السودان: الجثث مكدسة والدعم السريع يمنع ذوي الضحايا من دفنهم

قالت شبكة أطباء السودان ان عشرات الجثث مكدسة داخل المنازل ببارا والدعم السريع يمنع ذوي الضحايا من الاقتراب منها
واشارت الى انها تتابع شبكة أطباء السودان بقلق ما يجري في مدينة بارا من جرائم مروّعة ترتكبها الدعم السريع بحق المدنيين العزّل، في مشهد يلخّص أبشع صور الانتهاك الإنساني والقتل الممنهج.
تفيد التقارير الميدانية الواردة إلى الشبكة بأن عشرات الجثث مكدّسة داخل المنازل بعد أن منعت الدعم السريع ذوي الضحايا من دفنهم، ليبقى الموتى محاصرين في بيوتهم، والأحياء محاطين بالرعب والجوع والعطش. كما تتزايد أعداد المفقودين يومياً، مع انقطاع كامل للاتصالات وانعدام أي وجود طبي أو إنساني فاعل في المدينة.
في ظل هذا الجحيم، تتواصل موجات النزوح الجماعي من بارا في ظروف بالغة القسوة، حيث يفرّ المدنيون سيراً على الأقدام نحو المجهول، دون غذاء أو دواء أو مأوى، بينما تنهار الخدمات الصحية تماماً وتنتشر الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال والنساء وكبار السن.
إن ما يحدث في بارا جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، واستمرار الصمت الدولي تجاهها يمثل تواطؤاً مخزياً. تطالب شبكة أطباء السودان الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية والطبية، والمجتمع الدولي كافة، بالتحرك الفوري والجاد لوقف هذه الانتهاكات، وفتح ممرات آمنة للمدنيين، وتمكين الأسر من دفن موتاها بكرامة.

وامس الاحد تحدثت  شبكة أطباء السودان عن مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة للدعم السريع مستشفى الأطفال بكرنوي
وقالت في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل انتهاكات الدعم السريع ، قصفت مسيرة تابعة لها اليوم مستشفى الأطفال بمنطقة كرنوي بولاية شمال دارفور، قتلت 7 مواطنين بينهم نساء وأطفال، وتُصيب 5 آخرين بجروح بالغة، بينهم طفلان كانا يتلقيان العلاج داخل المستشفى لحظة القصف.
تؤكد الشبكة أن استهداف مستشفى يعالج الأطفال، ليس سوى وجه آخر لإرهابٍ ممنهج وعدوانٍ وحشي على الحياة نفسها. ما جرى في كرنوي جريمة حرب مكتملة الأركان تُظهر مدى التمادي في القتل والتي جعلت من المدنيين الأبرياء هدفًا يوميًا لنيرانها.
تحمل شبكة أطباء السودان الدعم السريع كامل المسؤولية عن هذه الجريمة، وتدعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والطبية إلى كسر صمتها المعيب، والقيام بواجبها تجاه شعب يُباد أمام أنظار العالم.