السياسي – دعا زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، الثلاثاء، إلى تعديل قانون الانتخابات الذي اعتبره «غير عادل»، وتطبيق المادة 140 من الدستور، وتشريع قانون النفط والغاز المعطل قرابة عقدين، في حين جدّد مطالبته للقوى والأحزاب السياسية الكردستانية بالمضي في تشكيل الحكومة الجديدة لإقليم كردستان.
وقال في كلمته خلال منتدى «السلام والأمن في الشرق الأوسط» إنه «بعد العام 2003 وسقوط نظام صدام حسين توفرت فرصة ذهبية لنا جميعا، وتم بناء العملية السياسية وفق ثلاثة مبادئ هي: التوازن والتوافق والمساواة. وفي العام 2005 تم التصويت على الدستور الدائم للبلاد، الذي يُعدّ من أفضل الدساتير في المنطقة رغم ما فيه من بعض أوجه القصور، ولكنه يحمل مستقبلاً زاهراً، ويجب أن يُحترم هذا الدستور الذي سينقل العراق إلى مرحلة جديدة بتنظيم العلاقات مع دول المنطقة والعالم».
وأضاف أن «فرصة ما بعد 2003 ما زالت سانحة وعلينا ألا نخسرها، وأن هذا الدستور قد فتح لنا المجال لمعالجة المشاكل، ونأمل أن تعيد الانتخابات التشريعية العملية إلى مسارها الصحيح». وتابع: «أجرينا انتخابات مهمة للغاية في العراق، وهنا أود أن أهنئ الشعب العراقي بهذه الانتخابات الناجحة، وقد كانت ناجحة فنيا، واختلفت عن سابقاتها التي واجهت مشاكل في التصويت، ولكن في الانتخابات التي جرت في يوم 11 من الشهر الجاري تمكّن الجميع من التصويت بسرعة، ولم تُسجل أي مشاكل تُذكر».
وشدد على أن «من المهم في المرحلة المقبلة التي تلي الانتخابات اتخاذ عدد من الخطوات، من بينها تعديل قانون الانتخابات غير العادل، والذي تضمّن أوجه قصور، ومحاولة تصحيح ذلك بقدر الإمكان».
وحثّ على وجوب أن «نعمل بجد في تشكيل المجلس الاتحادي، وينبغي أيضا تشكيل المحكمة الاتحادية وفق الدستور، ويجب الامتثال للدستور وعدم تأجيل ذلك، فجزء من المشاكل العالقة هو عدم تطبيق المادة 140 من الدستور، ويتعين كذلك تشريع قانون النفط والغاز الذي كان من المفترض تشريعه في العام 2007». وأكد قائلاً: «علينا أن نعمل معا لضمان عمل مؤسسات الدولة وألا تكون هناك دويلات داخل الدولة، وينبغي أن يتمتع جميع المواطنين بحقوقهم، وأن يحصل الجميع على الخدمات، لأن العراقيين في الوسط والجنوب يعانون من واقع خدمي متردٍ، وقد تعبوا من الشعارات، ونريد توفير خدمات ملموسة لهم، وعلينا معالجة المشاكل التي يواجهونها».
وعن الوضع الداخلي لإقليم كردستان، قال: «قبل الانتخابات العراقية طالبنا الأحزاب والقوى السياسية الكردستانية بتشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنهم لم يقوموا بذلك، والآن بعد إعلان نتائج الانتخابات في العراق، نأمل أن يكون ذلك محفزاً، وندعو الأطراف السياسية الكردستانية إلى العمل من أجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بحيث تعمل حكومة الإقليم مع الحكومة الاتحادية المقبلة بعضها مع بعض». ودعا الزعيم الكردي الاحزاب الكردستانية إلى «الإصغاء إليه في تشكيل الحكومة المقبلة للإقليم»، معللا ذلك، بأن «الظروف لم تعد مثلما كانت قبل الانتخابات».
وتطرق إلى التهديدات والمخاطر التي يواجهها العراق ومن أبرزها «الإرهاب»، الذي قال إنه «ما يزال قائما، ويتعين ألا ننسى تنظيم داعش، والذي يحاول أينما توفرت الفرصة أن يعود للظهور، وينبغي التعاون والتنسيق بين أربيل وبغداد لمواصلة التصدي له». وتابع القول: «نحن في حاجة الى الدعم والمساندة الخارجية، وإذا قلنا نحن لسنا في حاجة لتلك المساعدة، فهذا غير واقعي لأننا نحتاج الى دعم أصدقائنا في التحالف الدولي».







