لوس أنجلوس : تجارة الجنس بالأطفال مزدهرة والشرطة عاجزة

السياسي – في تقرير صادم، أفادت صحيفة “نيويورك بوست” بأن أطفالا استُقطبوا من دور الرعاية “قد عُرضوا للبيع” في ممر الاتجار بالجنس في لوس أنجلوس المعروف باسم “ذا بليد”، والشرطة عاجزة عن إيقافه.
وحسب “نيويورك بوست”، يمكن لأي شخص يرغب بممارسة الجنس مع فتاة صغيرة في لوس أنجلوس التوجه إلى “ذا بليد”، الحي السيئ السمعة المعروف بمصابيحه الحمراء حيث تتجول فتيات يبلغن من العمر 12 عاما في الشوارع بشكل علني، والشرطة تكاد تكون عاجزة عن وقف هذا السوق البغيض، سوق الاستغلال الجنسي للأطفال.

ويقف الأطفال على امتداد قسم بطول ميلين من شارع فيغويروا — المعروف أيضًا باسم “ذا كيدلي سترول” — وهم يرتدون القليل من الملابس لتلبية أبشع خيالات زبائنهم مقابل نحو مئة دولار.

وقالت السلطات إن العديد من الفتيات تم تجنيدهن من منظومة دور الرعاية بعد أن تم استدراجهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأحيانا يقمن بجولاتهن وعليهن علامات كدمات وشفاهٍ مشققة، كآثار ضرب من قبل “حراس ساديين” (قوادين) يعتدون عليهن بالضرب إذا خرجن عن الخط الموضوع أو لم يحققن الحصص المطلوبة.

وفي وقت سابق من العام الماضي، أطلقت مجموعة من الوكالات المحلية والفدرالية لمكافحة الجريمة مبادرة للتصدي للاتجار الجنسي وإنقاذ الضحايا.

وفي أغسطس، أعلن مكتب المدعي العام للمدينة أن 190 متورطا في الاتجار قد تم اعتقالهم، وتم إنقاذ 200 طفل، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا.

ومع ذلك، قالت إحدى ضحايا الاتجار التي أجرت معها صحيفة “نيويورك تايمز” مقابلة إن “ذا بليد” أصبح الآن أكثر ازدحاما منه في أي وقت مضى، مع وصول فتيات صغيرات من مختلف أنحاء البلاد.

وألهم تزايد أعداد الأطفال المستغَلين لقبا للحي أطلقه المدعي العام للمدينة هو “كيدي سترول kiddie stroll”.

على مستوى الولاية، أعاقت القوانين الجديدة قدرة السلطات على تحديد الضحايا ومقاضاة تجارهم. فبعض هذه القوانين كان الهدف منه تحويل اللوم عن ضحايا الاتجار إلى حراسهم، بينها قانون صدر في 2019 يعتبر البغايا القاصرات ضحايا اعتداء بدلا من مرتكبات جريمة.

لكن قانونا آخر مثيرا للجدل هو SB-357، الذي صدر في 2023 — يمنع السلطات من الاقتراب من ضحية قاصر بناء على طريقة لباسها.

ويمكن لفتاة تبلغ من العمر 12 عاما المرور وهي فقط بالملابس الداخلية، ولن يكون هناك شيء يمكن للضابط فعله حيال ذلك.

ويقول النقاد إن القانون أطلق العنان لانتشار البغاء بشكل غير محدود، وليس فقط في لوس أنجلوس.

وقالت المدعية العامة لمنطقة سان دييغو، سمر ستيفان، في مؤتمر صحفي: “هل تعلمون أن المتاجرين والمشترين كانوا يتفاخرون على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب القانون الجديد، حيث يمكنهم بيع البشر بشكل علني لممارسة الجنس في شوارعنا؟”

وتقول السلطات إن عصابة هوفر الشهيرة في لوس أنجلوس هي المسؤولة عن جزء كبير من عمليات الاتجار في شارع فيغويروا.

وفي أغسطس، أعلن المدعي العام للولايات المتحدة عن اعتقال 11 من قادة العصابة، بمن فيهم الأمّاية (المطرونة) “ليدي داك Lady Duck” (السيدة البطة) أرستميد، 25 عامًا، والتي يُزعم أنها زعيمة شبكة بروستيتيوشن (دعارة)، وتم توجيه تهمة محددة لها بالاتجار بفتاة تبلغ من العمر 14 عامًا.

وكانت العملية المشتركة التي نفذتها الوكالات المحلية والفدرالية “جوهرة” جهود لوس أنجلوس المستمرة لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال، ومع ذلك لا تزال الأعمال مزدهرة.

وكشفت جولة للشرطة أجراها مراسل صحيفة “التايمز” مؤخرا أن فتيات صغيرات ما زلن يمشين في شارع فيغيروا.

وكان العديد من الفتيات القاصرات اللواتي اعتقلتهنّ الشرطة خلال تلك الجولة قد سُجِّلن سابقًا، لكنهن رفضن الذهاب إلى ملجأ، وانتهى بهن الأمر بالعودة إلى قوادهن.

المصدر: “نيويورك بوست”