السياسي -متابعات
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً غير مسبوق في عمليات تجميل الوجه بين الشابات الصغيرات، حيث لجأت فئة واسعة منهن إلى إجراء شد الوجه وعمليات النحت بهدف الحصول على مظهر شبابي مثالي.
انتشار غير مبرر
وانتشرت هذه العمليات بشكل واضح وغير مبرر على منصات التواصل الاجتماعي، مع مقاطع يومية توثق مراحل التعافي المؤلمة والتورمات والكدمات التي تعقب الجراحة مباشرة.
كثير من هؤلاء الشابات يخضعن لإجراءات متعددة مثل رفع الحاجب، وشد منتصف الوجه، وأحياناً شد الفك والرقبة، لمجرد التخلص من أي ترهلات بسيطة أو لإعادة تشكيل ملامحهن بطريقة تنال الإعجاب.
وسافرت العديد من المتأثرات إلى دول مثل تركيا وكوريا الجنوبية، حيث توفر هذه البلدان إجراءات تجميلية أقل تكلفة مع قيود تنظيمية أخف مقارنة بدول الغرب.

مخاطر ما بعد الجراحة
ورغم التحسن الملحوظ في مظهر الجلد بعد الجراحة، فإن المخاطر تبقى كبيرة، وتشمل العدوى، وفقدان الشعر حول خط فروة الرأس، وأحياناً تلف الأعصاب أو تراكم الدم تحت الجلد، ما قد يؤدي إلى مضاعفات دائمة.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، فقد أكد خبراء تجميل أن هذه العمليات قد تُسرّع من علامات الشيخوخة لاحقاً إذا أجريت مبكراً، خصوصاً عند الحاجة لإعادة الجراحة أو تعديلات مستقبلية.

سبب اللجوء لهذه الإجراءات
تؤكد التقارير الطبية أن السبب وراء لجوء الشابات لهذه العمليات يعود جزئياً إلى نمط الحياة نفسه، من التعرض المفرط للشمس والتغذية غير الصحية إلى قلة النوم، إضافة إلى الضغط النفسي الناتج عن الصور المثالية على منصات مثل “تيك توك” و”إنستغرام”، حيث تستهدف الشابات معايير جمالية يصعب تحقيقها بصورة طبيعية.
كما أشار أطباء التجميل إلى أن نسبة العمليات بين النساء في العشرينيات والثلاثينيات شهدت زيادة واضحة خلال العام الأخير، وهو ما يطرح تساؤلات حول تأثير هذه الموجة على الصحة الجسدية والنفسية على المدى الطويل.
من ناحية أخرى، يرى بعض الخبراء أن البشرة الشابة تمنح أصحابها ميزة التعافي السريع والقدرة على تحمل ندوب أقل وضغوط على الأنسجة، إلا أن التحذيرات تركز على ضرورة التقييم النفسي الدقيق قبل الخضوع للجراحة.

وتدعو الأبحاث النفسية إلى وعي أكبر بمخاطر هذه الممارسات المبكرة، محذرة من الضغوط الاجتماعية التي تربط قيمة المرأة بمظهرها الخارجي فقط.
وفي ظل هذا الواقع، يبقى التساؤل قائماً: كيف ستؤثر هذه التغيرات التجميلية على حياة هؤلاء النساء بعد عشرين أو ثلاثين سنة؟





