السياسي – كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الخميس، عن تسريب وثائق إسرائيلية سريَّة للغاية حول عمليات الجيش الإسرائيلي البرية في قطاع غزة.
وأشارت إلى أنه تبيَّن عن طريق الصدفة تسريب وثيقة سريَّة، يعود تاريخها إلى مارس/ آذار الماضي، وتضمنت خططا وعمليات لاجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة خلال هذا التوقيت.
وتعود أبعاد الكشف عن الخلل الأمني الكبير، وفقًا لوصف “يديعوت أحرونوت” إلى إحدى الشركات الإسرائيلية المتخصصة في الترجمة، والتي التحق للعمل بها جندي سابق في وحدة الاستخبارات العسكرية، المعروفة برقمها الكودي 8200، إذ فوجئ بتلقي تكليف من الشركة بترجمة ملف كامل، يحتوي على وثائق عسكرية، ممهمورة بشعار “سرِّي للغاية”.
وتخص إحدى الوثائق مناورات القوات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي كانت قيادة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي قد وزعتها في حينه على الوحدات المختصة في مارس/ آذار 2024؛ بالإضافة إلى وثيقة أخرى باللغة العربية، تضمنت خرائط وخططا مسربة من قواعد حماس.
واعترف الجندي السابق للصحيفة العبرية، بأنه “إدراكًا لخطورة الحادث، حاولتُ إبلاغ الشرطة، ووزارة الأمن القومي، وهيئة التحقيقات العامة، وقيادة وحدات السايبر في الجيش الإسرائيلي، لكن أحدًا لم يعرني اهتمامًا، أو حتى الرد المناسب”.
ولفت الجندي الإسرائيلي إلى خطورة توزيع الوثائق على عاملين في شركة الترجمة دون خضوعهم إلى أي إجراءات أمنية، وحتى قبل توظيفهم.
وفي تعليقها على الحادث، قال مدير شركة BLEND المتخصصة في مجال الترجمة، إن “الشركة تعمل بشكل وثيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأن الوثائق المُرسلة إليها لم تعد سريَّة”.
لكن صحيفة “يديعوت أحرونوت”، علمت – كما تقول – أن الشركة ذاتها أرسلت إلى مستخدميها إيعازات بحذف جميع المواد التي تلقوا تكليفًا بترجمتها. وجاء في رسالة البريد الإليكتروني للشركة: “”يرجى التأكد من حذف الملفات أيضًا من جهاز الكمبيوتر الشخصي، ومن أي تخزين خارجي أو سحابي، وكذلك من مراسلات البريد الإلكتروني”.
وتعليقًا على الحادث، قال الجيش الإسرائيلي إن “القضية برمتها قيد التحقيق من قبل الجهات المختصة”.







