كارثة انسانية في غزة

أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن مئات الخيام والملاجئ المؤقتة التي تؤوي النازحين داخليًا قد غمرتها مياه الأمطار، ما جعل آلاف العائلات عرضة لظروف جوية قاسية، وسط استمرار الحصار ورفض إدخال المساعدات الأساسية.

دوجاريك: الاحتلال يمنع إدخال الإمدادات الحيوية

قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن إسرائيل رفضت 23 طلبًا رسميًا لإدخال نحو 4000 منصة نقالة من الإمدادات الأساسية إلى غزة، بما في ذلك الخيام ومستلزمات الإيواء. وأكد أن هذا الرفض يفاقم من الأزمة الإنسانية، خاصة في ظل الأحوال الجوية المتدهورة التي تضرب القطاع.

وأضاف دوجاريك في تصريحاته الإعلامية:
“آلاف العائلات باتت بلا مأوى فعلي، والخيام التي كانت تؤويهم أصبحت غير صالحة للسكن بسبب الفيضانات، ونحن قلقون للغاية من تداعيات ذلك على الأطفال والمرضى وكبار السن.”

الدفاع المدني: نصف مليون أسرة تواجه خطر التشريد

من جهتها، أفادت هيئة الدفاع المدني في غزة بأن آلاف الخيام المخصصة للنازحين تضررت بشكل كبير نتيجة الأمطار الغزيرة، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ تعمل في ظروف صعبة لمحاولة تأمين أماكن بديلة للمتضررين. وناشدت الهيئة المجتمع الدولي الإنساني التدخل العاجل لإنقاذ نصف مليون أسرة نزحت بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر.

وأكدت الهيئة أن استمرار منع إدخال المساعدات، بما فيها الخيام ومضخات المياه ومستلزمات الطوارئ، يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويعكس سياسة ممنهجة من قبل الكيان الصهيوني لإبقاء السكان في حالة من العوز والتشريد.

وفي ظل استمرار الاحتلال والعدوان، تتفاقم الأزمة في غزة، حيث تشير تقارير أممية إلى أن الكيان الصهيوني يواصل فرض قيود صارمة على دخول المساعدات، رغم النداءات المتكررة من المنظمات الإنسانية. ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه القطاع من انهيار البنية التحتية، وانعدام الخدمات الأساسية، وتفشي الأمراض نتيجة الظروف البيئية القاسية.

دعوات عاجلة لإنقاذ المدنيين

تواجه غزة اليوم كارثة إنسانية مركّبة، تجمع بين آثار العدوان العسكري والاحتلال المستمر، وتداعيات الطقس القاسي، وسط غياب أي تحرك دولي فعّال. وبينما تتصاعد النداءات من الأمم المتحدة والدفاع المدني، يبقى الأمل معلقًا على استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات، وإنقاذ المدنيين من الغرق والتشريد.