تفاصيل صادمة عن ظروف سجن ساركوزي

السياسي – أثار النظام الغذائي للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في سجنه قلق محيطه، إذ يرفض تناول أي وجبة مقدمة من مطبخ السجن خوفًا من التسميم، ويقتصر طعامه على الزبادي فقط.

ومنذ دخوله سجن “لا سانتيه” في الدائرة الرابعة عشرة بالعاصمة الفرنسية باريس في 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، يعيش ساركوزي ظروفًا صعبة، وسط تهديدات وإهانات من بعض السجناء، ما دفع السلطات لتخصيص اثنين من ضباط الأمن لمرافقته يوميًا لحمايته.

ويأتي هذا الاعتقال في إطار قضية التمويل الليبي، التي استأنف الحكم الصادر بشأنها على أمل استعادة حريته قريبًا، ما يضع محيطه في حالة قلق دائم حول صحته وقدرته على مواجهة الإجراءات القضائية القادمة.

ورغم مكانته السابقة، أكد محاميه أن ساركوزي لا يحظى بأي امتيازات خاصة داخل السجن، قائلاً: “هذا ليس فندقًا. إنه في زنزانة لا تتجاوز 9 أمتار مربعة، والضوضاء مستمرة، إذ يصرخ السجناء ويطرقون على الجدران باستمرار”. ويقضي الرئيس الأسبق وقته في القراءة وكتابة مذكراته، في محاولة للتكيف مع الظروف القاسية.

ويثير النظام الغذائي لساركوزي قلق محيطه، إذ يرفض الرئيس الأسبق تناول أي وجبة مقدمة من مطبخ السجن خوفًا من التسميم أو التلاعب بالطعام، كما يرفض شراء المواد الغذائية من متجر السجن أو الطهو بنفسه.

وقال أحد المقربين: “لا يعرف حتى كيف يطبخ بيضة، ويرفض ذلك من حيث المبدأ”. ونتيجة لذلك، يقتصر طعامه على الزبادي فقط، ما يجعل نظامه الغذائي محدودًا جدًا وقد يؤثر على صحته على المدى الطويل.

وخلال فترة رئاسته في الإليزيه، كان ساركوزي معروفًا بحبه للمخبوزات والحلويات، ما كان يزعج زوجته كارلا بروني التي كانت تحاول مساعدته في الحفاظ على لياقته. وقد استعان بخبير التغذية جان ميشيل كوهين الذي نصحه باستبدال الكرواسان بـ”الشوكت” الأقل سعرات حرارية.

وذكر الخبير في مقابلة سابقة: “ساركوزي شخص مهووس بأفكاره، وبعد أن نصحته بالشوكت، أصبحت هذه الحلوى موجودة في كل طابق من الإليزيه، حتى إن مستشاريه اتصلوا بي قائلين: ‘رجاءً افعل شيئًا، لم نعد نحتمل الشوكت بعد الآن”.

قضية ساركوزي تأتي في وقت حساس سياسيًا وقضائيًا في فرنسا، حيث يترقب الرأي العام والحزب الجمهوري نتائج الاستئناف، في حين يظل السجن مكانًا يختبر قدرة الرئيس الأسبق على التأقلم مع الحياة اليومية تحت قيود صارمة.

كما يعكس هذا الوضع تحديًا للمعاملة القانونية المتساوية في فرنسا، حتى بالنسبة لشخصيات سياسية بارزة، ويثير تساؤلات حول حماية كبار المسؤولين داخل السجون الفرنسية.

اليوم، ومع اعتماد الرئيس الأسبق على الزبادي فقط في سجن “لا سانتيه”، يظل التساؤل قائمًا حول تأثير هذا النظام الغذائي على صحته وقدرته على مواجهة المحاكمات المقبلة، في ظل ضغوط قضائية وسياسية كبيرة داخل فرنسا.