صينية من ضحية اتجار بالبشر لمليونيرة تؤسس إمبراطورية

السياسي –

تعيش امرأةٌ صينيةٌ حياةً استثنائيةً بعد أن تحولت من ضحية اتجار بالبشر كطفلةٍ مختطفةٍ إلى رائدة أعمالٍ تدير شركةً تحقق إيراداتٍ سنويةً تتجاوز 70 مليون يوانٍ صينيٍّ.

وبدأت قصة زينغ يودي البالغة من العمر 46 عاماً حين اختُطفت في سن الثالثة بعد انفصالها عن والدتها في سوقٍ مزدحمٍ بمقاطعة هونان وسط الصين.

وطوال السنوات التالية، عاشت زينغ مع أسرتها بالتبني دون أن تتعرض للإيذاء الجسدي، لكنها شعرت بالاغترابِ الدائمِ.

 

وحاولت يودي الهرب ذات مرةٍ أثناء نوم والديها بالتبني، إلا أن الأب أمسك بها ووبخها لساعاتٍ طويلةٍ، كما واجهت في المدرسة الابتدائية سخرية زملائها الذين أطلقوا عليها لقب “الطفلة اللقيطة”، ما أثر سلباً على ثقتها بنفسها.

وسعت زينغ على مدار السنوات التي عاشتها بينهما، لكسب حب والديها بالتبني من خلال العمل الجاد في المزرعة وإطعام الحيوانات.

لاحقاً، انتقلت في سن الخامسة عشرة إلى شنتشن للعمل كمربيةً لدى أقارب والديها بالتبني، إلا أن حياتها تغيرت جذرياً عند بلوغها الثامنة عشرة حين التحقت بوظيفة بائعةٍ في شركة إلكترونياتٍ رغم عدم حصولها على شهادةٍ جامعيةٍ.

وأجرت زينغ يودي مئات المكالمات يومياً وسافرت للقاء العملاء في مختلف المناطقِ، ما أهلها للترقي إلى منصب نائب رئيس المبيعاتِ قبل تأسيس شركتها الخاصة للإلكترونياتِ، ثم اشترت سيارةً ومنزلاً في شنتشن، ووسعت نشاطها التجاري ليشمل عدة متاجرَ.

وظهرت سيدة الأعمال الصينية عام 2019 في برنامجٍ تلفزيونيٍّ للبحث عن عائلتها البيولوجيةِ، فيما كشف فريق البرنامج أن والدتها كانت تعاني اضطراباً نفسياً وأُغمي عليها في السوق يوم الاختطافِ، واستيقظت لتجد ابنتها قد اختفت، كما أفنى والدها حياته بحثاً عنها حتى توفي بمرض رئويٍّ نتيجة الضغوط النفسيةِ.

والتقت زينغ أشقاءها البيولوجيين في البرنامج وعانقتهم باكيةً قائلةً: “لم أكن مهجورةً، أخيراً لدي عائلةٌ”.

عادت يودي إلى هونان لزيارة والدتها التي تذكرت حلوى طفولتها المفضلة رغم مرضها واشترتها لها، وحالياً ترعى زينغ والدتها مع أشقائها وتواصل إدارة أعمالها، وتزور قبر والدها سنوياً خلال مهرجان الملابس الشتويةِ وهو مناسبة صينية تقليدية لتكريم الموتى والأجداد.