“الملازم أول سعيد الشرفي: نموذج للأخلاق وضبط النفس في قلب الأمن الفلسطيني”

بقلم: د. منى ابو حمدية*

أكاديمية وباحثة*
في وطنٍ يفيضُ بالتحدّيات، يبقى الأمنُ واحداً من أثمن النِعَم التي تُصان بجهد رجالٍ اختاروا أن يكونوا خطَّ الضمان الأول لحياةٍ آمنة، ومستقبلٍ مطمئن.

إنّ الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بكل فروعها، هي الحارس الأمين الذي يتقدم الصفوف صوناً للكرامة، وحمايةً للنظام العام، وترسيخاً لقيمٍ نبيلة تتجدد في مواقفهم قبل بياناتهم.

وفي المشهد الذي تناقلته المنصّات بالأمس، كان الوطن على موعدٍ مع مثال جديد لهذه الأخلاق المهنية الرفيعة؛ مثالٌ قدّمه الملازم أول سعيد الشرفي الذي وقف بثباتٍ واحترام، لا تهزّه الكلمات ولا تستفزه المواقف.

كان رابط الجأش، عاقلًا، متزناً يقدّم درساً في ضبط النفس، ويعكس بأدائه صورةً مشرقةً للمؤسسة الأمنية الفلسطينية.
لم يكن موقفه مجرّد امتناع عن الرد، بل كان فعلًا أخلاقياً بحد ذاته؛
فهو يدرك أن رجل الأمن يحمي الصورة قبل الشارع، والكرامة قبل النظام، وأن الحكمة في لحظة توتر قد تُنهي ما لا تُنهيه القوة.

ولهذا نقول له:
شكرا يا ملازم أول سعيد الشرفي، فقد أحسنت القول بالفعل، وأحسنت تمثيل المؤسسة التي ترتدي زيّها بكل شرف.
وفي هذا السياق، تتوجه قلوبنا برسالة انسانية تحمل احتراماً وتقديراً إلى سيادة اللواء علام السقا، مدير عام الشرطة الفلسطينية، داعين إلى الالتفات لهذا النموذج المشرف وتكريمه بما يليق بسلوكه النبيل.

فمثل هذه المواقف تعكس قيم المؤسسة الأمنية كلها، وتستحق أن تُشاد وأن تُقدَّر.
ولطالما كانت قيادة الشرطة سبّاقة في حفظ كرامة أبناء شعبنا وتعزيز قيم الانضباط والاحترام بين منتسبيها، فكان من الطبيعي أن نرفع إليكم صوت المحبة تقديراً لهذا الأداء المشرف.

وفي الختام؛ إنّ الأمن لا يُصنع من الأوامر وحدها، بل من الرجال الذين يفهمون أن الأخلاق جزء من الواجب، وأن الحكمة قوة، وأن التصرف اللائق قد يصنع وطناً أكثر اتزاناً وثقة.

وما فعله سعيد الشرفي أمس ليس موقفاً فردياً، بل مرآةٌ تعكس أصالة الجهاز الأمني الفلسطيني وصورته التي نريدها ونفخر بها.

رسالة إلى أبناء المؤسسة الأمنية في الضفة:

إلى كل فردٍ يحمل هذا الزي…
كونوا كما عهدناكم:
أمناً يمشي على الأرض، وأخلاقاً تحفظ كرامة الناس، وصورةً مشرقة لوطنٍ لا ينهض إلا بكم.
حافظوا على هدوئكم في الشدائد، وعلى حكمتكم في المواقف، فأنتم الوجه الأول للدولة، وأنتم عنوان الطمأنينة في كل شارع ومدينة.
دمتم درعاً للوطن… وسلاماً يمشي بين الناس