السياسي – بعد عشرة أيام فقط من خروجه من السجن، أعلن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، الذي قضى 20 يوم في سجن “لا سانتيه” بباريس، هذا الجمعة، عبر منصة إكس، أنه سيصدر كتابًا جديداً بعنوان “يوميات سجين”، ستنشره يوم الـ10 من شهر ديسمبر المقبل، دار “فايار” التابعة لرجل الأعمال فنسان بولوريه.
في نص مقتبس من غلاف الكتاب، كتب ساركوزي: “في السجن، لا يوجد ما يُرى، ولا ما يُفعل. أنسى الصمت الذي لا وجود له في سجن لا سانتيه، حيث يوجد الكثير مما يُسمَع. فالضجيج هناك دائم، ولكن، كما هو على غرار الصحراء، تتقوّى الحياة الداخلية في السجن”.
« En prison, il n’y a rien à voir, et rien à faire. J’oublie le silence qui n’existe pas à la Santé où il y a beaucoup à entendre. Le bruit y est hélas constant. Mais à l’image du désert la vie intérieure se fortifie en prison. » Nicolas Sarkozy, Le journal d’un prisonnier.… pic.twitter.com/7RJ8fF8qFZ
— Nicolas Sarkozy (@NicolasSarkozy) November 21, 2025
يبدو أن هذا الكتاب الذي كتبه ساركوزي خلال وجوده خلف القضبان سيعكس رؤيته لتجربته غير المسبوقة، كما يتوقع أن يثير نقاشاً سياسياً وإعلامياً جديداً، سواء حول ظروف احتجاز الرجل السبعيني أو حول تطورات القضية التي ما تزال مفتوحة على الاستئناف.
جاءت هذه الفترة من الاحتجاز بعد حكم صدر يوم الـ25 سبتمبر الماضي، قضى بإدانة ساركوزي في قضية التمويل الليبي المتعلق بحملته الانتخابية عام 2007، وهي القضية المعروفة إعلامياً بـ”ساركوزي ـ القذافي”.
وقد اعتبره القضاء مذنباً بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسماح لمقرّبين منه بالتواصل مع نظام القذافي للحصول على تمويل غير قانوني.
وصدر بحقه حكم بالسجن خمس سنوات مع تنفيذ فوري، إضافة إلى غرامة قدرها 100 ألف يورو.
وكانت هذه الإدانة تاريخية، إذ لم يسبق لرئيس فرنسي سابق أن دخل السجن فعلياً. وقد أثار ذلك جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية.
وفي يوم الـ10 نوفمبر الجاري، قررت محكمة الاستئناف الإفراج عنه ووضعه تحت الرقابة القضائية، معتبرة أنه لا يشكل خطراً بالفرار. ومن المقرر أن تُعاد محاكمته بين الـ16 مارس المقبل والـ3 يونيو المقبل.
وخلال جلسة أمام محكمة الاستئناف، حيث ظهر عبر تقنية الفيديو من داخل زنزانته، وصف ساركوزي تجربته في السجن بأنها “قاسية جداً ومرهقة” بل “كابوس”.
وأكد أنّ الظروف صعبة على أي سجين، مهما كانت مكانته، لكنه حيّا موظفي إدارة السجون الذين تعاملوا معه “بإنسانية كبيرة” وساعدوه على تحمّل هذه الفترة. في المقابل، اعتبر أن قرار حبسه كان مدفوعاً بـ”الكراهية”، حسب تعبيره.







