معلقة بريطانية تصف الإسلام بـ جماعة موت وتطالب يهود الشتات بالولاء لإسرائيل

السياسي – نشر رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي”ديفيد هيرست، تقريرا علق فيه على كلمة ألقتها ميلاني فيليبس كاتبة العمود اليهودية اليمينية في صحيفة “التايمز” في نيويورك قبل فترة. ولفت إلى أن فيليبس كانت محررته في صحيفة “الغارديان” قبل أن تقرر المضي كغيرها من الليبراليين الصهيونيين نحو اليمين المتطرف وخدمة إسرائيل، فقد فعل هذا إد ميليباند، زعيم حزب العمال السابق ومايكل غوف، الوزير المعادي للإسلام في حزب المحافظين. والانتقال من معسكر إلى آخر ليس جديدا، فقد فعل هذا سي بي سكوت محرر الغارديان الذي كان الشخصية الأهم في الإعلام البريطاني الذي دعم حاييم وايزمان ووعد بلفور عام 1917.

لكن تحول فيليبس  له علاقة بالمال، وقد ذهبت أبعد من غيرها، حيث ترى إسرائيل اليوم تتعرض لتهديدات أكثر من أي وقت مضى. وبالنسبة لها، تختلف فكرة إسرائيل الحالية اختلافا كبيرا عن تلك التي أعلنتها في صحيفة “الغارديان” حيث كانت تشعر براحة تامة ـ فلطالما كانت صحيفة صهيونية، كما قال الكاتب.

وقد تجاوزت فيليبس حدود الصهيونية الليبرالية، في محاضرة بالغت فيها لما تعتقد أنه على المحك في مؤتمر بمدينة نيويورك، بعنوان “الغضب ضد الكراهية”، حيث بدا أن كل الكراهية قادمة من المنصة، وهذه مفارقة ساخرة. وأعلنت فيليبس أن الوقت قد حان للكشف عن بعض الحقائق الداخلية. وادعت فيليبس أنه لا وجود لفلسطين أو الفلسطينيين، في الواقع، السكان الأصليون الوحيدون هم اليهود، وهم الشعب الوحيد الذي يملك أي حق تاريخي أو قانوني أو أخلاقي في هذه الأرض. وما تدعيه فيليبس أن كل الأرض من النهر إلى البحر يهودية، هو في الحقيقة شعار حزب الليكود منذ عام 1977.

وبالنسبة لفيليبس، فإن السيادة اليهودية هي صفقة حضارية كبرى لا يمكن حصرها في الحدود الإقليمية. كما أنها تتجاوز الحدود الدينية. ووصفت فيليبس المسيحية بأنها طائفة يهودية “خرجت عن السيطرة قليلا”، مما أثار ضحك جمهورها، وألمحت إلى أن جميع القيم الأساسية للغرب يهودية.

وصفت فيليبس الإسلام بأنه “طائفة موت”، وقالت: “بتبني لغة القضية الفلسطينية وقلبها الأخلاقي، انضم الغرب إلى أجندة تدميره على يد الإسلام. هذه رغبة في الموت من الغرب، وإذا كانت لديك رغبة في الموت، فلا يمكنك محاربة طائفة موت، وهو ما يواجهه الغرب في قوى الإسلام”. وترى فيليبس أن هناك حربا دائمة بين سبعة ملايين يهودي إسرائيلي و450 مليون عربي و92 مليون إيراني، وإن ليست كبيرة بما يكفي.

ومثل وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، تريد فيليبس الآن تحويل صراع يدور بالأساس حول الأرض إلى حرب دينية، والتعامل في هذه العملية مع ملياري مسلم.

لكن عندما تطرقت إلى يهود الشتات، انكشفت الحقيقة. فقد ذكرت فيليبس يهود الشتات بأن ولاءهم الأول هو لإسرائيل. وقالت إنهم ليسوا مجرد أمريكيين أو بريطانيين مع إضافة اليهودية؛ إنهم جزء من “الأمة اليهودية”، وهذا يجب أن يأتي في المقام الأول. وكل شيء آخر ثانوي.

واتهمت فليبيس يهود الشتات، بالتساهل الشديد والخوف من الرأي العام العالمي. وقالت إنه يجب على إسرائيل التوقف عن “جز العشب” – وهو تعبير ملطف عن الحروب الإسرائيلية التي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بل حرث تلك الأرض تمامًا وأعلنت أن الوقت قد حان لليهود للهجوم لاستعادة “التناخ”، الكتاب المقدس العبري المليء بقصص اليهود في العصور القديمة، “الذين خاضوا معارك حقيقية وقتلوا أناسا حقيقيين”. ولم تكن الحرب في غزة أقل من إحياء يهودي لـ”التناخ”، وعودة المحارب الداودي (نسبة لدواد) البطل، كما قالت فيليبس بشكل انتصاري.

ويعلق هيرست ان الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، كما هو واضح من كلامها لم تكن حربا عادلة للدفاع عن النفس على الإطلاق، بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر الأول 2023، بل كانت إحياء لنبوءة توراتية كما وردت في “التناخ”. وأضاف أنه لن يكون دخول إسرائيل في حالة حرب دائمة أمرا جديدا على الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين، لأن هذا ما يختبرونه يوميا منذ ما يسمى باتفاق وقف إطلاق النار.

واعتبر الكاتب أن فيليبس تستعد كثيرا بخطط حكومة إسرائيل التوسعية في دول الجوار وتأكيد نتنياهو على ديمومة القواعد العسكرية في سوريا وفي مخيمات الضفة الغربية.

ولفت إلى أن الغريب أن فيليبس بخطاب متطرف كهذا تجد من يرحب بها في برنامج “وقت الأسئلة” على قناة “بي بي سي” ولن يجرؤ أحد على تحدي تعصبها. وكتب هيرست “فيليبس محقة، الغرب، يغرق ـ ومعه “بي بي سي”ـ ولكنه يغرق لأنه يتسامح مع أصوات مثل صوتها ويستوعبها”.