المرحلة الراهنة: مرحلة الثبات والصمود الفلسطيني ورفض التهجير

عمران الخطيب

تمثل ّ المرحلة الراهنة مرحلة الثبات والصمود الفلسطيني في وجه محاولات التهجير القسري. فحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، وما يرافقها من نزوحٍ متكرر، وجوعٍ وعطش، وتدميرٍ شامل للقطاع بما فيه المستشفيات والجامعات والمدارس، ليست إلا حلقة جديدة في سلسلة استهداف كل مقومات الحياة.

كما طالت الاعتداءات الصحفيين والصحفيات، ودُمّرت المساجد والكنائس، ومقرّ المجلس التشريعي الفلسطيني، ونُصْب الجندي المجهول. وقُتل آلاف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، إضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين الذين يحتاج كثير منهم للعلاج خارج غزة. لم يبقِ الاحتلال شيئًا بلا أضرار، بما في ذلك الاعتداءات على المعتقلين والمعتقلات أثناء حملة الإبادة الجماعية.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ، فإن حكومة نتنياهو والائتلاف الحاكم يصرّون على استمرار العدوان بهدف إجبار الفلسطينيين على الهجرة الطوعية خارج فلسطين المحتلة، وبدعم مباشر من الإدارة الأمريكية. وقد ذكرت مصادر إخبارية أن الإدارة الأمريكية قد تدرس منح فلسطينيي القطاع جوازات سفر أمريكية لتسهيل مغادرتهم، في إطار مخطط التهجير.

تعمل الإدارة الأمريكية أيضًا على الفصل الجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، في سياق مشروعٍ يستهدف تصفية القضية الفلسطينية. بل إن غزة باتت تُعامل كمشروع أمريكي، من خلال السيطرة والاحتواء الجغرافي وتحويلها إلى مجال للاستيطان الجغرافي والاستثمار.

أما مشروع السلام وحل الدولتين، فقد أصبح من الماضي. ورغم تكرار الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن الحديث عنه، فإن تصريحات المسؤولين تشير إلى أنه قد لا يتحقق قبل مئات السنين. ولذلك، فإن مسؤوليتنا كفلسطينيين هي العمل على تعزيز مقومات صمود شعبنا، فالصمود لا يتحقق بالتحليل السياسي وحده، ولا بتبني خيار المقاومة أو خيار المفاوضات فقط، بل بالحفاظ على النتائج المتراكمة لنضال شعبنا العظيم.

وفي الضفة الغربية والقدس تتواصل الاعتداءات عبر مصادرة الأراضي، والتوسع الاستيطاني، وإطلاق النار بهدف القتل المتعمد، إضافة إلى حماية ميليشيات المستوطنين في اعتداءاتهم اليومية على الفلسطينيين وممتلكاتهم وحقولهم وسياراتهم. كما يُمنع العمال من العمل داخل الخط الأخضر، ما يزيد الأزمة الاقتصادية، إضافة إلى احتجاز أموال المقاصة من قبل وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بهدف خلق ضغوطٍ تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين كهدف استراتيجي للاحتلال.

لذلك، تقع علينا جميعًا مسؤولية تقديم الدعم والإسناد لشعبنا وتعزيز صموده داخل فلسطين.