السياسي – يواجه نحو 750 فلسطينيًا في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، خطر الإخلاء القسري من منازله.
يأتي ذلك في واحدة من أكبر عمليات التهجير التي تستهدف البلدة منذ سنوات، لصالح جمعية “عطيرت كوهانيم” الاستيطانية التي تسعى للسيطرة على منازل الحي وتحويله إلى بؤر استيطانية تخدم مشروع التهويد في محيط الأقصى، بحسب وكالة شهاب.
ويعيش السكان حالة من القلق الشديد مع اقتراب موعد تنفيذ قرارات الإخلاء، إذ تُعتبر عائلة الرجبي أولى العائلات المهددة بالمغادرة مطلع ديسمبر المقبل، بعد سلسلة قرارات قضائية بدأت منذ عام 2016، وبلغت ذروتها منتصف العام الجاري حين أيدت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارات الإخلاء، رغم الطعون والمرافعات القانونية التي قدّمتها العائلات على مدار سنوات.
وتؤكد العائلات أن معركتها القانونية أصبحت أكثر تعقيدًا، في ظل اعتماد محاكم الاحتلال على وثائق تقول الجمعيات الاستيطانية إنها تعود لليهود من القرن التاسع عشر، وهي وثائق تنفي العائلات الفلسطينية صحتها، وتعتبرها أداة للاستيلاء على المنازل تحت غطاء قضائي.
من جهتها، حذّرت مؤسسات إسرائيلية معارضة للاستيطان، وعلى رأسها جمعية “عير عميم”، من خطورة تنفيذ أوامر الإخلاء، مؤكدة أن ما يجري في بطن الهوى يعكس تمييزًا بنيويًا ضد الفلسطينيين في القدس، ويُعدّ انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي، ويرقى إلى مستوى جريمة الترحيل القسري، خاصة أن الإخلاءات تهدد بإفراغ الحي من سكانه الأصليين لصالح المستوطنين.
يأتي هذا التصعيد في إطار سياسة ممنهجة تستهدف بلدة سلوان بأكملها، إذ تُعتبر واحدة من أكثر المناطق تعرضًا لمشاريع التهويد، بما في ذلك الحفريات، والحدائق التوراتية، والسيطرة على العقارات عبر الجمعيات الاستيطانية، بهدف خلق واقع ديمغرافي جديد حول المسجد الأقصى وتقويض الوجود الفلسطيني في المدينة المحتلة.







