تأثير أوزمبيك.. عصر جديد من علاجات التنحيف

السياسي –

في تقرير عن بيانات الاستهلاك بفعل “تأثير أوزمبيك”، أفاد “وولمارت” بأن المستهلكين الذين يحصلون على حقن التنحيف من صيدلياته يتبضعون أطعمة أقل من المعتاد عندما ينتقلون إلى قسم المأكولات، وفي نفس السياق، تشير البيانات إلى أن مبيعات الأحزمة والمقاسات الصغيرة من الملابس قد زادت.

بصيغة أخرى، لقد أثبتت أدوية التنحيف GLP-1 الأحدث – المتوفرة على شكل حقن وحبوب – فاعليتها العالية في إنقاص الوزن، ما يبشر بعصر جديد سواء في علاج السمنة، أو في نمط الحياة نفسه، بحسب “سي بي سي”.

التنحيف بالعلاج الجيني

ومؤخراً، أفاد تقرير لـ “سي إن إن” بتوجه جديد يعمل على تطويره باحثون في مجال العلاج الجيني، لجعل الجسم ينتج هذا الهرمون القامع للشهية: GLP-1 والذي اشتهرت حقن التنحيف بتوفيره.

وGLP-1  هو اختصار لـ”ببتيد شبيه الغلوكاجون-1″، وهو هرمون يُنتجه الجسم ليساعد في إرسال إشارة إلى الدماغ والأمعاء بأنه ممتلئ ولا يحتاج إلى تناول المزيد من الطعام.

وتُحاكي أدوية إنقاص الوزن الجديدة، مثل: أوزمبيك وويغوفي ومونجارو وزيببوند عمل هذا الهرمون عن طريق زيادة إفراز الإنسولين لخفض نسبة السكر في الدم.

كما أنها تُبطئ حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي، ما يساعد الناس على الشعور بالشبع بسرعة أكبر ولمدة أطول، وتعمل في الدماغ على تقليل الشهية.

وفي أقل من عامين، تضاعفت تقريباً نسبة البالغين الأمريكيين الذين يستخدمون هذه الأدوية لإنقاص الوزن، حيث ارتفعت من 5.8% إلى 12%، وفقاً لتقرير حديث صادر عن مؤسسة غالوب.

حقنة واحدة في المستقبل

لكن بحسب ما توصل إليه الباحثون في مجال الجينات، قد يتمكن من يتطلعون إلى إنقاص الوزن وخفض مستوى السكر في الدم يوماً ما من الحصول على حقنة واحدة تُحوّل خلاياهم إلى مصانع صغيرة تُنتج بروتيناً يشكّل أساساً المكون النشط في أدوية أوزيمبيك وأخواتها.

وبحسب “سي إن إن” هذا هو طموح شركتين ناشئتين في مجال التكنولوجيا الحيوية، هما رينبيو، ومقرها نيويورك، وفراكتيل هيلث في ماساتشوستس.

 

وأكملت الشركتان الاختبارات الأولية التي تُظهر فاعلية نهجيهما، على الأقل على الفئران، وبدأتا تجارب على حيوانات أكبر حجماً – الخنازير والقرود – لمعرفة ما إذا كانت علاجاتهما الجينية قابلة للتطبيق على الحيوانات الأكبر حجماً.

تحويل الخلية إلى مصنع لبروتين التنحيف

وتقول راشيل ليبراتوري، المديرة العلمية لشركة رينبيو: “على الرغم من أن علاج رينبيو يستخدم تقنية وراثية، إلا أنه ليس علاجاً جينياً تقليدياً، فالباحثون لا يحاولون إصلاح جين معطل، بل يستخدمون آلية الخلية نفسها لتحويلها إلى مصنع بروتين”.

وتوضح “الحمض النووي الذي نحقنه، أي الحمض النووي البلازميدي، لا يتداخل مع الحمض النووي الخاص بك بأي شكل من الأشكال. لذا، فهو لا يتداخل مع كروموسوماتك. ولا يتكامل. إنه ليس شيئاً ستنقله إلى أطفالك”.

صيانة الوزن

لكن المتوقع من مثل هذا العلاج الذي يعتمد على الجينات أن يوفر حلاً لعملية الصيانة، فبعد استخدام حقن التنحيف وإنقاص الوزن، تكون المحافظة على الوزن الجديد وعدم استعادة الكيلوغرامات المفقودة مهمة تتطلب جهداً.

وبإمكان العلاج الذي يعتمد على الحمض النووي أن يوفر حلاً لهذه المرحلة.

ومن أوزمبيك، الذي بدأ كحقنة مرتفعة الثمن للسيطرة على مرض السكري، ثم أصبح صيحة لإنقاص الوزن في عالم المشاهير، تتالت حقن التنحيف التي تتوفر بجرعات مختلفة، وحديثاً توفرت حبوب ريبيلسوس، النسخة الفموية من أوزمبيك، وفي الطريق ستتلاحق موجات أخرى من التنحيف، للتخلص من وباء السمنة الذي اجتاح العالم في العقود الأخيرة.