استضاف مهرجان الدوحة السينمائي 2025، الذي تتواصل فعالياته حتى 28 نوفمبر، جلسة حوارية ملهمة بعنوان “إعادة تأطير السينما: التنوّع في النظرة النسائية” تناولت التحديات والفرص التي تواجه المرأة في صناعة السينما، وأبرزت التزام المهرجان برفع الوعي وتقديم روايات قوية ومتنوعة.
ضمّت الجلسة مجموعة من صانعات الأفلام النساء هنّ: المخرجة البريطانية-الفلسطينية فرح النابلسي (فيلم الهدية)، المخرجة السودانية راوية الحاج (فيلم الخرطوم)، المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر (فلسطين 36)، والمخرجة الليبية-السورية جيهان (فيلم بابا والقذافي).
فرح النابلسي، التي رُشّح فيلمها القصير “الهدية” (2020) لجائزة الأوسكار قالت: “النظرة النسائية ليست بديلاً عن النظرة الذكورية، بل توسّع الإطار وتُدرك أن وجهات نظر النساء متنوّعة وأساسية لمستقبل السينما. وأضافت: “المؤسسات والمنصات، ومنها مؤسسة الدوحة للأفلام وملتقى قمرة السينمائي تتيح للنساء المشاركة في السينما، وهذه الجلسة دليل على ذلك. نحن لسنا هنا كفنانات ونساء فقط، نحن نتاج مؤسسات دعمتنا.”
وتحدثت آن ماري جاسر، مخرجة الدراما التاريخية “فلسطين 36”: “وجدت أنّ المشهد السّينمائي العربي أكثر عدلاً وتوازناً من مناطق أخرى حول العالم. يجب الإشارة إلى أنّ هناك اليوم دعماً مالياً للسّينما في العالم العربي. لقد استغرقتُ ستة أعوام لتمويل فيلمي “ملح هذا البحر” في عام 2008. اليوم، الأمر مذهل ومختلف تماماً”.
أما راوية الحاج، مخرجة فيلم “الخرطوم”، وهو فيلم وثائقي يتابع رحلة خمسة أشخاص في السودان الذي مزّقته الحرب، فقالت مسلّطة الضوء على الصعوبات التي واجهتها: “تجربتي لم تكن سهلة أبداً بسبب القيود المجتمعية. لكننا شعرنا أن لدينا مسؤولية من خلال هذا الفيلم، ليس فقط أن نكون صوت النساء أو الرجال أو الأطفال في السودان… بل صوت الشعب السوداني”.
بدورها قالت جيهان، مخرجة فيلم “بابا والقذافي” الذي يستكشف رحلة عائلتها بعد اختفاء والدها: “كانت هناك قوّة نسائية واعية بداخلي. خلال صناعة الفيلم، انتقلت من دور المتلقية إلى دور القوية والمتمكّنة. لكن خيار هذا الفيلم لم يكن مرتبطاً بكوني امرأة. أردت أن أُكرّم والدي، وأن أروي قصته، واخترت السينما كوسيلتي للقيام بذلك”.
يمثل مهرجان الدوحة السّينمائي الفصل التالي في مسيرة مؤسسة الدوحة للأفلام لدعم المواهب الإقليمية والاحتفاء بالقصص الملحّة والأصيلة في عالم السينما.





