مدخل:
يبدو ان المشهد الوجودي لدولة اسرائيل ، قد اختلف كثيرا ما بعد الطوفان، لان الطوفان بحد ذاته حدثا استثنائيا غير مالم وجودية كبيرة داخل دولة اسرائيل..وسنتناول في دراستنا هذه البعض من التغيرات الادراكية التي مست اعماق النسق الصهيوني ع مستوى الاتيك ومستوى الستيتك..لنبرز الخارطة الحقيقية لبنية الوعي الجديد الذي مس جوهر وعاء الوعي الذاتي للذات الصهيونية.
الطوفان كظاهرة بنيوية مستجدة
ما احدثه الطوفان بفعله الانطولوجي المستحدث، خلخل منظومة الوعي الامني المستقر للفرد الاسرائيلي ع مستوى الذات، حيث استطاع الطوفان بفعله خلخلة النفس البشرية وسلبها مكونات استقرارها الذاتية واصبح الاسرائيلي يعيش قلقه الوجودي ع ذاته من ذاته ولم يعد يشعر بالثبات والاستقرار.. والطمأنية..وهذا ما حول الفرد الاسرائيلي الى فؤد مقاتل في كل الازمان.
كذلك اثبت الطوفان من خلال فلسفة العبور الذي صنعها والتي تضاهي عبور الجيش المصري عبور قناة السويس. وخط بارليف..حيث اطاح هذا العبور بنظرية الامن القومي الاسرائيلي، وجعل من اسرائيل دولة قابلة للاختراق…وبذلك يضرب الطوفان نظرية الامن الاسرائيلي جانبا والتأكيد ع نظرية ان اسرائيل دولة قابلة للاختراق وللهزيمة
وهذا يقين مستجد ع اسطح الصراع بنقائضه.المتضاده ( سقوط نظرية الامن الاستراتيجي الاسرائيلي)( بروز فكرة القدرة ع عبور عسكري لحدود اسرائيل التي كانت قبل الطوفان حصن حصين لا يمكن اختراقة )
اذا ولدت نظرية اخرى في الصراع وسكنت اسطحة المتمايلة
والتي اكدت ولاول مرة في عمر الصراع ان اسرائيل دولة قابلة للهزيمة..وهذا فعل احدثه الطوفان عندما اخترق المجاهدون الفلسطينيون حدود غرة ، ووصلوا الى العمق الاسرائيلي وقتلوا واسروا الكثير من الجنود الاسرائيلين
اذا هذا العبور هو ضرب حقيقي لجوهر النظرية الامنية الاسرائيلية والتي اعلنت ان اسرائيل دولة محمية امنيا وعسكريا واجتماعيا.
استمر القتال لعامين
نجاح المقاومة في الحرب لمدة سنتين ضد الجيش الاسرائيلي الذي فشل فشلا ذريعا في الانتصار ع المقاومة
لهو عمل بطولي غير في معادلات الصراع كما وغير في طبيعة الصراع ومدركاته والياته وادواتة ، حيث تبين هشاشة مقولات ومنطلقات الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر واكد ان هذا الجيش يتشاطر في صب غضبه ع المدنين الفلسطينين، بل ويمارس ضدهم فلسفة الانتقام. والقتل والتدمير ويمارس كل اوات الطرد والتدمير.
خاتمة
ان جل الدراسات سطحية ولا تخرج عن فينومنولوجيا الوصف لانها ببساطة دراسات لم تتعميق في تشريح الاجسد الاجتماعي الاسرائيلي كما ولم تستطع لان في فهم وتفكيك وتحليل العقل الفاعل الفلسطيني.
لذا تبقى دراسات استبيانية ..ظهراتية..تعطي احكامها اعتمادا ع الشواهد الحسية ..ولم تدخل في العمق ولم تستطع للان ادراك ما حدث وتشريحة.
د.صالح الشقباوي







