ترامب العظيم في الصين… عندما تلتقي القوة بالقوة

بقلم: ميساء أبو غنّام

اعتاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن يصف كل من يلتقيه بـ”العظيم”.
من قادة عرب ومسلمين، إلى شخصيات سياسية من مختلف أنحاء العالم، كان ترامب لا يتردد في منح هذا الوصف بسخاء.
حتى أنه وصف قادة حركة حماس بأنهم “أذكياء ومفاوضون جيدون” — وهي جملة تحمل في طيّاتها أكثر من دلالة، وربما أكثر من خطأ.
في قاموس ترامب، يبدو أن “العظمة” تُمنح لمن يُظهر الخضوع أو يدفع التريليونات أو يوافق على السير في فلكه.
أما من يملك قرارًا مستقلًا، فتعريفه مختلف تمامًا في نظره.
ولذلك، لم تكن الصين بالنسبة له “عظيمة” بالمجاملة، بل قوة عظمى حقيقية لا يمكن تجاهلها.
في لقاء ترامب بالرئيس الصيني، كانت المظاهر وحدها كفيلة بسرد القصة:
الطاولة متساوية، والمكان يرمز إلى التكافؤ لا إلى التبعية.
الرئيس الصيني كان حاضرًا بثقة، متزنًا في كلماته، يُمثل قوة بلاده السياسية والاقتصادية دون انفعال أو مبالغة.
أما ترامب، فبدا واقعيًا أكثر من أي وقت مضى، مدركًا أن القوة الأميركية هذه المرة لا تقف أمام دولة يمكن ليّ ذراعها، بل أمام منافس استراتيجي يفرض احترامه على الجميع.
هكذا هي السياسة في جوهرها:
القوي يفرض أجندته، والضعيف يتلقى الأوامر تحت غطاء المجاملات والتمجيد الزائف.
وفي حين تدفع بعض الدول العربية والإسلامية ثرواتها ثمنًا لرضا واشنطن، تكتفي الصين بإظهار قوتها على الطاولة دون ضجيج، لكنها تخرج دائمًا منتصرة في لعبة المصالح.
في شرم الشيخ، وفي عواصم الخليج، كان المشهد مختلفًا تمامًا:
استسلام سياسي واقتصادي مغلف بالكلمات الوردية، وابتسامات تخفي خلفها واقع التبعية، في حين أن العالم يسير نحو معادلات جديدة، قوامها القوة، والعقل والمصالح ….
هي النظرية الواقعية في عام السياسبة والعلاقات الدولية …