الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني – حشد: تتابع بقلق بالغ تصاعد خروقات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث شهد يوم امس السبت 22 نوفمبر 2025 سلسلة هجمات جوية مكثفة ضد المنازل المدنية والمركبات في مختلف محافظات قطاع غزة. فقد استهدفت طائرات الاحتلال مركبة مدنية في حي الرمال عند الساعة 2:30 ظهرًا، ما أدى إلى استشهاد 5 مدنيين بينهم طفل. ثم قُصف منزل عائلة عابد في الحكر بدير البلح عند الساعة 3:10 عصرًا، مستشهدًا 3 ومصيبًا 7. كما أدى قصف منزل عائلة أبو أمونة في النصيرات الساعة 4:00 عصرًا إلى استشهاد 5 وإصابة 12، أعقبه قصف عمارة الخضري شمال غزة الذي أسفر عن استشهاد 4 وإصابة 9. وكانت المجزرة الأشد باستهداف منزل عائلة أبو شاويش في النصيرات عند الساعة 5:10 مساءً، مستشهدًا 7 وإصابة 21. وبذلك بلغت حصيلة اليوم 22 شهيدًا و83 إصابة، لترتفع حصيلة الشهداء منذ بدء التهدئة إلى 342 شهيدًا بينهم 125 طفلًا و60 امرأة، إضافة إلى مئات الجرحى وتدمير عشرات المنازل.
وتاتي هذه الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة في سياق مواصلة الإبادة الجماعية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، وبما يرفع عدد الشهداء الإجمالي إلى 69,755 شهيدًا ، فيما وصل عدد الجرحى إلى 170,863، بينما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض نتيجة منع الاحتلال دخول المعدات الثقيلة اللازمة للبحث والانتشال، في انتهاك صريح للمادة (16) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تفرض احترام جثامين الضحايا ووجوب دفنهم بطريقة تليق بكرامتهم الإنسانية.
الهيئة الدولية – حشد: ترى أن تكرار استهداف المنازل السكنية المكتظة، وقصف البنايات ذاتها أكثر من مرة، يعكس سياسة ممنهجة لإعادة تشكيل بنك أهداف مدني يرمي إلى نشر الرعب ودفع السكان نحو التهجير القسري. ويعيش مئات الآلاف من النازحين في بيئة غير قابلة للعيش، حيث يمنع الاحتلال إدخال الخيام ومواد الإيواء، ويضطر السكان لشراء خيام بديلة بأسعار باهظة وسط فقر مدقع، بينما تفتقر أماكن النزوح لأبسط مقومات الحياة، كما ساهم مواصلة الاحتلال إغلاق المعابر وخاصة معبر رفح في حرمان أكثر من 15,000 مريض من السفر، بينهم 13,000 مصاب بالسرطان (4200 سيدة و750 طفلة)، إضافة إلى 200 حالة سرطان جديدة شهريًا و5,000 حالة بحاجة لإجلاء عاجل. ويتزامن ذلك مع نقص حاد في الأدوية وانهيار المنظومة الصحية، إلى جانب حصار يمنع دخول المساعدات والوقود والمعدات الأساسية لتشغيل محطات المياه والصرف الصحي، ما يجعل حياة السكان مأساوية.
الهيئة الدولية – حشد: ترصد تصاعد واسع في جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، حيث تمارس سلطات الاحتلال والمستوطنون عمليات تطهير عرقي واسعة تشمل تهجير 60 الف فلسطيني قسرًا من مناطق ريفية ومخيمات، وهدم مئات المنازل، ومصادرة أكثر من 1,800 دونم من الأراضي، إضافة إلى اعتداءات يومية إرهابية من قبل المستوطنين تشمل القتل، الحرق، سرقة المواشي، ومحاصرة القرى، والاعتداء على المزراعين وقد ارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 1,245 شهيدًا و قرابة 10 آلاف إصابة، عدا عن ١٤ الف حالة اعتقال تعسفي.
الهيئة الدولية – حشد: تعتبر أن هذه السياسات والجرائم تشكّل محاولة منهجية لفرض هندسة ديموغرافية قسرية على الأرض الفلسطينية عبر الإبادة والتهجير والاستيطان، في انتهاك خطير لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير. وتشدد الهيئة على أن استهداف المدنيين والمنازل، ومنع الإغاثة الطبية، ومنع الانتشال، وتشريد السكان قسرًا، جميعها تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق اتفاقية جنيف الرابعة (المادتان 147 و148) ونظام روما الأساسي، وترقى إلى جريمة إبادة جماعية بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة. كما يشكل التوسع الاستيطاني وهجمات المستوطنين انتهاكًا صارخًا للمادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
بناءً على ما سبق، تطالب الهيئة الدولية – حشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة بما يلي:
1. تثبيت وقف شامل وفوري للعدوان، وإلزام الاحتلال باحترام وقف إطلاق النار ووقف جرائم الإبادة الجماعية.
2. نشر بعثة حماية دولية لحماية المدنيين ومنع تكرار المجازر.
3. فتح جميع المعابر فورًا، وتمكين سفر المرضى، وإدخال المساعدات، والمعدات الثقيلة، وخيام الإيواء والبيوت المتنقلة.
4. وقف جرائم الاستيطان ومحاسبة المستوطنين المنفذين للاعتداءات بدعم رسمي.
5. إحالة الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية وتسريع التحقيقات وإصدار مزيد من أوامر الاعتقال بحق قادة الاحتلال العسكريين والسياسيين، مع تفعيل الولاية القضائية الدولية لملاحقة كل من تورط في الجرائم.
6. دعوة أحرار العالم إلى مواصلة التحركات الشعبية للضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية للقيام بواجبها القانوني والإنساني والأخلاقي، وفرض العقوبات على دولة الاحتلال ومقاطعتها، دعمًا لضحايا الإبادة الجماعية في فلسطين.







