السياسي – نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً أعدّته عنات بيليد، قالت فيه إن الدول الأوروبية تتطلع لامتلاك أحدث التقنيات العسكرية الإسرائيلية التي جرى اختبارها في غزة. ويتجه الأوروبيون نحو صناعة الأسلحة الإسرائيلية ، رغم انتقادهم لسلوك إسرائيل خلال الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تستغل الحرب في غزة لتسويق أحدث تقنياتها العسكرية، وأن الأمريكيين والأوروبيين يصطفون في طوابير لشراء هذه التقنيات. فقد توافد مسؤولون من دول، منها ألمانيا والنرويج وبريطانيا، على مؤتمر رعته وزارة الدفاع الإسرائيلية هذا الأسبوع، حيث جرى استعراض تقنيات ميدانية اختُبرت في الحملات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك في غزة ولبنان وإيران.
وأوضحت الصحيفة أن الاهتمام الأوروبي بالتطورات في المعدات العسكرية يأتي وسط سعي القارة لإعادة التسلح في مواجهة روسيا وعلى الرغم من مخاوف بعض الدول المشاركة في الحدث من ملاحقة إسرائيل بسبب الحربَ في غزة.
وعلى شاشة كبيرة داخل قاعة مكتظة هذا الأسبوع، عُرضت طائرتان هجوميتان من دون طيار وهما تصطدمان بمبنى في قطاع غزة، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان على طول الساحل الغزّي. وقال ران غوزالي، الرئيس التنفيذي لشركة “يو فيجن إير” الإسرائيلية لتكنولوجيا الدفاع، للحضور: “ترون الصاروخ الأول يضرب الجانب الأيسر، ثم ينطلق الثاني نحو هدفه”. وأضاف: “هذه بعض المقاطع التي تمت الموافقة على مشاركتها”.
Dozens of European officials from countries including Norway and the UK flocked to an Israeli ministry of defense-sponsored conference this week that showcased the latest weapons tested in Gaza, despite criticizing Israel’s conduct of the war. My latest https://t.co/ji2ZIYaZa7
— Anat Peled (@AnatPeled1) December 5, 2025
وضمّ الحضور ممثلين عن الحكومة الأمريكية، ومسؤولين تنفيذيين من القطاع الخاص، ومستثمرين أجانب. كما حضر وفد رسمي من الهند، بينما أرسلت أوزبكستان وسنغافورة وكندا مسؤولين رسميين. وقال المنظمون إن النرويج – التي سحبت استثماراتها من شركة “كاتربيلر” بسبب استخدام جرافاتها في غزة – أرسلت مسؤولاً دبلوماسياً.
ويقول منظمو مؤتمر هذا العام – الذي شهد حضوراً أوسع من العام الماضي – إنه عزز قدرة التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية على الجذب، بغضّ النظر عن العزلة الدبلوماسية التي تواجهها إسرائيل بسبب حرب غزة. وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرتي اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، اللذين حضرا المؤتمر.
وتضيف الصحيفة أن أوروبا تعيش مخاوف من أن الولايات المتحدة أصبحت شريكاً أقلّ موثوقية داخل “الناتو”، وتتعرض لضغوط لزيادة الاستثمار في دفاعاتها. وجاءت “دعوة الاستيقاظ” لأوروبا مع خطاب نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن في شباط/فبراير، حين انتقد حكومات القارة لما وصفه بالرقابة وعزل الأحزاب الشعبوية، مشيراً إلى بيئة عبر الأطلسي متغيّرة، وفق ما قاله سيباستيان فون ريبنتروب، الشريك الإداري في شركة “جوين كابيتال” الأوروبية لرأس المال الاستثماري، والذي حضر المؤتمر.
وكانت العديد من الدول الأوروبية قد فرضت حظراً على توريد الأسلحة إلى الشركات الإسرائيلية خلال الحرب، مما حدّ كلياً أو جزئياً من الواردات والصادرات العسكرية، وذلك في مقابل التكلفة الإنسانية للحرب التي أودت بحياة أكثر من 70,000 شخص في غزة.
وفي أيلول/سبتمبر، منعت بريطانيا وفداً من وزارة الدفاع الإسرائيلية من حضور معرض لتجارة الأسلحة. وصرّح متحدث باسم الحكومة البريطانية بأن “مسؤولي السفارة البريطانية حضروا المؤتمر كما يفعلون عادة في جميع أنحاء العالم للتواصل مع نظرائهم وتعزيز مصالح بريطانيا”. وفي الصيف الماضي، أوقفت ألمانيا شحنات المعدات العسكرية إلى إسرائيل التي يمكن استخدامها في غزة، قبل أن ترفع الحظر بعد سريان وقف إطلاق النار الحالي. وأرسلت ألمانيا – الداعم القوي لإسرائيل وصاحبة خطة إنفاق عسكري بقيمة 580 مليون دولار خلال العقد المقبل – أحد أكبر الوفود إلى إسرائيل.
وفي يوم الأربعاء، دخل نظام الدفاع الجوي “حيتس 3″، الذي اشترته ألمانيا من إسرائيل مقابل نحو 4 مليارات دولار، مرحلة التشغيل الكامل، ليصبح أول نظام “حيتس” يُنشر خارج إسرائيل والولايات المتحدة، وفق ما أعلنته الدولتان. وتعد هذه أكبر صفقة أسلحة في تاريخ إسرائيل.
وسجلت صادرات الأسلحة الإسرائيلية رقماً قياسياً عام 2024، بعد اندلاع الحرب في غزة، حيث بلغت 14.8 مليار دولار، رغم الدعوات لمقاطعة الأسلحة الإسرائيلية. وكانت أوروبا أكبر مشترٍ لتكنولوجيا الدفاع الإسرائيلية العام الماضي، إذ استحوذت على 54% من الصادرات، مقارنةً بـ35% في عام 2023، وفق بيانات وزارة الدفاع الإسرائيلية.
ومع توقف القتال في غزة إلى حدّ كبير، وزيادة أوروبا إنفاقها العسكري، يبدو أن العديد من الدول بات يشعر براحة أكبر في التعامل مع إسرائيل علناً، بحسب مستثمرين وشركات ناشئة أوروبيين وإسرائيليين حضروا المؤتمر.








