السياسي –
تحتفل المخرجة التونسية سارة عبيدي بعرض فيلمها الجديد “كأن لم تكن” ضمن مسابقة آفاق السينما العربية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مستلهمة العنوان من كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش لتسليط الضوء على المهمشين في المجتمع الذين أنهكتهم الوحدة وروتين الحياة اليومية.
واستحضرت عبيدي في تصريحاتها قبل العرض فكرة “العابرين” الذين يمرون في الحياة دون ضوضاء، وتركز على الأشخاص الذين لهم أثر حقيقي رغم تجاهل الآخرين لهم.
ويسرد الفيلم قصة “عايدة”، موظفة مركز اتصالات دخلته بحثاً عن وظيفة مؤقتة ثم علِقت فيه عشر سنوات، لتجد نفسها وحيدة بلا دعم عائلي أو صداقات.
وبينما يروج المركز للعملاء لرحلات سياحية وترفيهية، يعيش الموظفون أوضاعاً صعبة تفرض عليهم العمل في الإجازات والمناسبات، بما في ذلك حرمان النساء من أجور إجازة الوضع، ما يبرز التناقض بين صورة العمل المبهرة والواقع المرهق للموظفين.
وتتصاعد الأحداث بعد استقالة زميلها “يحيى” بسبب “الاحتراق الوظيفي”، ما يشكل نقطة تحول في حياة عايدة العاطفية والمهنية، إذ كانت تكن له مشاعر لم تفصح عنها.
ورغم ترقيتها لتصبح المشرفة العامة، فإن الترقية تزيدها ضغوطاً حيث تطلب مالكة المركز منها تسريح عدد من الموظفين، ما يضعها في صراع بين إنسانيتها ومسؤوليات منصبها الجديد.
تقاوم عايدة الضغوط ومشاعرها المكبوتة، لكن موقفها الحاسم في الدفاع عن زملائها واستعادة حريتها يعكس صراع الفرد ضد القيود المؤسسية ويبرز قيمة الإنسانية في مواجهة الروتين الصارم.
وأوضحت بطلة الفيلم زينب المالكي أن العمل يتميز بإيقاعه البطيء الذي يعكس رتابة حياة الشخصيات، مضيفة بشكل ساخر أن الفيلم “بوليسي بطريقته الخاصة، حيث القتلة المتسلسلون هم الروتين والوحدة”.
يُذكر أن “كأن لم تكن” يعد الفيلم الروائي الطويل الثاني لسارة عبيدي بعد ثلاثة أفلام قصيرة، ويشارك في البطولة نور الهاجري ومحمد يحيى الجزيري ويسر قلعي وفاطمة الفالحي وسندس بلحسن، على أن يُعلن عن نتائج جوائز مهرجان القاهرة السينمائي في 21 نوفمبر (تشرين الثاني).





