السياسي – في تصوير جديد لأحد أماكن تجمع “القوات الشعبية”، وهي مجموعة مسلحة تتبع ياسر أبو شباب، الذي يعمل في مناطق سيطرة الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح ضد حركة حماس، أعلن مساعده عن بدء التحرك بالشراكة مع “مجلس السلام”، الذي ورد تشكيله في قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، من أجل ملاحقة عناصر حماس المسلحين في المدينة.
وبشكل يثير الشكوك حول هذا المجلس، خاصة وأنه لم يعلن بعد عن تشكيله ولا عن آلية عمله بعد، حيث لم يمض سوى يومين على قرار مجلس الأمن، أعلن غسان الدهيني الذي يشغل منصب نائب قائد القوات الشعبية، التي يتزعمها أبو شباب، عن “الاشتراك المباشر” مع كل من “التحالف” و”مجلس السلام”، لبدء حملة “تطهير واسعة” في مدينة رفح.
وقال الدهيني وهو يرتدي لباسا عسكريا ويحمل بندقية رشاش، ويخطب بوجود أبو شباب في جمع من المسلحين التابعين لهم “بداية الأسبوع تبدأ عمليات تطهير واسع لرفح، بالتعاون مع التحالف ومجلس السلام”، وأضاف “تطهير البلاد من الإرهاب وحماية الشعب”.
ويفهم من كلام الدهيني أن هناك قوات تابعة لما يعرف بـ “مجلس السلام”، على أرض مدينة رفح، رغم نفي الإدارة الأمريكية الدفع بأي قوات لها هناك، فيما تتواجد هناك قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار الدهيني إلى أن هدفهم هو إرجاع الناس إلى “مكان آمن، ونبني على قاعدة صلبة خالية من الإرهاب”، وكشف أن هناك أماكن موجودة في رفح من أجل إعادة إسكان الناس، وقال إن نشاطاتهم العسكرية ستكون يوميا.
وأضاف وهو يتحدث عن طريقة العمل التي يهدف من خلالها لملاحقة العناصر المسلحة التي تتبع فصائل المقاومة في مدينة رفح “نمشي خطوة خطوة وبيت بيت وشارع شارع لما نطهر رفح”.
وقال إن الأمر “يستدعي اتخاذ إجراءات حازمة ومنضبطة، بما ينسجم مع المعايير الدولية لحماية المدنيين”، مؤكدًا أن الهدف هو “تأمين المنطقة وتهيئتها لاستقبال العائلات في أسرع وقت ممكن، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة”.
وكان الدهيني يقصد عناصر الجناح العسكري لحركة حماس المتواجدين في مدينة رفح، ويقدر عددهم بـ 200 ناشط، كانت الحركة قد طالبت عبر الوسطاء بإخراجهم، وقد أنذر الجناح العسكري كتائب القسام من عمليات اشتباك بين النشطاء وقوات الاحتلال.
وفي التسجيل الذي نشر على صفحة “القوات الشعبية” على “فيسبوك” لم يظهر أي من عناصر “التحالف” ولا “مجلس السلام” الذي تحدث الدهيني عن التنسيق معهم للعملية العسكرية التي تنوي جماعته تنفيذها في رفح، لكن هناك خشية من تعاون الإدارة الأمريكية مع هذه المجموعات المسلحة، ضمن خططها الرامية لـ “نزع سلاح المقاومة” من غزة.
يشار إلى أن هناك عدة جماعات مسلحة تتواجد في المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل شرق وشمال قطاع غزة، أعلنت الخروج على حركة حماس، وتعهدت بشن هجمات ضد الحركة، وفي وقت سابق حذرت مجموعة “الجيش الشعبي” التي يقودها أشرف المنسي حركة حماس من الاقتراب من أماكن عملها.
وتتلقى هذه المجموعات الدعم من إسرائيل، وقد أظهرت لقطات مصورة سربت مؤخرا قافلة من الشاحنات الإسرائيلية تسير ليلا، داخل منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية شمال قطاع غزة، وهي تحمل امدادات لأحد المجموعات شمال غزة.
وفي تصريحات سابقة لإذاعة “مكان” الإسرائيلية، قال أبو شباب إن جماعته المسلحة تتحرك “بكل سهولة” في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، لافتا إلى وجود “تنسيق” بين الطرفين.
وتتهم حركة حماس هذه المجموعات بـ “الخيانة والتعاون مع الاحتلال”، وتوعدت بملاحقتها، وكانت قوة “رادع” التابعة لإدارة حماس، أعلنت عن تنفيذ سلسلة مداهمات نوعية استهدفت ما وصفتها بـ “أوكار العملاء ومرتزقة الاحتلال الإسرائيلي”، وقالت إنه تم تحييد عددٍ منهم، وقالت إن آخرين يخضعون للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية المختصة، وقالت إن العملية جاءت بعد رصدٍ دقيقٍ ومتابعةٍ مكثفةٍ لـ “تحركات الخونة والمتسترين عليهم”.








