شهد الملف السوداني تحركا مكثفا لإنهاء الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عامين والتي مزقت البلاد وأدت إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة في العالم.
أعلن كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا مسعد بولس، أن الجيش السوداني والدعم السريع أبدتا موافقة مبدئية على مقترح هدنة إنسانية قدمته “الآلية الرباعية الدولية”.
ويجري حاليا العمل على استكمال الجوانب الفنية واللوجستية تمهيدا لتطبيق وقف إطلاق نار يمتد لثلاثة أشهر مع طرح مقترح إضافي لتمديده إلى تسعة أشهر.
وأوضح بولس أن ممثلين عن الطرفين يشاركون في مفاوضات جارية في واشنطن، تهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل لوقف القتال.
وأكد أن الطرفين أبديا استعدادا مبدئيا للانخراط في المبادرة الأمريكية المدعومة من الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر.
وأوضح أن المبادرة طرحت ضمن ما تم التوافق عليه في إطار الرباعية وأعلن عنها في 12 سبتمبر الماضي.
وأكد المبعوث الأمريكي أن الرباعية تعد إطارا فعالا لأنها تضم دولا قادرة على التأثير، موضحا أن خطة الرباعية حظيت بدعم واسع من الاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية، والاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة، وكندا.
وتتركز المحادثات الحالية حول التفاصيل الفنية لتطبيق الهدنة، بما في ذلك آليات التنفيذ وضمانات الالتزام، وسط جهود دبلوماسية مكثفة لتثبيت وقف إطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
وتتواصل المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في واشنطن دون الإعلان عن اتفاق نهائي حتى الآن، حيث أكد بولس أن المفاوضات تسير في اتجاه إيجابي وأن هناك توافقا مبدئيا على ضرورة وقف القتال، رغم استمرار النقاشات حول التفاصيل التنفيذية.
وينظر إلى هذا التفاهم الأولي كخطوة تمهيدية نحو تهدئة النزاع الذي تسبب في أزمة إنسانية واسعة، ونزوح ملايين المدنيين، وسط دعوات دولية متزايدة لتثبيت وقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة.
ولأول مرة منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، يسود شبه إجماع دولي وإقليمي على رفض الحل العسكري، والاتفاق كليا على المسار التفاوضي الذي يقود إلى إنهاء النزاع، استنادا إلى مرجعية المخرجات المُعلنة في 12 سبتمبر الماضي المعروفة باسم “خارطة طريق دول الرباعية لحل الأزمة السودانية”.
وتنص الخطة على هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر للسماح بدخول المساعدات، وإطلاق عملية سياسية خلال تسعة أشهر مع استبعاد عناصر تنظيم الإخوان من أي دور فيها.
ودفعت التطورات الميدانية الأخيرة في السودان وخاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر إلى تصاعد الدعوات الدولية إلى الحل السياسي للأزمة بناء على خارطة طريق الرباعية الدولية.
ويواجه السودان واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية في تاريخه الحديث، إذ يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات عاجلة في بلد كان يوصف يوما بـ”سلة غذاء العالم العربي”.









