية، يتم طهو قراراتها في واشنطن، لتنفذها تل أبيب بمنتهى الدقة.
وانتقلت “هآرتس” العبرية إلى إشكالية مقاطعة إسرائيل في الأوساط الأكاديمية والثقافية والرياضية، مشيرة إلى أن إعلان وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، لم يوقف حربًا أكثر خطورة على إسرائيل، إذ لا يزال من الصعب في الأوساط الأكاديمية الحديث عن وقف الانجراف ضد إسرائيل، فالمقاطعات، وإنهاء علاقات العمل، وصعوبات البحث العلمي الحالية والمستقبلية هي مصير الباحثين الإسرائيليين في جميع التخصصات.
وخلصت الصحيفة إلى أن ذلك يحدث أيضًا على المستوى المؤسسي، فقبل أسبوع واحد فقط، أُضيفت جامعة أمستردام إلى قائمة الجهات التي تقاطع التعاون مع المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل، وفي جامعة ماكجيل الكندية، صوّت اتحاد أعضاء هيئة التدريس خلال الأسبوع الجاري على قطع العلاقات.
وعزت “هآرتس” كل ذلك إلى إخفاقات حكومة نتنياهو، وتفرغها لتأمين نفسها سياسيًا على حساب مصالح وعلاقات إسرائيل بالمجتمع الدولي.
أما صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فقد ربطت بين إخفاقات نتنياهو، وتنامي القلق الإقليمي لدى دول المنطقة، وقالت إن “العلاقة الوطيدة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، خلقت جبهة إقليمية أكثر خطورة على إسرائيل”، وفق تقديرها.






