السياسي – قال الموظف السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) توماس بيرسي، لموقع “أكسيوس”، إنه اطلع على تقرير سري يتضمن اعتراف مسؤول في الوكالة بخداع محققين في الكونجرس بشأن أنشطة وتحركات لي هارفي أوزوالد القاتل المفترض للرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي عام 1963 في المكسيك قبل تنفيذه العملية.
وأضاف بيرسي، الذي عمل مؤرخاً في وكالة الاستخبارات المركزية، أن التقرير الذي أعده المفتش العام السابق لـCIA يُظهر كيف أخفى مسؤولون معلومات، وقدموا نسخاً “منقّحة” من ملفات مهمة عن زيارة أوزوالد لمكسيكو سيتي، ومن بينها سجلات إلى فريق لجنة التحقيق في الاغتيالات خلال السبعينيات الذي يترأسه روبرت بليكي ، بعد حذف وثائق لا يرغبون في كشفها، ويأتي هذا الكشف مع اقتراب الذكرى الـ62 لاغتيال كينيدي التي تحل السبت، وفي ظل تعهّد الرئيس دونالد ترامب بنشر جميع سجلات الاغتيال، وهو تعهّد لم يُنفذ بالكامل حتى الآن.

وأوضح بيرسي، الذي كشف عن هويته لأول مرة وهو الآن خبير في شؤون أميركا اللاتينية وأستاذ تاريخ في جامعة سليبري روك في بنسلفانيا، أنه عثر على الوثيقة عام 2009 داخل غرفة آمنة بالوكالة أثناء بحثه في ملفات أميركا اللاتينية، وذكر أن تقريرًا من 50 صفحة تضمن مذكرة مؤرخة في آب/أغسطس 1978، يفاخر فيها مسؤول في (سي آي إيه) بأنه وزميلين له خدعوا رئيس فريق التحقيق روبرت بلاكي، بعدما سلّموه نسخًا “منظّفة” من 3 مجلدات حول أوزوالد.
ولفت المبلّغ إلى أن بلاكي طلب الاطلاع على سلسلة الملفات التحقيقية المكونة من 3 مجلدات أعدتها الوكالة بمحطتها في مكسيكو سيتي والتي زارها أوزوالد قبل أن يقتل جون كينيدي، ووفق المذكرة، لم يطرح بلاكي أي أسئلة بعد الاطلاع على النسخ، مما دفع أحد ضباط الوكالة إلى وصفه بأنه “غير مهتم”، كما لفت بيرسي إلى أن بلاكي لم يطرح أي أسئلة بعد تصفح كل الكتب لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة، وفي مذكرة، بدا أن ضابط وكالة الاستخبارات المركزية مارتن هوكينز ينتقد بلاكي ووصفه بأنه “غير فضولي” لعدم طرحه الأسئلة، بحسب ما يتذكر بيرسي.
وفي سياق أوسع، يقول أكيسيوس إن لجنة مجلس النواب كانت ثاني لجنة تعيد التحقيق في الاغتيال بعد لجنة وارن، وإن كلا التحقيقين وُصف من قبل باحثين بـ”التقارير المنقحة”، ويضيف أن ثمة تقارير جديدة ظهرت خلال الإدارة الحالية للرئيس دونالد ترامب، منها اعتراف ضمني بدور ضابط الـسي آي إيه جورج يوهانيدس في مراقبة أوزوالد قبل الاغتيال، وأنه ضلل اللجنة أيضا.

وفي السياق نفسه يقول بيرسي: “كمؤرخ، ما أزعجني حقًا هو أن المسؤولين يتفاخرون بإخفاء الحقائق وتضليل الشعب الأمريكي”، وأضاف أن تقرير المفتش العام لوكالة المخابرات المركزية تضمن أيضًا إشارة إلى 4 كاميرات هاسلبلاد و2300 صورة التقطت في مدينة مكسيكو، وقد أنكرت وكالة المخابرات المركزية وجود أي صور أو أفلام لأوزوالد في المدينة عندما زار السفارتين الكوبية والسوفياتية قبل الاغتيال.
واعتبر مؤرخون مثل جيفرسون مورلي، الذي أسس موقع “حقائق جون كينيدي” المؤثر، تقارير كلتا اللجنتين بمثابة “تبييض”، ويقدم مورلي المشورة للنائبة آنا بولينا لونا (جمهورية من فلوريدا) في سعيها لمزيد من الكشف عن ملابسات وفاة جون كينيدي، كما ساعد قانون سجلات جون كينيدي لعام 1992 في تغيير فهم المؤرخين لعمق عمليات التستر التي قامت بها وكالة المخابرات المركزية بشأن الاغتيال، فقد تطلب القانون الكشف الكامل عن المزيد من السجلات بحلول عام 2017، وهو هدف لم يتحقق.
بالإضافة إلى تلبية متطلبات قانون سجلات جون كينيدي، أخبرت وكالة المخابرات المركزية موقع أكسيوس أن الوكالة “تعمل مع النائب لونا وفريق العمل المعني برفع السرية عن الأسرار الفدرالية وستواصل القيام بذلك بشأن هذه المسألة المهمة”، وتعمل النائبة آنا باولينا لونا على الدفع باتجاه الكشف الكامل عن الوثائق، بالتعاون مع السي آي إيه.
ويرى المؤرخان بيرسي وجيفرسون مورلي أن هذه الوثائق يجب أن تكون متاحة لعامة الناس، بل إن مورلي يرى أنه: “كان يجب إصدار هذا التقرير منذ زمن بعيد”، وردا على هذه المعلومات الجديدة، قال السي آي إيه إنها ملتزمة بالشفافية الكاملة وتبذل جهودا إضافية لإصدار سجلات اغتيال كينيدي.
وفي تموز/يوليو، اعترفت وكالة المخابرات المركزية ضمنا بأن أحد عملائها السريين جورج جوهانيدس، كان يراقب أوزوالد قبل الاغتيال، وفقا لما ذكره موقع “أكسيوس”، ووفق المصدر ذاته، قام يوهانيدس بتضليل HSCA على وجه التحديد، وهو الأمر الذي علمه بلاكي لاحقا من خلال تقارير مورلي والإفصاحات الواردة في قانون سجلات JFK.
وأوضح مورلي وبيرسي أن الوثيقة المعنية ينبغي أن يكون من السهل على وكالة المخابرات المركزية العثور عليها لأنها تحتوي على نظام تحديد السجلات الأبجدية الرقمية من المذكرة “المطهرة”، وأكد المؤرخ جيفرسون مورلي أنه “كان ينبغي نشر هذه الوثيقة منذ وقت طويل”.







