المرزوقي : آن الأوان للمصالحة المغاربية

السياسي – دعا الرئيس التونسي الأسبق، الدكتور المنصف المرزوقي، إلى المصالحة التاريخية بين الأشقاء المغاربيين، مع التأكيد على تجاوز الخلافات القائمة حول الصحراء، وإعادة الحياة إلى الاتحاد المغاربي، ومنح المغاربيين حقوقهم الأساسية داخل فضائهم الإقليمي، من حرية التنقل والعمل والاستقرار والتملك والمشاركة في الانتخابات البلدية.
وأكد المرزوقي في تدوينة نشرها اليوم على صفحته الرسمية على منصة فيسبوك، أن صوت الحكمة والعقل والمصلحة العامة هو الطريق الوحيد لضمان أن تصبح أوطان المنطقة ملاذًا للمواطنين لا أرضًا للهجرة منها.
-أزمات العلاقات المغربية ـ الجزائرية:
ومرت العلاقات بين المغرب والجزائر بعدة أزمات تاريخية، تصدرتها قضية الصحراء الغربية، والتي كانت السبب الأساسي وراء توتر مستمر منذ استقلال البلدين.
تعود جذور الأزمة إلى حرب الرمال عام 1963، مرورًا بخلافات حول الحدود والأمن الإقليمي، ودعم كل طرف لجماعات معارضة للآخر في بعض الفترات.
شهدت العلاقات تفاقمًا كبيرًا في العقدين الأخيرين، مع إغلاق الحدود البرية بين البلدين عام 1994 على خلفية تفجيرات فندق أطلس آسني بمراكش، وصولًا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية نهائيًا في أغسطس 2021 بعد سلسلة من التصعيد السياسي والإعلامي، واتهامات متبادلة بدعم حركات انفصالية في الصحراء.
ومع قرار مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي بتأييد خيار الحكم الذاتي في الصحراء، بادر الملك المغربي محمد السادس بدعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى طي صفحة الماضي والعمل على إعادة بناء الثقة بين البلدين، مؤكدًا أن المصالحة بين المغرب والجزائر ضرورة استراتيجية لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية لشعوب المنطقة المغاربية.

-دعوة المرزوقي لإحياء الاتحاد المغاربي وحقوق المواطنين:
وفي تدوينته، شدد المرزوقي على أن الوقت قد حان لإخراج الاتحاد المغاربي من غرفة الإنعاش، وتمكين المواطنين المغاربيين من الاستمتاع بالحريات الخمس الأساسية: حرية التنقل، وحرية الاستقرار، وحرية العمل، وحرية التملك، وحرية المشاركة في الانتخابات المحلية. واعتبر أن تجاوز خلافات الصحراء وطي صفحة الماضي هو السبيل لضمان أن تصبح بلدان المغرب العربي أوطانًا يحتضنها مواطنوها، لا أراضٍ يهربون منها.
وأكد المرزوقي أن المصلحة العامة والحكمة يجب أن تتغلب على أي اعتبارات ضيقة أو مصالح آنية، مشيرًا إلى أن المصالحة والتعاون بين الدول المغاربية يمكن أن يشكل نموذجًا لإعادة الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة.